26 مارس.. يوم أرادوا كسرنا فصنعنا التاريخ

محمد يحيى الضلعي

ليست ذكرى للتدوين، ولا تاريخاً لكتابة المنشورات والتغريدات، بل يومٌ حاول فيه الأعداءُ أن يكسرونا لنكسر صميم عنادهم بإرادتنا وقوتنا، يوم ظن المعتدي أن مسلسل الانبطاح مُستمرٌّ وسلسلة الارتهان لم تنقطع؛ لكنه تفاجأ بعنفوان شعب كسر القيد ورمى الارتهان ورواده إلى مزبلة التاريخ بلا رجعة، ودفع خيرة رجاله وشبابه لصنع الكرامة والعزة والتاريخ مخطوطة بدماء طاهرة روت هذا التراب الذي يستحق الكثير.

 

اعتقد الأمريكي أنه عبر أدواته في المنطقة قادر على إعادة اليمن إلى حاضنته، لكنه بعدوانه أعاد اليمنيين إلى تاريخهم التليد وحبهم المتعمق لمعنى الأنفة والكرامة ورفض الوصاية، ففشلت أمريكا وتحالفها السعوديّ الإماراتي وخرج منهزماً مكسوراً نادماً.

 

وعبر تلك السنوات الغابرة اتّضحت قدرات التحالف المهزوم عبر استهداف النساء والأطفال بجرائم وحشية لا يمكن أن تمحى من ذاكرة اليمنيين، بينما كان رجالنا يعلّمونهم دروس الحياة ودروس الحرب في الجبهات من على الحدود وفي الجبهات الداخلية أمام مرتزِقة رخاص باعوا أنفسهم مقابل ريالات لا تقدم ولا تؤخر، في حين كان الرجال يبيعون أنفسهم لله، ونِعم المبيع ونعم الثمن.

 

الـ 26 من مارس ليس حدثاً عادياً بالنسبة لليمنيين، بل نقطة فارقة بين الحق والباطل، بين إبطان العداوة وبين معنى تفريغ هذا الحقد الدفين المدفون بالتزييف والكذب، فشكراً للـ26 من مارس حين كشف لنا كُـلّ الحقائق وكان غالبية الشعب في وَهْمٍ كبير عن النظام الحاكم في الجارة المأجورة لليهود والنصارى؛ فحين أرادوا لنا الموت والنهاية جعله الله لنا يوماً للتحول الكبير لليمن المظلوم إلى النصر والتمكين.

 

وعلى غرار التوكل على الله في بناء الدولة اليمنية الحديثة، وفي هذا اليوم قرّر الأحرار دحر العملاء ونزع الوصاية عن اليمن الكبير والسعي بكل ما نملك من قوة، وقبل ذلك توفيق وإرادَة الله؛ لصناعة وطن الأحرار، تميز حربنا ضد الأعداء الأصليين دون الأتباع الذين وصلوا إلى العجز، ومن هنا نقول مرحباً بالعام العاشر من الصمود، مرحباً بكرامة الحرب المقدسة في البحر، وقد دشّـنها نصرة لعزة والأقصى، ومرحباً من أراد الأرض فنحن لها وعليها باقون صامدون ما بقينا، فمن قال يومها كمتحدث للتحالف العميل سيطرنا على الأجواء اليمنية خلال خمسَ عشرة دقيقة كان حينها متحمساً لقنوات الإعلام؛ فليته يعود لنا بتصريح آخر يوحى لوسائل الإعلام قتالنا في كُـلّ الفيافي والبحار، ولا ينسى أننا قطعنا المحيطَ عن من عادانا.

 

هل يذكر الأنذال المعتدون هذا اليوم، وهل يذكر أتباعهم كيف باعوا وبكم ولمن، الله المستعان!، ليتهم يتذكرون الـ26 من مارس ليعلنوا عن تحالف آخر ينصرون فيه غزة وينقذون الأقصى وينتقمون للأطفال والنساء والشيوخ من أبناء فلسطين الأبطال.

 

بعد أن هزمنا التحالف السعوديّ الإماراتي الأمريكي، ها نحن نعيد الدرسَ والتاريخَ بهزيمة تحالف عالمي مرة أُخرى، وهذه المرة على البحر لعلهم يفقهون أن من يقف أمام اليمني؛ فعليه أن يعلنَ الهزيمة كنتيجة حتمية، فبنادقنا لا تحمل سوى الموت الزعاف لكل معتد خائن ولكل عدو استهان بقوة اليمنيين.

 

دعوا التاريخ يسجِّلْ في أنصع صفحاته معركة القرن بين محور الخير والعدل بقيادة اليمن العظيم، ومحور الشر والعداء بقيادة أمريكا، وليتأهب كاتب التاريخ لتدوين تفاصيل كسر هيمنة الأمريكي ووضعها تحت الأقدام، حَيثُ مكانها المناسب على يد صُناع نصر القرن الحادي والعشرين من أبناء اليمن العظيم، طلاب سيد الجزيرة العربية السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة