
السيد القائد يسبق العاصفة .. اليمن يواجه أخطر حروب العصر بوعي قرآني
تقرير / طارق الحمامي
في ظلّ واقع شديد التعقيد، تتعدد فيه الوسائل والأساليب التي يستخدمها العدو في حربه الشرسة ضد الشعب اليمني، لم تقتصر المواجهة على القصف والحصار والعدوان العسكري، بل امتدت إلى ميادين أكثر خطورةً وتأثيراً، أبرزها الحرب الناعمة واستهداف الهوية الإيمانية، وتعمل على زعزعة المفاهيم والقيم في عمق المجتمع اليمني، هذه الحرب، التي تجمع بين الإعلام والدعاية والتأثير الثقافي والفكري، شكّلت وما تزال أحد أخطر أسلحة الأعداء في معركتهم لإضعاف اليمن وتفكيك نسيجه الاجتماعي.
ومنذ وقت مبكر من انطلاق مشروع المسيرة القرآنية، حذّر السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، من خطورة هذا النوع من الحروب، مؤكداً أن التلاعب بالوعي واستهداف الهوية يشكلان معركة لا تقل خطورة عن الحرب العسكرية، فقد أدرك مبكراً أن العدو يسعى لاختراق المجتمع من الداخل عبر إضعاف ارتباطه بالقيم القرآنية وبمفهومه الأصيل للهوية والانتماء.
ورغم سقوط الكثير من الشعوب أمام موجات التأثير الثقافي الخارجي، أثبت الشعب اليمني، بوعيه وإرادته وتمسكه العظيم بالمنهج القرآني ، قدرته على مواجهة هذه الحرب، وإفشال الكثير من محاولات الاختراق الناعم التي سعت لتحويل المجتمع عن مبادئه وقيمه، وهكذا، أصبحت المعركة على الهوية جزءاً لا يتجزأ من معركة التحرر والصمود، وجزءاً محورياً في الخطاب القرآني الذي تتبناه القيادة منذ بدايات مسيرة الوعي.
العودة إلى القرآن والقيم الدينية كأساس للهوية
يؤكد السيد القائد على أن العودة إلى القرآن الكريم والقيم الإسلامية ليست مجرد ممارسة دينية، بل منظومة متكاملة تمنح المجتمع القوة والمنعة والصلابة، ويربط بين التمسك بالقيم الدينية والقدرة على الحضور الفاعل في الساحة العالمية، مشدداً على أن هذه القيم تُعزز الترابط الاجتماعي، وتدفع نحو الإنتاج والنجاح، وتشكل حصانة طبيعية أمام التحديات الداخلية والخارجية.
ويشير السيد القائد إلى أن التخلي عن القيم أو اتباع بدائل مستوردة لا تتوافق مع الهوية يؤدي إلى ضعف الأمة، وتفكك نسيجها الاجتماعي، وفتح المجال للسيطرة والاستغلال من العدو وهكذا، يعكس هذا الطرح رؤية استراتيجية تربط بين الثبات على الهوية والقوة المجتمعية والاستقلال، معتبرًا أن قوة الأمة تبدأ من قوة التمسك بقيمها.
مفهوم الحرب الناعمة وأبعادها
تعتبر الحرب الناعمة محوراً أساسياً في خطابات السيد القائد، حيث يصفها بأنها صراع غير تقليدي يهدف إلى السيطرة على الفكر والتوجهات والمفاهيم والسلوكيات، وتحويل الإنسان إلى كيان يُحركه الآخرون وفق مصالحهم.
ويشير السيد القائد حفظه الله، إلى أن هذه الحرب ليست مجرد مصطلح نظري، بل مشروع خطير على مستوى عالمي تعمل عليه مراكز البحث والدراسات في الولايات المتحدة وكيان العدو الإسرائيلي وأوروبا، ويتم تنفيذه عبر الإعلام، التعليم، الثقافة، ومواقع التواصل الاجتماعي، ويستشهد بالقرآن الكريم للتأكيد على أن هذه الحرب عميقة وجذرية، مستهدفة الإنسان من الداخل، عبر التأثير على وعيه ومبادئه وسلوكه.
وفي قراءة تحليلية، يظهر أن الحرب الناعمة تمثل تهديداً حقيقياً للهوية والثقافة، إذ تعمل على إضعاف الترابط الاجتماعي وتشويه المفاهيم الدينية والقيمية، مما يجعل المجتمع أكثر عرضة للتلاعب والسيطرة، وهكذا، تتحول الحرب الناعمة إلى معركة فكرية وأخلاقية لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية.
التحديات المعاصرة وأهمية تحصين المجتمع
يشير السيد القائد إلى أن المجتمع اليمني يواجه تحديات كبيرة نتيجة التغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية، بما في ذلك انتشار الإعلام الرقمي والانفتاح على ثقافات أخرى، التي قد تتناقض مع القيم الدينية، ويرى السيد القائد أن مواجهة هذه التحديات تتطلب وعياً مجتمعياً شاملاً، ومناعة فكرية وثقافية.
ويقدم السيد القائد حفظه الله دعوة صريحة للعلماء والمثقفين والأكاديميين للمساهمة في ترسيخ الهوية، بحيث يتحول موضوع الدفاع عن القيم والمبادئ إلى مشروع مجتمعي شامل، ويشير إلى ضرورة تثقيف الأجيال الجديدة حول أهمية الحفاظ على الجذور الثقافية والتاريخية، مؤكدًا أن من لا يعرف ماضيه ويعتز بهويته سيكون ضعيفاً أمام التأثيرات الخارجية .
ويشير السيد القائد كذلك إلى أن الحرب الناعمة تستخدم وسائل متعددة ومتنوعة، تحت عناوين مختلفة، بما في ذلك الدينية والثقافية والاجتماعية، ما يجعل اليقظة الفكرية ضرورة حتمية، ويؤكد أن الصراع اليوم ليس عسكرياً فقط، بل يشمل جميع مستويات الوعي والمعرفة.
دور الوعي القرآني والتمسك بالقيم في تحقيق الصمود
يربط السيد القائد بين التمسك بالقيم الدينية والنجاح في الحياة العامة والصمود أمام التحديات، معتبرًا أن الهوية الدينية تشكل مشروعاً تنافسياً في مواجهة محاولات الاختراق الخارجي، من قبل العدو ، ويشير إلى أن تعزيز الترابط الاجتماعي والالتزام بالقيم الإسلامية يشكل حصانة طبيعية ضد التلاعب الثقافي والفكري.
ويستعرض السيد القائد حفظه الله، دور الأجيال الجديدة، مؤكداً أن التربية والتعليم والثقافة يجب أن تكون أدوات لتثبيت الهوية، بحيث لا يمكن لأي تأثير خارجي أن يشوه مفاهيم الشباب، ويعكس هذا الطرح رؤية استراتيجية تربط بين الثقافة، التعليم، الدين، والسياسة، باعتبارها عناصر متكاملة في مواجهة التحديات المعاصرة.
الدعوة إلى المشاركة المجتمعية والفكرية
يدعو السيد القائد إلى تفعيل دور العلماء والمثقفين والقادة الاجتماعيين في بناء وعي جماعي يمكن المجتمع من مواجهة الحرب الناعمة، ويؤكد أن معالجة هذه التحديات تتطلب تنسيقاً بين المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية، مع التركيز على نشر الوعي وتعليم الشباب كيفية الحفاظ على الهوية ومقاومة محاولات التأثير الخارجي.
ويشير السيد القائد إلى أن الحفاظ على الهوية مسؤولية جماعية تشمل الأسر، المؤسسات التعليمية، المؤسسات الدينية، والمجتمع المدني، بحيث تتحول القيم إلى حماية فعلية للمجتمع أمام كل المحاولات الرامية لتفكيك نسيجه أو توجيه سلوكه.
مقتطف من كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله في ذكرى جمعة رجب 6 رجب 39هجرية / 23/3/2018م:
كلٌ منا عندما يعود إلى القرآن الكريم عندما يعود إلى قيمنا الدينية إلى تعاليمنا الإسلامية التي علمنا الله بها كأمة يعرفها كلها قيم عظيمة تضمن لنا النجاح والفلاح والقوة العزة والمنعة والترابط والتكاتف وتجعل منا أمة قوية منتجة حاضرة بفاعلية كبيرة في الساحة العالمية، كلها تشكل منظومة تصنع تماسكا قوة صمودا حضورا فاعلا في هذه الحياة حضورا ناجحا في هذه الحياة صلاحا وإصلاحا في واقع هذه الحياة خيرا في هذه الحياة.
ولكن كلما فرطنا فيها أو ابتعدنا عنها أو بحثنا عن البديل الذي يقدمه الآخرون لنا وهو بديل لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع هذه القيم والمبادئ والأخلاق كلما خسرنا كلما ضعفنا كلما تلاشى كياننا كأمة كلما تمكن الآخرون من السيطرة التامة علينا واستعبادنا والاستغلال لنا.
هناك حرب تتجه لاستهدافنا في هذه الهوية فيما بقي منها وإلا قد دخل ما يؤثر عليها لكن يمكن أن نعالج كل هذا، هذه الحرب تسمى بالحرب الناعمة تهدف إلى الاستحواذ علينا في الفكر في التوجه في المفاهيم في السلوكيات والتحكم بشكل كامل بنا.
يصبح الإنسان كما قلنا كالإنسان الآلي يحركه الآخرون كيف ما يشاءون ويريدون، الحرب الناعمة هي الحرب الشيطانية التي يشتغل عليها شياطين الأنس والجن الإنس مع بعض كما قال الله في القرآن الكريم: (شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا).
الحرب الشيطانية هذه خطيرة جدا ويجب أن يكتسب مجتمعنا اليمني ومجتمعنا الإسلامي بشكل عام المنعة حتى يتحصن منها وحتى ينتبه منها تستهدف الإنسان بكل أشكال الاستهداف الإنسان داخله، وتحدث الأعداء عنها، مثلا هناك اليوم منهم منظرون لهذا النوع من الحروب، هناك في أمريكا كتابات هناك مدارس هناك أبحاث هناك دراسات هناك مشاريع عمل كبرى لهذا النوع من الحرب هناك لدى الإسرائيلي كذلك في الغرب كذلك، يعني هذه الأمر حقيقي نحن لا ندعي وهذا مصطلح هم استخدموه هم وإلا فهي الحرب الشيطانية بكل ما تعنيه الكلمة.
مصطلح الحرب الناعمة هو مصطلح أمريكي مصطلح غربي مصطلح اعتمدوه هم ويرتبط به مشاريع عمل واسعة، نتحدث عن هذه الحرب باختصار أيضا ويهمنا أن تصبح هذه المسألة محط اهتمام لدى العلماء والمُثقفين والأكاديميين ولدى كل المتنورين والواعيين ليركزوا على هذا الموضوع سيما ونحن في هذا الشهر ممكن أن نستفيد من هذا العنوان الرئيسي اللي هو الحفاظ على الهوية وتأصيل وترسيخ هذه الهوية لدى الأجيال لنكون أوفياء مثل ما كان آباؤنا وأجدادنا لا ننفصل ولا ننفصم عن هذا الماضي العظيم لأنه من لا ماضي له لا مستقبل له، الحرب الناعمة تستهدف الناس في المبادئ والمفاهيم في مبادئك، ولاحظوا مثلا عندنا اليوم في اليمن هناك شغل كبير ومتنوع وواسع ومن جهات كثيرة لأن القطاعات الشيطانية متنوعة وواسعة ” والشيطان أقسم أن يأتي للإنسان عن يمنيه وعن شماله ومن خلفه ومن أمامه من كل الجهات تحت كل العناوين تشتغل ولهذا عناوين منها تأتي كعناوين دينية بالعنوان الديني، يأتي يشتغل لك بالعنوان الديني
ختاماً
يقدّم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، رؤية متكاملة حول أهمية الهوية الدينية والثقافية في مواجهة التحديات المعاصرة، مع التركيز على القيم الإسلامية كمصدر قوة وصلابة للمجتمع، ويجمع بين التحليل والتحذير والتوجيه، كما يعرض مشروعاً لفهم الصراعات الحديثة ليس فقط كصراعات مادية، بل كمعارك على الوعي والمعرفة، وفي الوقت نفسه، يفتح المجال للنقاش حول كيفية تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية والانفتاح على التطورات الحديثة، وهو تحدٍ مركب تواجهه المجتمعات في زمن العولمة والتحولات الثقافية والاجتماعية.
نقلاً عن موقع يمانيون




