
وكيل وزارة الإعلام يكشف جانباً من مسيرة الشهيد الغماري وريادته في التصنيع الحربي والدفاع عن اليمن
سرد وكيل وزراة الاعلام لقطاع السياسيات والمحتوى الدكتور احمد الشامي جانبا من شخصية الفريق الشهيد القائد محمد عبدالكريم الغماري رئيس هيئة الاركان العامة الذي استشهد وهو “في سياق عمله الجهادي وأداء واجبه الإيماني”.
وكشف الدكتور الشامي في منشور على صفحته عن البدايات الاولى للشهيد في الاهتمام بالتصنيع الحربي وادخال السلاح المحلي في الحروب الست الظالمة وفي مواجهة الجيش السعودي ابان العدوان الظالم في الحرب السادسة ومن ثم مع قيادته معركة الدفاع عن اليمن في مواجهة تحالف العدوان الامريكي السعودي ومعركة اسناد غزة.
نص المنشور ..
سيدي هاشم
التقيت به في بداية عام ٢٠٠٤م في جامعة صنعاء فجلس معي هو وأحد رفاقه وكان يتحدث معي بكل رحمة وهمة عن سيدي حسين ورفع الشعار وأهمية نصرة المستضعفين، كنت أكبر منه سنا ولكنه كان أكبر مني همة واهتماما وحكمة وشجاعة.
تأثرت بذلك اللقاء مع شخص لا تملك إلا أن تحبه وتحترمه وهو يغمرك بالتواضع والاحترام والمحبة وبساطة التعامل.
طوال معرفتي به حتى آخر حياته ظل على بساطته تواضعه لم تغيره المناصب سوى للأفضل والأكمل، التقينا سويا بعدها في سجن الأمن السياسي رأيته وكانت ملامح الإيمان والثبات والثقة بالله تملأ محياه، فلم تؤثر فيه ثلاث سنوات من السجن والتعذيب ولم تغير نفسيته وقناعته، بل ازداد إيمانا وقناعة بسلامة الطريق التي تحرك فيها، تكاملت فيه القيم الإيمانية والإنسانية، كل من يلتقي به لا يملك إلا أن يحبه، تشعر بأنه قريب منك حتى لو كان بعيدا، وعندما تلتقي به يشعرك باحترام كبير وأنك ذا قيمة لديه حتى لو كنت متواضع القدرات.
كان ذائبا في محبة الله ورسوله وأهل بيت نبيه، وكان مسلما تسليما مطلقا لأبي جبريل يحفظه الله، كان صناعة القرآن بامتياز، تشرفت بلقائه ومرافقته للمرة الثالثة في آل سالم بعد أن خرج من السجن وهناك رابطنا سويا في منطقة وعرة وبدائية، لكننا كنا نشعر فيها بسعادة وسكينة واطمئنان لا يوصف.
بداياته مع الصواريخ
كان مثالا للصابر العارف المتعلق بالله، وبهداه وانكب على دراسة بعض الكتب الكيميائية والفيزيائية وبدأ بإصلاح الصواريخ المضادة للدبابات ومن ظروف اقتصادية صعبة للغاية وبطريقة إبداعية وبالممكن والمتاح (واتقوا الله ما استطعتم).
استمرت مسيرة شهيدنا العظيم بالتصاعد وبدأ ببناء نواة منظمة وقوية للتصنيع الحربي بعد أن انتقل من آل سالم، ثم نكل هو ورفاقه بأسلحتهم التي صنعوها بالجيش السعودي الظالم في الحرب السادسة، ثم بعدها بسنوات قليلة أصبح القائد العسكري للمجاهدين الثوار وقاد مع رفاقه تحت راية السيد القائد يحفظه الله معركة الدفاع عن اليمن في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي، ومن ثم قاد معركة الإسناد مع غزة،.
كان شهيدنا واسع الاهتمامات، فقد كان أبا لليتامى يتألم للشهداء وأبنائهم، يتذكر رفاقه الشهداء وتشعر بالحزن والعبرة على محياه، يعز عليه وضع أبناء شعبه، كان مع الإعلاميين وكأنه وزير الإعلام بل وأكثر وكان مع الممثلين والمنشدين والمبدعين وكأنه وزير الثقافة وكان مع المشائخ وكأنه رئيس مصلحة شؤون القبائل، كانت همومه واهتماماته واسعة ويتألم لواقع كل شريحة وكأنه المعني الأول بها كان كما قال شهيد القرآن (جندي الله مهامه واسعة ومتنوعة)، عليك يا سيدي هاشم فلتبك البواكي، سنبكيك بدموعنا ودمائنا، وسنحمل دمك وروحك ومبادئك.
هل عرفتم الآن سر حب شعبه له، الكل في مراسم التشييع مصدوم والعيون تخفي على استحياء دموعها ويظهر عليها مظاهر الغضب ممزوجة بالحزن.



