الشهيد الغماري.. القائد الذي سلب أمن الكيان

تقرير

في زمنٍ ظنّ فيه الكيان الصهيوني أن قوّته لا تُقهر، برز القائد الذي جعل أمنه يرتجف وطمأنينته تتهاوى.. الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري لم يرحل كقائدٍ عادي، بل كرمزٍ صنع من القدرات الوطنية شبحًا يلاحق أمن العدو ليل نهار.

لم يكن مجرد مديرٍ للمعارك، بل مهندسًا لبناء منظومة ردعٍ واستنزافٍ قلّما عرفها المحيط، حتى غدا اسمه على ألسنة قادة العدو عنوانًا للقلق.. وهنا تكمن ضربته الكبرى: سلب أمن الكيان لا بالتصريحات، بل بالواقع الميداني الذي لا يُكذّب.

التحوّل الاستراتيجي.. من الأدوات البسيطة إلى قوة ردع

لم تكن معارك اليمن مع العدو مجرد تبادلٍ للضربات، بل مدرسة في الابتكار العسكري.. تحت قيادة الغماري، تحوّلت القدرات من أدواتٍ تقليدية بسيطة إلى منظومات متكاملة قادرة على ضرب خطوط الإمداد والبحر والسماء.

من الطيران المسير إلى الصواريخ الباليستية الدقيقة، أعاد الغماري تشكيل معادلات الردع وجعل العدو يعيد تعريف معنى “الأمن” الذي كان يفاخر به.

فنّ الإسناد.. حين يتحوّل الدعم إلى عامل تغيير

دعم غزة في رؤية الغماري لم يكن شعارًا عاطفيًا، بل خطة عمل دقيقة.. الإسناد اليمني الذي أشرف عليه أعاد رسم خرائط المواجهة، فصار كل صاروخٍ وكل طائرةٍ مسيّرةٍ وكل عمليةٍ بحريةٍ رسالة مفادها:اليمن حاضر في معركة الأمة.

ولم تكن النتيجة مجرد خسائر مادية، بل ضربات نفسية أفقدت العدو شعوره بالأمان وهددت خطوط سيادته في البر والبحر.

صناعة الهلع.. كيف سلب الغماري أمن الكيان؟

القوة لم تكن في التصريحات، بل في فعالية الأثر وامتداد الميدان.. جعل تحركات الأساطيل أكثر حذرًا، وأحدث قلقًا استراتيجيًا في مراكز القرار الصهيونية.

استهدف نقاطًا حساسة بعيدة عن التوقع، فأصاب سردية “التحصين الإسرائيلي” بالوهن.. زرع في وعي العدو أن أي تصعيدٍ سيكلفه أكثر مما يحتمل وهذا هو الردع الحقيقي.. هكذا سلب الغماري أمن الكيان، لا بالقوة النارية فقط، بل بحربٍ نفسيةٍ ومتواصلةٍ أربكت عقل العدو.

الإلهام الشعبي.. قائد يربط الساحة بالميدان

القائد الحقيقي لا يقود جيشًا فحسب، بل يصنع وعيًا عامًا.. الغماري رسّخ علاقة الثقة بين الجيش والشعب، فحوّل الوعي الشعبي إلى سلاحٍ رديفٍ في معركة التحرير.

تجلّى ذلك في مظاهر الصمود الشعبي والإسناد الجماهيري الواسع، الذي حوّل كل جبهةٍ إلى ساحةٍ موحدةٍ بين المقاتل والمواطن.

التضحية والرمزية.. دمٌ واحد على طريق القدس

تزامن رحيل الغماري مع محطاتٍ مفصلية في مسار نصرة فلسطين، لتغدو تضحياته جزءًا من ملحمة الأمة الواحدة.. دماؤه امتدادٌ لدماء القادة والمجاهدين الذين آمنوا بأن الطريق إلى القدس لا يُعبّد إلا بالتضحيات.

كل شهيدٍ على هذا الطريق يضيف للعقيدة الثورية ثباتًا، وللوعي الجمعي يقينًا بأن النصر يصنعه الإيمان والإرادة قبل السلاح.

خلفٌ صالح واستمرارية المسيرة

المشاريع العظيمة لا تموت برحيل قادتها، بل تواصلها الفكرة التي زرعوها.. القيادة الجديدة تواصل السير على نهج الغماري في تطوير القدرات وتعزيز الجاهزية.

رسالة العدو وصلت: اليمن لا يقف على شخصٍ واحد، بل على مشروعٍ إيمانيٍ متجذّرٍ في كل مؤمنٍ بهذا الطريق.

الجهاد مستمرّ والردع ثابت

الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري كتب بدمه فصلًا جديدًا في مسيرة الأمة نحو الحرية.. علّم العدو أن الأمن لا يُنتزع من الضعفاء، وأن الشعوب التي تصنع قوتها لا تنتظر إذن أحدٍ لتدافع عن نفسها.

لقد سلب أمن كيانٍ قائمٍ على الإرهاب، بتخطيطٍ وإيمانٍ وتضحيةٍ، فصار رمزًا لجيلٍ كاملٍ من القادة والمجاهدين.. واليمن اليوم، وهي تواصل طريق القدس، تؤكد أن الدماء لا توقف المسيرة بل تفتح الطريق للنصر الآتي.

مقالات ذات صلة