
ميناء بربرة يجذب اهتمام واشنطن لدورة الاستراتيجي قرب سواحل اليمن
شهد إقليم أرض الصومال اهتماماً محموماً تجسد من خلال تزايد زيارات مسؤولي القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) لمدينة وميناء بربرة المطلة على خليج عدن قرب مدخل باب المندب.
وتبدو هذه التحركات في سياق ترتيبات أمنية ترتبط مباشرة بالأوضاع في البحر الأحمر والمياه اليمنية.
وبحسب مصادر مطلعة، تدرس واشنطن تعزيز حضورها العسكري واللوجستي في بربرة، كخيار مكمّل أو بديل للقاعدة الأميركية في جيبوتي، خصوصاً بعد سيطرة الحوثيين الميدانية في البحر الأحمر إضافة إلى تنامي النفوذين الصيني والروسي في المنطقة، بما في ذلك النشاط الروسي والإيراني على السواحل اليمنية المقابلة.
وترى واشنطن أن موقع بربرة يمنحها قدرة أكبر على مراقبة وتأمين الممرات البحرية الحيوية المارة عبر المياه اليمنية وباب المندب والتي يمر من خلالها جزء كبير من التجارة العالمية.
كما تعتبرها نقطة استراتيجية للإشراف على التطورات الإقليمية المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط، والتهديدات التي تمس سلامة الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر.
ويربط خبراء هذا الحراك بالتوترات المتصاعدة في البحر الأحمر؛ إذ يؤكد مدير مركز هرجيسا للبحوث محمود حسن عبدي أن الاهتمام الأميركي لا ينفصل عن “التهديدات غير التقليدية، مثل الوضع المتأزم في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن واشنطن تتحرك أيضاً بسبب “النشاط الروسي والإيراني في السواحل اليمنية المقابلة”.
كما يرى عبدي أن تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر زاد من حاجة الولايات المتحدة إلى نقاط ارتكاز جديدة، فيما يشير الصحافي الصومالي خالد علي إلى أن واشنطن تنظر إلى بربرة كنقطة “تسهم في تحقيق توازن بين دول المنطقة”، خصوصاً مع ارتباطها المباشر بأمن الملاحة قرب باب المندب واليمن.
ويجمع مراقبون على أن التحركات الأميركية تهدف إلى الإبقاء على تواجدها بقرب أحد أهم خطوط الملاحة وأحد أكثر الممرات البحرية حساسية، وعلى رأسها المياه اليمنية والبحر الأحمر.

