أكاديمي عربي: تعثر العمليات العسكرية دفع السعودية وأمريكا إلى توسيع النشاط الاستخباراتي في اليمن

أوضح الخبير في الشؤون الاستراتيجية، الدكتور محمد هزيمة، أن لجوء السعودي والأمريكي إلى شبكات التجسس داخل اليمن يكشف حجم الرهان الخارجي على العمل السري بعد سقوط رهانات الحسم العسكري في الميدان.

وأكد الدكتور هزيمة في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم الجمعة، أن الحرب الاستخبارية تُعدّ أخطر مراحل الصراع، كونها تعتمد على ميدان غير مرئي ولا يمكن ضبطه إلا بالوعي الشعبي، مشيراً إلى أن الأجهزة الاستخبارية تعمل على تفكيك المجتمع من الداخل عبر شراء ضعاف النفوس واستغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي خلّفتها الحرب والحصار.

وأضاف أن التحقيقات مع الشبكات التي جرى ضبطها مؤخراً تكشف نمطاً ثابتاً في آلية التشغيل الأمريكي، حيث يتم الاعتماد دائماً على أدوات محلية تُدار من غرف استخبارية مشتركة تجمع ضباطاً سعوديين ومشغلين غربيين، وهو ما يؤكد أن السعودي ليس إلا ذراعاً وظيفية للمشروع الغربي في المنطقة.

وأشار الخبير في الشؤون الاستراتيجية، إلى أن الفشل العسكري السعودي خلال السنوات الماضية دفعه إلى تكثيف نشاط التجنيد داخل اليمن، مستفيداً من بعض الروابط الاجتماعية والجغرافية، ومحاولاً توظيف الضائقة المالية التي تسبب بها الحصار لدفع بعض الأشخاص إلى العمل الاستخباري مقابل المال، في محاولة لخلق بيئة اختراق تخدم المشروع الصهيو أمريكي.

ولفت إلى أن الشبكة الأخيرة التي تم إسقاطها كانت تعمل بنظام حلقات منفصلة يشرف عليها جهاز خارجي واحد، ما يعكس مستوى الاحترافية والخطورة في هذا النوع من النشاط، مؤكداً أن حجم هذا التغلغل لم يكن ليحدث لو لم يكن اليمن لاعباً مؤثراً في معادلات المنطقة وصناعة مستقبلها.

وبيّن الدكتور هزيمة أن المشروع الاستخباري الغربي يستهدف اليمن كجزء من مخطط واسع لا يقف عند حدوده الجغرافية، خصوصاً بعد أن أسقط اليمن المعادلات العسكرية التقليدية وفرض معادلة ردع جديدة أربكت واشنطن وتل أبيب والرياض.

وأشار إلى أن السعودي والغربي ينسّقان في غرفة عمليات مشتركة، حيث يتكامل الدور السعودي الميداني مع التخطيط الأمريكي بهدف استهداف مقدرات الدولة اليمنية ومحاولة إضعاف بنية المجتمع وضرب صمود الجبهة الداخلية، وهي أدوات لطالما استخدمها الاستعمار الغربي في المنطقة.

وأفاد الخبير في الشؤون الاستراتيجية، أن الوعي الشعبي اليمني وتطور الأجهزة الأمنية أحبطا مشروع الاختراق، موجهاً التحية للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة التي راكمت قدراتها خلال سنوات المواجهة، حتى أصبحت قادرة على كشف وتعطيل أصغر الحلقات الاستخبارية وأكثرها خفاءً.

ونوه إلى الدور المحوري الذي لعبه رئيس هيئة الأركان العامة، الشهيد اللواء محمد عبدالكريم الغماري، مؤكداً أن القيادة الحكيمة، وتكامل القوات المسلحة، وانسجام الجبهات، وتطور العمل الأمني، كلها عوامل جعلت اليمن اليوم في أعلى مستويات المناعة تجاه أي اختراق أمريكي أو صهيوني.

وذكر أن الصراع لم يعد مجرد مواجهة عسكرية أو أمنية، بل بات مواجهة مفتوحة بين مشروعين، مشروع الدفاع عن الأمة وخياراتها الاستراتيجية، ومشروع الصهيو أمريكي الذي يسعى لاستعباد المنطقة والسيطرة على قرارها، مضيفاً أن اليمن يقف اليوم في قلب هذه المواجهة بثبات وقوة.

مقالات ذات صلة