بعيون اليمنيين.. الرياض ستجمع المخادع بالبلهاء

عمران نت – متابعات

استبقت الحشود اليمنية في العاصمة صنعاء قدوم الرئيس الأمريكي ترامب إلى المنطقة والهالة التي يجري نسجها حول الزيارة المقبلة وتضخيم نتائجها، بالتأكيد على أن بلد وشعبا صمدوا لعامين أمام عدوان كوني لن تخيفهم انضمام أمريكا إلى الحرب عليهم وهي الحاضرة منذ أول لحظة وأول غارة للحرب العدوانية عليهم.

وفيما يتباهى المضيف السعودي بوصل “العبد” ترامب كما حلا لبعض الدعاة الوهابية تسميته سائلين الله أن يهديه للإسلام وهو بجوار الحرمين، أعلن اليمينيون في المسيرة الحاشد ة التي شهدتها العاصمة صنعاء عصر أمس الجمعة عزمهم الاحتشاد مجددا بالتزامن مع وصول الرئيس الامريكي إلى المنطقة ليسمع عن قرب أن شعوب المنطقة لا ترحب به وأن شعب الإيمان حاضر وبعزم أمضى لقبر أحلام الحلف الشيطاني الجديد.

القمة” الأمريكية الإسلامية” في الـ 22 مايو المقبل باتت عناوينها واضحة وهي حقيقة وعناوين استدعيت واختلقت لإنشاء الحلف الجديد، ففي السياسة مواجهة إيران وحلف المقاومة الذي انجز الكثير في طريق استعادة الأمة الإسلامية حريتها واستقلالها وزعزعة استقرار “إسرائيل” تمهيدا لاقتلاعها من المنطقة، وفي العنوان الديني مواجهة “الشيعة” والمذاهب الإسلامية الرافضة للدخول في الإسلام الأمريكي وحرم الوهابية، وهو عنوان واضح لم يخفه ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلته مع قناة العربية.

هي إذن قمة دينية سياسية هدفها التحضير لمواجهة حاسمة مع المحور المناهض للهيمنة الامريكية بأي كلفة بعد أن عجزت الوهابية دينيا والمملكة السعودية سياسيا في انجاز ذلك عبر سنين من القتل العشوائي في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا ونيجيريا وأينما امتدت إليه أذرعها المسماة “داعش والقاعدة”، وذلك يفسر الإعلانات المتتالية وبمئات مليارات الدولارات عن صفقات الأسلحة وضخ المال في الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من الكساد، لإغواء أمريكا حسبما قالت وكالة روسية.

قد تصل حجم الأموال المدفوعة للولايات المتحدة الأمريكية ما بين صفقات سلاح واستثمارات في الاقتصاد الأمريكي إلى ما يقرب من 500 مليار دولار بينها 100 مليار دولار أمريكي قيمة صفقة سلاح، وضخ استثمارات في الاقتصاد الأمريكي بقيمة 40 مليار دولار سيجري الإعلان عنها جميعا خلال زيارة ترامب للرياض وفقا لـ “رويترز” وشبكة “بلومبرغ” نقلا عن مسئولين بالبيت الأبيض.

ولن تكون السعودية لوحدها من سيدفع فأبو ظبي الطامحة إلى أن تكون عصا أمريكا الغليظة بدلا عن الرياض ونظام آل سعود المتهاوية والوهابية المبغوضة بعكس الانفتاح الإماراتي – تحوز الإمارات المركز الأول في استهلاك الخمور عالميا -هي الأخرى في طور فتح خزائنها على مصراعيها لنهم ترامب للحصول على الأموال، صفقة بملياري دولار تسليح هي أول ما رشح عن زيارة محمد بن زايد ولي العهد والرجل الأول في الإمارات لواشنطن.

أبلغ توصيف لزيارة ترامب وقمة الرياض المنتظرة هي ما جاء على لسان الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى خلال زيارته لمحافظة ذمار، إذ أشار إلى أن السعودية بعدما عجزت عن تحقيق نصر في اليمن وهي استجلبت العالم للقتال معها وإلى جانبها دون أي نتيجة وعجزت عن الاستمرار في ذلك الدرب بعد أن أعرضت عنها الدول نتيجة خسائرها التراكمية مصداقا لقوله تعالى ” فنقبوا في البلاد هل من محيص”، عمدت إلى إحضار أمريكا علنا لتقول لليمنيين والاحرار في الأمة لايزال لدينا أمريكا.

أمريكا غير المعنية بالعنوان الديني الذي أعلنه بن سلمان في مقابلته الاخيرة، يعنيها توفير الحماية لتل أبيب واجتياز الضائقة المالية، والتي كانت بسببها على وشك حمل عصاها من الشرق الأوسط للرحيل والاهتمام بالشرق الأدنى بحسب وثيقة الرئيس السابق أوباما لحين تريب أوضاعها بعد انجاز اتفاق مع الدولة الإقليمية عادت إلى المنطقة وبكل قوة بعد مجيء ترامب وفتح الخليجيين خزائن أموالهم على مصراعيها للرجل المكروه من شعبه والباحث عن أي انجاز يغير من الصورة الامريكية والعالمية المليئة بالسخرية إزائه.

جاريد كوشنر اليهودي وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زوج ابنته ايفانكا هو عراب الصفقة الامريكية الخليجية بقيمة 40 مليار دولار بحسب بلومبيرغ، وتل أبيب هي المهندس الأكبر لمجمل الصفقة القاضية بعودة واشنطن بقوة إلى المنطقة وفتح حروب جديدة، ولن يكون كوشنر اليهودي بالطبع قلقا على دول الخليج من إيران، وفي هذه النقطة تحديدا يتجلى أن “إسرائيل” هي الكاسب الوحيد من عودة أمريكا لحمايتها من الخطر المتنامي حولها في المنطقة وليس الخليجيون سوى خزائن لدفع الأموال دون أن يجنوا مكسبا واحدا.

ليس في أجندة قمة الرياض الغاء الاتفاق النووي مع إيران الدولة الإقليمية، والذي يحفظ مستوى من مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.. ذلك ما تركن إليه المؤسسة الأمريكية العميقة لحفظ مصالحها.. مزيد من سفك الدماء، غير ذلك لن يحقق للحلف المرتقب شيئا، معطيات الميدانين الأساسيين اليمني والسوري تشي بذلك.. لكن لا بأس من الاستيلاء على أموال البلهاء، وحسنا يفعل المخادع ترامب.

مقالات ذات صلة