منهجيةُ السيد القائد في سرد القصص القرآني

رفيق زرعان

كَثيراً ما يهتم الوعاظُ والمثقفون بالقِصَصِ وسردها على مسامع الناس أثناء المحاضرات وفي مقيل الراحة وبرامج التلفزيون والإذاعة وغيرها من الوسائل؛ بُغيةَ تحقيق الفائدة وإنفاذ العبرة وترسيخها في الذهنية العامة، ولكن من اللافت أن هذه القصص لا تؤتي أُكُلَها بالشكل المطلوب بل تكاد أن تكون معدومة الفائدة؛ بسَببِ ابتعاد أصحابها عن القصص القرآني واعتمادهم على القصص الخرافية المنسوجة من الخيال.

 

وهذا ما جعل السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، يركّز في محاضراته الرمضانية على القصص القرآني ذات الفوائد الكبيرة والعبرة النافذة.

 

وقد استخدم السيد القائد أثناء سردِه للقصص القرآني أُسلُـوباً جديدًا ومنهجيةً مختلفةً ترتقي بالقصص والأُسلُـوب القصصي، وتكمن أهميّة المنهجية التي استخدمها السيد القائد أثناء سرده للقصص القرآني في عدة أمور نذكرها تباعاً:

 

أولاً: الاعتماد الكامل على النص القرآني والاقتصار عليه، وما صح من الآثار عن الرسول -صلى الله عليه وآله- وهذا يخرجها من دائرة الخرافة والنسج الواهن للخيال ويكسبها مصداقية كبيرة جِـدًّا.

 

ثانياً: التركيز على تصحيح المفاهيم المغلوطة الدخيلة على ثقافة المسلمين الدينيّة التي حقنت بالإسرائيليّات، وكذلك التركيز على توضيح الحقائق الهامة المغيبة قصداً عن الأدبيات الدينيّة عند العلماء والمثقفين.

 

ثالثاً: أنها ليست بغرضِ التسلية وتقصير الوقت وإنما لتحصيل الفائدة وأخذ العبرة القرآنية المفيدة للإنسان في الواقع النفسي والعملي على حَــدٍّ سواء.

 

إن المتابعَ لمحاضرات السيد القائد -يحفظُه الله- التي تُعرَضُ طوال ليالي شهر رمضان المبارك؛ سيجدُ أنها تستحقُّ المتابعة والتأملَ من منطلق الحاجة إلى ذلك العطاء الجزيل والخير الوافر، الذي يفيد الإنسان في الدنيا والآخرة، ويكسبه وعياً قرآنياً كاملاً، ونظرة نافذة في واقع الحياة.

 

 

مقالات ذات صلة