نص كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ضمن كلمات قادة محور الجهاد والمقاومة في منبر القدس 24 رمضان 1445هـ 03 أبريل 2024م

كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”

 

ضمن كلمات قادة محور الجهاد والمقاومة في منبر القدس 1445هـ

 

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

 

بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

 

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

 

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

 

وَالسَّلَامُ وَالرَّحْمَةُ وَالرِّضوَان عَلَى الشَّعبِ الفِلَسطِينِي، ومرابطيه في الأقصى الشريف، وفي غزة الأبية.

 

وَنَتَوجَّهُ بِالتَّحيَّة لِكُلِّ الحضُورِ الكِرَام فِي عَوَاصِمِ مِحوَرِ الجِهَادِ وَالمُقَاوَمَة، الَّذِينَ يَجتَمِعُونَ فِي فَعَالِيَاتِ مِنْبَرِ القُدس.

 

يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[المائدة: الآية35]، صَدَقَ اللَّهُ العَظِيم.

 

إنَّ شعبنا اليمني العزيز، ومن منطلق انتمائه الإيماني، وهو يَمَنُ الإِيْمَانِ وَالحِكْمَة، يقف بكل إمكاناته، ويتحرَّك في كل المجالات (رسمياً، وشعبياً)، لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، ومقدسات الأمة، وعلى رأسها: المسجد الأقصى الشريف، وقد تجلَّى لكل العالم فاعلية الموقف الشامل لشعبنا العزيز، الذي شمل العمليات العسكرية في البحر الأحمر، والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي، إضافةً إلى القصف بالصواريخ البَالِسْتِيَّة والمُجَنَّحة إلى جنوب فلسطين المحتلة؛ لاستهداف أهداف تابعة للعدو الإسرائيلي، وتكامل هذا الموقف الفاعل المؤثِّر مع جبهات الجهاد والمقاومة في غزة ولبنان والعراق، في إطار محور المقاومة، ومنذ أن بدأت (معركة طوفان الأقصى)، فقد اتجهنا لإسنادها بكل ما نستطيع، ونسعى باستمرار لتطوير إمكاناتنا الصاروخية والبحرية؛ من أجل إسهامٍ أكبر، في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني، واستهداف العدو الإسرائيلي المجرم الغاصب.

 

إنَّ الشعب الفلسطيني المظلوم يعاني من الظلم والاضطهاد، من قتلٍ، وخطفٍ، وتعذيبٍ، وهدمٍ للمساكن، واقتلاعٍ للمزارع… وغير ذلك، ومن مصادرة حقه في الحُريَّة والاستقلال، واغتصاب أرضه، واحتلال وطنه، واستهداف المقدسات فيه، منذ الاحتلال البريطاني، الذي لم يكفه ما ارتكبه من جرائم، حتى أضاف إليها جريمة تمكين اليهود الصهاينة، ودعمهم؛ لمواصلة الاحتلال، والاستمرار في الإجرام، وبمساندةٍ من الدول والحكومات الغربية، وصولاً إلى الدور الأمريكي، الذي بات شريكاً فعلياً مع العدو الإسرائيلي، وشراكةً كاملةً، في جرائمه وعدوانه على الشعب الفلسطيني.

 

وقابل ذلك: تقصيرٌ كبيرٌ من المسلمين، في الوقوف مع الشعب الفلسطيني، الذي هو جزءٌ منهم، وتجاه مقدساتهم في فلسطين، وصولاً إلى تواطؤ البعض مؤخراً مع مساعي تصفية القضية الفلسطينية، تحت عنوان (التطبيع)، وعنوان (صفقة القرن) الفاشلة.

 

إنَّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة، وهي متميزةٌ بأن الحقَّ فيها في غاية الوضوح والجلاء، ومظلومية الشعب الفلسطيني، المستمرة منذ عقودٍ من الزمن، مظلوميةٌ معروفةٌ في كل العالم، ولم تتحرك أي جهاتٍ لإيقاف ذلك الظلم، وإعادة الحق لأهله، لا من المؤسسات والمنظمات الدولية، كـ(الأمم المتحدة، ومجلس الأمن)، ولا غيرها، بل أسهمت في استمرار الاحتلال، واستمرار الظلم، كما لم تنجح ولن تنجح أي مساعٍ تعتمد على المقايضة والتفريط بالحق، تحت عنوان: (مفاوضات السلام، وخيار الدولتين…)، وغير ذلك من الأطروحات والمبادرات المشابهة، التي ثبت فشلها بشكلٍ كامل، والخيار الوحيد الناجح هو: الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو الخيار الذي تحركت على أساسه حركات المقاومة في فلسطين، ومعها أحرار الأمة، وهو الخيار الذي أثبت جدوائيته سابقاً في لبنان، بهزيمة العدو الإسرائيلي، واندحاره في عام 2000 ميلادية، وانكساره واندحاره وهزيمته في عام 2006 ميلادية، وكذلك اندحاره في ثلاث جولات في غزة، وفشله المخزي والفاضح في عدوانه الراهن، الذي يرتكب فيه جرائم الإبادة الجماعية في غزة على مدى ستة أشهر، دون أن يتمكن من إنهاء المقاومة، ولا استعادة الأسرة بدون صفقة تبادل، ولا إحراز أي صورةٍ للنصر؛ وإنما صورةٍ بشعةٍ للإجرام.

 

إنَّما تتميز به القضية الفلسطينية: أنها قضيةٌ مرتبطةٌ بمصير الأمة، ويرتبط بها مصير الأمة، وأن عاقبتها واضحةٌ ومعروفةٌ مسبقاً، فقد تحدث القرآن الكريم عنها (في سورة الإسراء)، وبيَّن نهاية وسقوط العلوِّ والإفساد الإسرائيلي المحتومة، وعن طريق الجهاد في سبيل الله تعالى، وعلى يد عباده أولي البأس الشديد، وإنَّ مستوى وحجم الإجرام والطغيان الإسرائيلي مع الفشل المقترن به، ومدى صمود وثبات المجاهدين في غزة، وتماسك الشعب الفلسطيني، بالرغم من القتل، والتجويع، والتدمير الشامل، لهو من الدلائل الواضحة على مآلات وعواقب القضية حسب وعد الله الحق، حسب وعد الله الحق الذي لا يتخلف، {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[الروم: الآية6].

 

وإنَّ واجب الأمة بكلها- الواجب الشرعي، والإنساني، والأخلاقي، ولمصلحتها، ولمصلحة أمنها القومي- أن تتحرك بجدٍ واجتهاد، لإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه بكل الوسائل، وأن تدرك أيضاً أنَّ العدو الإسرائيلي هو عدوٌ للجميع، وأنَّ الشعب الفلسطيني يخوض معركة الأمة بكلها، ومجاهدوه هم في الخندق الأول والمترس المتقدِّم، وإلَّا لكان العدو الإسرائيلي قد تمكَّن من إلحاق الضرر الكبير ببقية الدول العربية، وفي مقدِّمتها: الدول المجاورة لفلسطين، التي استهدفها العدو الإسرائيلي سابقاً بعدوانه.

 

إننا لن نألوا جهداً- بإذن الله وتوفيقه- في المناصرة للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء في غزة، الذين قدَّموا بصمودهم، وثباتهم، وصبرهم، واستبسالهم، أسطورةً قَلَّ نظيرها في التاريخ البشري، ونوجِّه إليهم تحية الإعزاز والتقدير والإجلال.

 

وأقول لإخوتي المجاهدين الذين وجَّهوا التحية، وهم يقنصون العدو الإسرائيلي ويضربونه: حياكم الله، وأعزكم الله، ونصركم، أُقَبِّلُ أيديكم التي تضغط على الزناد جهاداً في سبيل الله، وتنكيلاً بأعدائه، ورؤوسكم الشامخة، التي رفعتم بها رأس الأمة عالياً، ونسأل الله لكم النصر المؤزَّر، والفتح المبين.

 

كما نتوجَّه بالتحية والتقدير إلى الشعب الفلسطيني في القدس، ومرابطيه الصابرين في الأقصى الشريف، وإلى أحرار الضفة الغربية المقاومين المجاهدين.

 

ونقول للشعب الفلسطيني في كل أرجاء فلسطين، وفي الداخل والخارج: إنَّ شعبنا وبلدنا (رسمياً وشعبياً) لن يألو جهداً في مناصرتكم، وإنَّ قضيتكم هي قضيته الأولى، وإنَّه حمل راية الجهاد، وهو يخوض (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس)، ويتصدى للعدوان الأمريكي والبريطاني، ويستهدف العدو الإسرائيلي، ويمنع عليه العبور والملاحة في البحر الأحمر، والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي، وإنَّ ثباتنا على هذا الموقف؛ باعتباره جزءاً لا يتجزأ من إيماننا وواجبنا الديني، والإنساني، والأخلاقي؛ ولذلك فهو موقفٌ لا مساومة فيه، ولا تراجع عنه، وسنواصل بالتكامل مع إخوتنا في محور المقاومة العمل لتطوير الموقف، وتعزيز التعاون، والارتقاء بالأداء والفعل، حتى يتحقق النصر الموعود بإذن الله تعالى.

 

وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

 

 

مقالات ذات صلة