
فيتو أمريكي يحبط إيقاف الإبادة الجماعية في غزة
لم يكن مستغرباً أن ترفض الولايات المتحدة الأمريكية مشروع القرار الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي.
فهذه الدولة المارقة حولت مجلس الأمن إلى منبر لتمرير أجنداتها التي تخدم سياستها الاستعمارية، حتى أصبح المجلس والأمم المتحدة أدواتاً طيّعة تُدار وفقاً لرغباتها.
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم عمّ الإرهاب الأمريكي دول العالم وفرضت أمريكا سياستها الاستعمارية بقوة السلاح واحتلت العديد من الدول طمعاً في ثرواتها خاصة النفط والغاز، وشنت حروباً ظالمة على عدة دول ولازالت آثارها المدمرة ماثلة للعيان حتى اليوم في كل من أفغانستان والبوسنة والهرسك والعراق وفيتنام والعديد من دول أمريكا اللاتينية حتى أصبح الإرهاب الأمريكي سياسة معتمدة على مدى تاريخها منذ نشأتها حتى اليوم.
والمؤكد أنه وعلى مدى التاريخ الأمريكي الملطخ بالدم لا نعرف أن أمريكا كانت في يوم من الأيام دولة تسعى إلى تحقيق السلام في أي صراع أو نزاع في الكرة الأرضية والأمثلة على ذلك كثيرة وواضحة في العديد من دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
لقد اتخذت أمريكا سياسة غير واقعية في عالم اليوم المتشابك المصالح وأصبح المسؤولون الأمريكيون المتعاقبون على البيت الأبيض يعملون بعقلية الحرب الباردة التي ولّى زمانها يحكمهم في ذلك إرهاب الدولة الذي أصبح مسألة أساسية في السياسة الأمريكية على المستوى الدولي..
فواقع العدل والإنصاف يتطلب من المجتمع الدولي أن يطلق صفة الإرهاب على الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا حقها الطبيعي جراء سلسلة الجرائم التي ارتكبتها وتنفيذها عملية إبادة جماعية في قارات العالم في أعمال عدوانية تدخل في إطار جرائم ضد الإنسانية.
لقد أصبح الفيتو الأمريكي الأخير ضد وقف الحرب في غزة لعنة وعاراً على هذه الدولة وتاريخها المكلل بالسواد باتخاذها هذا الموقف المخزي والمناقض للإجماع الدولي الداعي إلى إيقاف حرب إسرائيل وأمريكا على المدنيين في قطاع غزة.
وبذلك يمكن القول إن الفيتو الأمريكي قد دعم عملية الإبادة الجماعية التي تشنها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين العزل.