
عدن تشتعل غضباً: احتجاجات شعبية متصاعدة ضد تدهور الخدمات وسوء إدارة الحكومة
تشهد مدينة عدن منذ أيام أزمة حادة في إمدادات المياه، تفاقمت بسبب انعدام الوقود واستمرار انقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى شلل شبه كامل في الخدمات العامة بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.
وتشير مصادر محلية إلى أن توقف محطات الكهرباء انعكس مباشرة على تشغيل حقول المياه الرئيسية، إذ تعتمد المؤسسة العامة للمياه على الطاقة الكهربائية لضخ المياه إلى الأحياء السكنية. ومع توقف هذه الخدمة، اضطر السكان إلى البحث عن مصادر بديلة في الشوارع أو شراء المياه بأسعار مرتفعة.
يقول المواطن عدنان سالم، أحد سكان عدن، إن المياه انقطعت كلياً عن منزله منذ أيام، ما اضطره للخروج مع أطفاله للبحث عن مياه من المنازل المجاورة أو من خزانات “السبيل” المنتشرة في الشوارع.
فيما أوضح مواطن آخر، يحيى الحوشبي، أن اعتماد السكان على مضخات الكهرباء لرفع المياه إلى الخزانات جعل الأزمة تتفاقم مع كل انقطاع في التيار الكهربائي.
أما الناشط الاجتماعي وضاح أحمد يؤكد أن الحياة في عدن “شبه متوقفة” نتيجة أزمة الوقود والكهرباء التي شلّت ضخ المياه من الحقول إلى قنوات التوزيع.
وأضاف أن تكاليف شراء المياه ارتفعت بنحو 50%، إذ تصل تكلفة احتياجات أسرة من خمسة أفراد إلى نحو خمسة آلاف ريال يومياً.
كما أشار بائع المواد الغذائية وديع عبدالله إلى أن الطلب على المياه المعدنية ارتفع بشكل غير مسبوق، ما جعلها تتصدر المبيعات في متاجر المدينة خلال الأيام الأخيرة.
وتأتي أزمة المياه في ظل تدهور أوسع في البنية التحتية والخدمات الأساسية، وسط احتجاجات شعبية متكررة في عدن بسبب الانقطاع الكلي للكهرباء وتوقف الصرف الصحي وتأخر صرف رواتب الموظفين، ما يعكس حالة الانهيار الإداري والخدمي في المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف بها دولياً.
المصدر: العربي الجديد



