كيف تدعم السعودية والإمارات الفوضى باليمن وفشلت بزرع الجواسيس

رفيق الحمودي

بعد أن فشلت دول العدوان على اليمن في مخططاتها بقيادة السعودية والإمارات وبدعم أمريكا وبريطانيا وبقية دول العدوان.. وبعد أن عجزت عن تحقيق انتصارات عسكرية على أرض الميدان.. سعت وتسعى – عبثا – إلى زعزعة الأمن والاستقرار داخل الأراضي اليمنية في محاولة منها لخلط الأوراق وفق مايراه سياسيون وعسكريون.

ففي المحافظات المحتلة تعمل دول العدوان وأدواتها على إنشاء الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية بهدف تفكيك المجتمع في تلك المناطق التي تحت سيطرتها ليسهل عليها البقاء في احتلال تلك المناطق والتذرع بالبقاء واشغال اليمنيين بصراعات بينية تنسيهم عن العدو الحقيقي المحتل وفق سياسة “فرق تسد” التي سبق وأن انتهجتها بريطانيا في جنوب الوطن لتعود اليوم على يد ذات المحتل ولكن بأدوات مختلفة وبتنفيذ ومشاركة من جيران السوء (السعودية، الإمارات).

وفي عمليات مفضوحة باتت تلك الدول المعتدية لا تستحي ان تعلن عن إنشائها للفصائل المسلحة في مناطق ومدن تسيطر عليها في جنوب البلاد فتارة تعلن عن تشكيل مايسمى بقوات العمالقة وتارة تعلن عن ما تسميه بقوات حراس الجمهورية وتارة أخرى بما يسمى بقوات النخبة الحضرمية او الشبوانية ومرة تحت مسمى قوات الحزام الأمني ومؤخرا ماسمي بدرع الوطن و.. و.. الخ من التشكيلات المليشاوية التي تتبع مباشرة إما السعودية أو الإمارات ولا تجد حرجا تلك المليشيات وقادتها على رفع اعلام السعودية والإمارات بل وفي تلقي التعليمات السعوإماراتية وبشكل منتهك للسيادة الوطنية وبعيد كل البعد عن الولاء الوطني الذي قد تتشدق به أحيانا تلك الجماعات المليشاوية.

وليس ببعيد عن ذلك تغض دول العدوان الطرف عن جماعات تنظيم القاعدة والجماعات المنطوية تحت تيار الإخوان والسلفيين في إشارة لدعمها وسط فوضى أمنية وعسكرية مخطط ومراد لها ووسط اغتيالات متزايدة في مناطق سيطرة دول العدوان.

وأما في المحافظات اليمنية الحرة الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى فقد عجزت دول العدوان السعودي – الإماراتي عن تحقيق أي إنتصارات تذكر سياسيا او عسكريا فلجأت بحسب مراقبين إلى محاولات فاشلة لزرع الفوضى ونشر جواسيسها من ضعفاء النفوس لتحقق انتصارات وهمية من خلال أولئك ممن باعوا دينهم ووطنهم وسقطوا في مستنقع العمالة للخارج لتدمير الوطن الذي تنكروا له.

مهتمون بالشأن المحلي من حقوقيين وناشطين وإعلاميين قالوا عبر منصات التواصل وفي مواقع إخبارية أن الأجهزة الأمنية بمناطق سيطرة المجلس السياسي لا تتبع الوصاية الخارجية وأن قرارها بيدها علاوة على كونها متيقظة وهو الأمر الذي جعل كل محاولات دول العدوان بزرع الفوضى تبوء بالفشل الذريع بفضل الله وبفضل حنكة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ووعي أفراد المجتمع وتكاتفهم.

وبحسب تقارير محلية فقد تم ضبط خلايا تجسسية عديدة كانت تخطط لخلق فوضى وعملت على توصيل معلومات لدول العدوان حول أشخاص ومؤسسات.

وكانت وزارة الداخلية في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى قد أصدرت في وقت سابق بيان جاء فيه:

“قالَ تَعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} صدق اللهُ العظيم

بفضلِ اللهِ تعالى وتوفيقِه، ومعونتِه وتأييدِه، تعلنُ وزارةُ الداخليةِ عن عمليةِ (ومكرُ أولئكَ هو يبور) وهي عمليةٌ أمنيةٌ نوعية، تمت على عدةِ مراحل، أدتْ بعون اللهِ تعالى وتوفيقِه إلى إلقاءِ القبضِ على شبكةٍ تجسسيةٍ تتبعُ غرفةَ عملياتٍ مشتركة، بين المخابراتِ الأمريكية (CIA)، والموسادِ الإسرائيلي، والمخابراتِ السعودية، مقرُها على الأراضي السعودية.

لقد تحققَ هذا الإنجازُ الأمنيُ النوعيُ – بفضلِ اللهِ تعالى – بعدَ عملياتِ تحرٍ ورصدٍ ومتابعة؛ كشفت مخططاتِ العدو، وأساليبَ عملِ العناصرِ الخائنةِ التابعةِ له، وارتباطاتِها.. ولقد تبينَ بعدَ تمام   التحقيقات، وعملياتِ التحريِ والتحليل، الكثيرُ من المعلوماتِ نكشفُ منها ما يلي:

أولًا: قامتِ الغرفةُ المشتركةُ بتنسيقِ الجهودِ التخريبيةِ والتجسسيةِ ضدَّ اليمن، وباشرتْ عملَها من الأراضِي السعودية؛ لتشكيلِ خلايا صغيرةٍ ومتعددة، تعملُ بشكلٍ منفصلٍ عن بعضِها، وترتبطُ كلُها بالغرفةِ المشتركةِ للأعداء.

ثانيًا: سلمتْ غرفةُ مخابراتِ العدوِّ المشتركةِ للخلايا التجسسية أجهزةً ووسائلَ تجسسٍ متطورة؛ لتنفيذِ أعمالِ التجسسِ والرصد، لأيِّ مكانٍ يريدون رصده، ورفعِ الاحداثياتِ والمعلوماتِ عنْه، ودربتْ عناصرُ الخلايا الإجراميةِ على الأجهزةِ المسلمةِ لهم، وعلى كيفيةِ كتابةِ التقارير، ورفعِ الإحداثيات، وطرقِ التمويهِ والتخفِّي تفاديًا لكشفهم، ووقوعِهم في أيديِ رجالِ الأمن، حيثُ تلقّوا تدريبَهم على أيدِي ضباطٍ أمريكيين وإسرائيليين وسعوديين على الأراضِي السعودية.

ثالثًا: رصدتْ الخلايا التجسسيةِ، البنيةَ التحتيةَ اليمنية، وحاولت كشفَ البنيةِ العسكريةِ والأمنية، وأماكنِ التصنيعِ العسكري، ومواقعِ إطلاقِ الصواريخِ البالستية، والطائراتِ المسيرة، التي يستهدفُ بها جيشُنا الباسلُ العدوَّ الصهيونيَّ المجرم، وقامتْ بجمعِ معلوماتٍ ورصدٍ للقياداتِ المدنيةِ للدولة، وقياداتِ الجيشِ والأمنِ ومقراتِهم وأعمالِهم.

رابعًا: تورطتْ خلايا الشبكةِ في الاسهامِ بسفكِ دمِ المدنيين اليمنيين في عدةِ عملياتٍ شنّها العدوُّ الأمريكيُّ والإسرائيليُّ، على المساكنِ والأسواقِ والأماكنِ العامة، وقامتْ بإمدادِ العدوِّ بالمعلوماتِ والإحداثياتِ عن بعضِ المنشآتِ الخدميةِ التي استهدفَها العدو؛ بغيةَ الإضرارِ بمصالحِ الشعبِ اليمني، والتضييقِ الاقتصاديِ والمعيشي عليه.

إن تشكيلَ الغرفةِ الاستخباراتية المشتركةِ، بينَ العدوِّ الأمريكيِّ والإسرائيليِّ والسعوديِّ، وتجنيدَ أكبرِ عددٍ من الخلايَا التجسسية، أتى في ظلِّ التصعيدِ والعدوانِ على اليمن؛ لمحاولةِ إيقافِ عملياتِه العسكرية، ومواقفِه الرسميةِ والشعبيةِ، المساندةِ لإخوانِنا في غزة، ولمظلوميتِهم، والداعمةِ لحقِّ الشعبِ الفلسطيني وقضيتِه العادلة.

وتعزيزًا لثقةِ الشعبِ بأجهزتِه الأمنيةِ ومؤسستِه العسكرية، تكشفُ وزارةُ الداخليةِ عن جزءٍ مهمٍ من المعلوماتِ والتفاصيلِ عن هذهِ الشبكةِ وخلاياها الإجراميةِ الخائنةِ لدينها ووطنِها، وعن بعضِ تجهيزاتِها وأساليبِ عملِها؛ لاطلاعِ الشعبِ اليمنيِ العظيمِ المجاهدِ على توجهاتِ الأعداءِ وتحركاتِهم.

إنَّ وزارةَ الداخليةِ وهي تزفُّ هذا الإنجازَ إلى شعبِنا اليمنيِّ العظيم، لَتُعَبِّرُ عن جزيلِ شكرِها، وعظيمِ تقديرِها ليقظةِ أبنائِه الأحرار، وتؤكدُ أن تعاونَهم ويقظتَهم كانتْ وستظلُ من أهمِّ العواملِ التي أسهمتْ وتسهمُ في فضحِ مخططاتِ الأعداءِ وإفشالِها، وإنَّها لتدعو كلَّ يمنيٍ حرٍ إلى مزيدٍ من اليقظةِ والتنبهِ لتحركاتِ الأعداءِ التي تستهدفُ جبهتَنا الداخلية، وتسعى لزعزعةِ الأمنِ والاستقرار، لإيقافِ وإِضعافِ الموقفِ الشعبيِّ والرسمي، والعملياتِ العسكريةِ الداعمةِ والمساندةِ لغزةَ وفلسطين.

ونؤكدُ لقائدِ الثورةِ، قائدِ المسيرةِ القرآنية، وللقيادة السياسية، ولشعبِنا اليمنيِّ العظيم، أننَا على العهدِ سنبقى في أتمِّ اليقظة، والجاهزيةِ العالية، نبذلُ قصارى جُهدنِا في أداءِ واجبِنا الجهادِي، في سبيل اللهِ تعالى، خدمةً لهذَا الشعبِ، حتى يأتيَ اللهُ بنصرِه، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، هو حسبُنا ونعمَ الوكيل.

26 سبتمبر

مقالات ذات صلة