غزة تنزف.. والعدو ينهار: أكثر من 68 ألف شهيد في العدوان الصهيوني

تقرير

ما تزال آلة القتل الصهيونية تحصد أرواح الأبرياء في قطاع غزة، لتسجّل واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ ، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفعت حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023م إلى 68,159 شهيدًا و170,203 مصابين، في مجازر متلاحقة لا تفرّق بين طفلٍ وامرأةٍ وشيخ.

وفي الساعات الأخيرة فقط، سجّل القطاع 18 شهيدًا جديدًا، بينهم عشرة انتُشلوا من تحت الركام، وثمانية ارتقوا جراء قصفٍ مباشر نفّذه طيران العدو على منازل المدنيين، ومع استمرار انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود وتعطّل منظومات الإنقاذ، تُقدّر الجهات الميدانية أن عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، في انتظار من يُخرجهم من ركام الموت.

وقفٌ للنار.. على الورق فقط

منذ إعلان وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الجاري، لم تتوقف الطائرات والمدفعية الصهيونية عن استهداف القطاع، فقد سجّلت وزارة الصحة 35 شهيدًا و146 إصابة منذ لحظة الإعلان، وهو ما يكشف زيف الادعاءات الأمريكية والصهيونية حول “الهدنة الإنسانية”.

بل إن العدو استغلّ هذه المرحلة لتكثيف عملياته الاستخبارية، وتنفيذ اغتيالاتٍ ممنهجة ضد قادة المقاومة، في محاولةٍ يائسةٍ لتعويض إخفاقاته الميدانية التي أذلّته على مدى عامين من الصمود الفلسطيني الأسطوري.

جريمة موثّقة.. وصمتٌ دوليٌّ

رغم حجم الكارثة الإنسانية، يواصل المجتمع الدولي صمته المريب، بينما تُظهر بيانات الأمم المتحدة انهياراً كاملاً في الخدمات الطبية والمياه والصرف الصحي في القطاع.

المشاهد اليومية التي تبثّها وسائل الإعلام تُظهر أطفالاً يُنتشلون من تحت الأنقاض، ومستشفيات تعمل على ضوء الهواتف المحمولة، وأمهاتٍ يحتضنّ أشلاء أبنائهن، في وقتٍ لا تزال بعض العواصم الغربية تبرّر الجرائم تحت ذريعة “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”.

محللون سياسيون يرون أن هذا الصمت لم يعد عجزًا بل تواطؤًا مفضوحًا، خصوصًا بعد الدعم العسكري والمالي المفتوح الذي تقدمه واشنطن .

صمودٌ أسطوريٌّ يتجاوز الألم

رغم الإبادة الشاملة، يواصل شعب غزة كتابة أعظم ملحمةٍ إنسانيةٍ في وجه الطغيان، البيوت تُقصف ثم تُرمَّم بالإرادة، والأمهات يودّعن أبناءهن وهنّ يرددن: “على درب الشهداء نسير”.

كل بيتٍ في غزة صار عنوانًا للتحدي، وكلّ طفلٍ مدرسةً في الثبات، وكلّ دمعةٍ تتحوّل إلى وعدٍ بالحرية.. تقول مصادر المقاومة إن العدو الصهيوني يعيش حالة انهيارٍ نفسيٍّ واستراتيجيٍّ غير مسبوقة، بعد أن فشل في تحقيق أي من أهدافه العسكرية، وتحوّلت معاركه إلى عبءٍ سياسيٍّ على حكومة العدو التي تواجه غضبًا داخليًا متصاعدًا.

المقاومة.. من تحت الركام تُعيد تعريف القوة

كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة الأخرى أثبتت أن الإرادة أقوى من السلاح، وأن توازن الردع لا يُقاس بعدد الصواريخ بل بثبات الموقف وعمق العقيدة.

ففي الوقت الذي يحاول فيه العدو طمس الحقيقة، تُعيد المقاومة كل يوم رسم معادلة جديدة: “دمنا حياة.. وصبرنا نصر”، لتثبت أن القدس ليست حلمًا بل وعدًا يسير نحوه الأحرار من كل الساحات، من اليمن إلى لبنان والعراق وإيران.

من رحم الدم يُولد الفجر

إن ما يجري في غزة ليس مجرّد عدوان، بل معركة وعيٍ وكرامةٍ وصمودٍ عالمي.. فكل شهيدٍ يسقط هناك يرفع رايةً في وجه الظلم، وكل جريحٍ يُكمل المسير نحو فجرٍ تصنعه الشعوب المخلصة.

ستبقى غزة رغم الألم والجراح النبض الذي يُسقط الغزاة ويُعيد تعريف معنى الإنسانية والمقاومة، وسيكتشف العدو، مهما طال الزمن، أن دماء الأبرياء لا تُمحى، وأن الحقّ لا يُدفن تحت الركام.

نقلاً عن موقع 21 سبتمبر

مقالات ذات صلة