
من الموانئ إلى المضائق: كيف بنت الإمارات شبكات نفوذها في جنوب اليمن؟
تقرير
تظهر تقارير دولية وصور أقمار صناعية توسّع حضور الإمارات في عدد من المواقع الحيوية في اليمن خلال السنوات الأخيرة، في سياق ما تصفه بعض الصحف الغربية بنموذج “الهيمنة الهادئة” القائم على النفوذ غير المباشر ودعم التشكيلات المحلية دون انتشار عسكري واسع.
وتشير فايننشال تايمز إلى أن هذا النهج يعتمد على السيطرة على البنية التحتية والممرات الحساسة عبر وحدات محلية تتلقى التدريب والإشراف من ضباط إماراتيين.
وفي محافظة شبوة، تقول تقارير من بينها تقارير مجموعة الأزمات الدولية إن معسكر مُرّة بات عنصرًا محوريًّا في خارطة النفوذ، نظرًا لقربه من خطوط نقل النفط والغاز المرتبطة بميناء بلحاف. وتشير المعلومات إلى أن التوسعات في المعسكر تمت تدريجيًّا منذ عام 2018 وربطته طرق استراتيجية بمدينة عتق وموقع التصدير.
أما منشأة بلحاف، أكبر مشروع غاز مسال في اليمن، فقد تحوّلت وفق العفو الدولية إلى موقع مغلق ذي طابع عسكري، في ظل توقف التصدير وتقديرات بخسائر اقتصادية تتجاوز 10 مليارات دولار وفق البنك الدولي. وفي حضرموت، يكشف رصد الأقمار الصناعية عن تغييرات واسعة في مطار الريان منذ 2018، حَيثُ ظهرت منشآت جديدة وصيانة لطائرات، بينما ربطت تقارير هيومن رايتس ووتش إغلاقه أمام المسافرين بأعباء إنسانية كبيرة على السكان.
وعلى صعيد الملاحة الدولية، أظهرت صور نشرتها أسوشيتد برس عام 2021 إنشاء مدرج حديث في جزيرة ميون الواقعة في قلب مضيق باب المندب، بطول يسمح باستقبال طائرات عسكرية، وسط تقديرات بأنه جزء من منظومة مراقبة بحرية متقدمة في أحد أهم الممرات العالمية.
وفي الساحل الغربي، تشير واشنطن بوست إلى أن ميناء المخاء تحوّل إلى مركز لوجستي واسع لدعم قوات محلية متحالفة مع الإمارات، فيما ذكرت تقارير حقوقية وجود مرافق احتجاز في محيطه. وتعتبر مصادر سياسية أنّ عدن تمثل مركز إدارة الشبكة السياسية والأمنية للتشكيلات المدعومة إماراتيًّا، ما يجعلها نقطة التحكم الأَسَاسية في مجمل هذه المواقع.
متابعات




