جامعات المحافظات اليمنية تدعو المساندة للشعب الفلسطيني

 شهدت جامعاتُ المحافظات اليمنية الحرّة، اليومَ الأربعاء، مسيراتٍ جماهيريةً حاشدة في إطار الحراك الطلابي الأكاديمي الذي تشهدُه اليمنُ بجانب الحراك الشعبي المليوني المساند للشعب الفلسطيني.

وخرج عشرات الآلاف من طلاب وأكاديميي وإداريي جامعات الحديدة والضالع وعمران وحجّـة والمحويت في المسيرات التضامنية؛ للتنديد بجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوّ الصهيوني، والتأكيد على مواصلة الإسناد لفلسطين حتى تحقيق النصر.

وفي المسيرات، رفع الطلاب والأكاديميون في المحافظات العلمين اليمني والفلسطيني، ولافتات معبّرة عن الأوضاع المأساوية في قطاع غزة. وردّدوا الهتافات الداعية إلى سرعة التحَرّك العربي والإسلامي العاجل لنصرة الشعب الفلسطيني، مندّدين بصمت الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية عما يجري في غزة.

واعتبروا مواقف الدول العربية والإسلامية التي فتحت معابرها وموانئها للعدو الصهيوني سقوطًا أخلاقيًّا ووصمة عار تكشف حجم التواطؤ مع الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية.

وعبّروا عن اعتزازهم بالموقف المشرِّف الذي تتبناه اليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس؛ إسنادًا ودعمًا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمقاومة الباسلة التي تدافع عن الأُمَّــة.

وأعلنوا جهوزيتَهم لكل متطلبات مواجهة المشروع الصهيوني الخبيث لما يمثله من خطورة بالغة وحقيقية على الأُمَّــة ومقدساتها، متوكلين في ذلك على الله، ومعتمدين عليه، وواثقين بنصره.

وكان وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي قد شارك في المسيرة التي أقيمت بجامعة عمران، وألقى كلمة لفت فيها إلى أن هذا الخروج الطلابي والأكاديمي الكبير والمشرف يمثل رسالة للنخب والمثقفين والجامعات والعلماء ولكل أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية بأن أهل اليمن على العهد والوعد، وأنهم نفس الرحمن والمَدَد وأهل الإيمان والحكمة الذين سينصر الله بهم الإسلام.

واعتبر الحراكَ الطلابي الأكاديمي اليمني “رسالةً للعالم وخَاصَّة النخب والمثقفين بأن تتقدم شعوبها كما تتقدم النخب في هذه الساحات وفي كُـلّ ساحات اليمن؛ مِن أجلِ إيصال صوتها إلى العالم، وتقول كفى صمتًا وذُلًّا وتبعية لقوى الاستكبار العالمي التي تعبث بالأمة وثرواتها ومقدساتها”.

وقال: “نحن في يمن الإيمان لا نبتغي بهذا العمل العظيم إلا وجه الله سبحانه وتعالى؛ لأَنَّنا نشعر بما يشعر به أهلنا في غزة من المنطلق الإنساني والديني والأخلاقي والعروبي ومن كُـلّ المنطلقات؛ لأَنَّنا أهل إيمان وكرامة ونجدة”.

ودعا وزير التربية والتعليم والبحث العلمي كُـلّ الجامعات اليمنية إلى أن تحذوَ حذوَ جامعتَي عمران وصنعاء، والاستمرار في الخروج لنصرة غزة.

ولفت إلى أن العدوّ الأمريكي الصهيوني أمعن في القتل والتدمير والتجويع في غزة وكل فلسطين، ولكنه إلى زوال مهما تكبر وتجبرّ؛ لأَنَّهم يسعون فسادًا في الأرض.

وصدر عن مسيرات الجامعات بيانات أكّـدت في مجملها أن أبناءَ اليمن سيقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركته العادلة حتى نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مندّدة بالمواقفِ المخزية لمليارَي مسلم.

وجدَّدت الدعوةَ للشعوب الحُرة إلى التحَرُّكِ العملي للضغط على الأنظمة المتواطئة التي تساندُ الاحتلالَ في تنفيذ جرائمه بحق الفلسطينيين في غزة.

واعتبرت الصمتَ العربي والإسلامي تجاه الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين عارًا كَبيرًا وخِذلانًا يتنافى مع المسؤولية الدينية والإنسانية، لافتة إلى المفارقة التي يعيشها العالم اليوم، حَيثُ تبقى غزة محاصرة منذ أكثر من عامين، بينما تفتح موانئ مصر وتركيا وغيرها أمام السفن المتجهة للاحتلال، بما يمنحها ممرات بحرية آمنة تعزز اقتصادها وتطيل من عمر جرائمها.

ونوّهت إلى أن التاريخَ يضعُ تلك الدول أمام امتحان حاسم، إما أن تتحول موانئها إلى بوابات للكرامة ودعمًا لفلسطين، أَو تبقى خطوط إمدَاد تمد الاحتلال بقدرة إضافية على الصمود.

وأكّـدت أن المسيراتِ المتواصلةَ التي تشهدُها مختلفُ المحافظات اليمنية تمثل استفتاء عمليًّا على موقف الشعب اليمني الثابت، ورسالة تحدٍ للأمريكي والإسرائيلي بأن اليمن حاضر في معركة الأُمَّــة الكبرى مهما بلغت التضحيات.

وأهابت بكل القوى الحرة في العالم بمقاطعة الكيان الصهيوني وحرمانه من الموارد والأسواق؛ باعتبَار ذلك أحد المسارات الفاعلة لمحاصرته وإضعافه، والتقليل من قدرته على الاستمرار في ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وشدّدت على أن نصرةَ فلسطين التزام عقائدي وواجب إنساني، وأن الشعب اليمني سيبقى في مقدمة الصفوف المدافعة عن قضايا الأُمَّــة، ثابتًا على مبادئ الحق والعدل حتى ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والسيادة الكاملة على أرضه.

وحملت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية مسؤولية تمادي الصهاينة في ارتكاب مجازر الإبادة الوحشية في غزة، بالتجويع والقصف.

وطالبت الأُمَّــةَ والبشرية جمعاء بتجريم الصهيونية، والعمل على نزع سلاح العدوّ الصهيوني؛ لما يمثله من خطورة على شعوب المنطقة والسلم العالمي؛ ولما تمثله جرائمه من استهانة جسيمة بحق القيم البشرية والجيل البشري بأكمله.

وحثَّت على تعزيز سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، التي تقف اليوم حجر عثرة أمام جرائم الإبادة الوحشية الإجرامية الاستئصالية الشيطانية للعدو، وتواجه نزعته التوسعية المفرطة في الحقد والدموية، وتحول دون توسع انتشار جرائمه حَـاليًّا إلى بقية دول وبلدان المنطقة.

وحيَّت الصمودَ الأُسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي تقدِّمُ نموذجًا خالدًا في التضحية والحرية والكرامة، مؤكّـدة أن ما يجري في غزة ليس معزولًا، بل يأتي ضمن مخطَّطٍ يستهدفُ الأُمَّــةَ العربية والإسلامية تحت مسميات “إسرائيل الكبرى” و”الشرق الأوسط الجديد”.

وشدّدت على أهميّة اليقظة في مواجهة مؤامرات الأعداء التي تستهدف مواقف الشعب اليمني المبدئية تجاه فلسطين.

مقالات ذات صلة