عطوان: نَكتب في عيد الأضحى عن أشقائنا في الإنسانيّة والإسلام الذين يتعرّضون للإبادة والاغتصاب في ميانمار.. صورٌ حديثةٌ تُدمي القُلوب.. والأمم المتحدة تَصف الروهينغا بأنّهم أكثر شعب مُضّطهد في العالم.. نَعرف أن المجازر في كل مكان.. ولكن ألا يَستحق هؤلاء الكثير من التّضامن؟

عمران نت/2سبتمبر 2017م
نَكتب اليوم، وبمُناسبة حُلول عيد الأضحى المُبارك، عن جرائم حَرب، وضد الإنسانيّة في ميانمار، ضَحيّتها عَشرات الآلاف من المُسلمين، الذين يتعرّضون للقَتل والاغتصاب على أيدي قوّاتٍ تابعةٍ للجيش البورمي.
 

 صُعقنا ونحن نُشاهد هذهِ الجرائم المُوثّقة بالصّوت والصّورة لهؤلاء الضّحايا وهم يُذبحون مِثل النّعاج، أو يُقطعون بالسّواطير دون أيّ رحمةٍ أو شفقة، وتتعرّض نساؤهم للاغتصاب بطُرقٍ وحشيّةٍ لا يُمكن وَصفها.

مجلس الأمن الدولي أدان يوم الأربعاء هذه الجرائم، ولكن حُكومة ميانمار التي تتولّى رئاستها السيدة أون سان سوتشي، الفائزة بجائزة نوبل للسلام، لا تَفعل إلا القَليل أمام جرائم البوذيين وجَيش بلادها، في حق هذه الأقليّة.
واللّوم لا يَقع على هذهِ الحُكومة، وإنّما أيضًا على الحُكومات العربيّة والإسلاميّة التي تُتابع أعمال القتل والذّبح والاغتصاب دون أن تقوم بأيّ دورٍ فاعلٍ، على الصّعيدين الإقليمي والدولي في حَق هؤلاء الضّعفاء.

ما لا تَعلمه هذهِ الحُكومات العربيّة أن نسبةً كبيرةً من مُسلمي أقليّة الروهينغا من أصولٍ عربيّةٍ، ويَنتمون إلى نسل التجار العرب الذين نقلوا رسالة الإسلام السّمح إلى مُختلف مناطق جنوب شرق آسيا، ولكن ما أكبر الفرق بين أولئك التجار ونُظرائهم الحاليين.

يعيش مليون من هذه الأقليّة من ميانمار منذ مُئات السنين، ولكن الحُكومة تَرفض الاعتراف بهم كمُواطنين ومَنحهم الجنسيّة، ويقوم الجيش بأعماله الإجراميّة بهَدف دَفعهم إلى الهَجرة إلى دول الجِوار، التي تُغلق حُدودها في وَجههم باستثناء بنغلادش الفقيرة المُعدمة، في أبشع جرائم تطهير عرقي وديني في التاريخ الحديث.

مُتحدّثة باسم الأمم المتحدة وَصفت أبناء “الروهينغا” بأنّهم أكثر شعب مُضطّهد في العالم، وأكثر شعب بلا أصدقاء، الأمر الذي يجب أن يُشعرنا بالذّنب والخَجل جميعًا لصمتنا على هذه المأساة.

هؤلاء شعبٌ مُسالم، لا يَقوم بأي أعمال عنف، ولا يَحملون السّلاح، وكل ما يُريدونه هو العَيش بكرامةٍ في وَطنهم خاصّةً في ولاية أراكان (راخين) حيث مَوطن آبائهم وأجداهم، وهي منطقة جرى قتل وذبح أكثر من ثلاثة آلاف منهم في ثلاثة أيام، حسب بيان مجلس الروهينغا الأوروبي.

كوفي أنان، أمين عام الأمم المتحدة الأسبق، ترأس لجنة أجرت تحقيقاتٍ مُوسّعة في هذهِ الجرائم، ووثّقتها كاملةً، وقدّمت تقريرها إلى المُنظّمة الدوليّة، ولكن ما زالت المَجازر مُستمرّة.

كَتبنا في هذهِ الصحيفة “رأي اليوم”، عن ضحايا القتل والاغتصاب في وطننا العربي، في سورية، واليمن، والعراق، وليبيا، وفلسطين، ونَجد لِزامًا علينا أن نُنبّه إلى ما يَجري في حَق أُخوةٍ لنا في الإنسانيّة في هذا البلد الآسيوي، وأن نَضم صوتنا إلى أصوات الذين يَقفون في خَندق المُسلمين في ميانمار، لفَضح هذهِ الجرائم التي تُرتكب في حقّهم وَسط صمت عالمي، لأنّهم لم يَرتكبوا أيّ ذنبٍ، إلا كَونهم يَعتنقون الديانة الإسلاميّة.

مقالات ذات صلة