الطيورُ على أشكالها تقع

د. تقية فضائل

من أكاذيب الأمريكان التي يريدون أن يخفوا خلفها ما يدور في البحرين العربي والأحمر من معارك شرسة يستهدف فيها الجيش اليمني السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية ومدمّـراتهم ويذيقهم الويل، وقد استعاد الجيش اليمني التحكم بباب المندب والبحار بعد أن كان الأمريكي قد فرض هيمنته عليها منذ زمن بعيد -من أكاذيبهم- قول أحدهم إن الجنود الأمريكان لا يجدون ما يقومون به في عرض البحر فيشغلون أنفسهم باللعب مع الكلاب، وقد علق السيد القائد العلم عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- على ذلك بقوله: (الطيور على أشكالها تقع)، إنها حقاً كلمة في الصميم؛ فهي تعكس لهم حقيقتهم التي لم يجرؤ أحد على قولها لهم من قبل، وهي أنهم ككلابهم في الوضاعة والخسة والتوحش والدناءة وقلة القيمة وهم “كالكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث” فالحال سيان عند الكلب الذي يظل لاهثاً سواء زجرته أَو ردعته بعصا أَو ما شابه أَو تركته فهو لا يرعو عن خطأ يرتكبه، والأمريكان كذلك لم يردعهم وقوف العالم بمختلف أديانه وأجناسه وتوجّـهاته وهم يصرخون بكل لغات العالم وكلّ الوسائل مطالبين بضرورة إيقاف إجرامهم في قتل أهل غزة ودعم المجرم الإسرائيلي في ارتكاب المجازر، كما أنه لم يوقفهم إلى الآن استخدام القوة في مواجهتهم من اليمن ولبنان والعراق، وَمن أوجه الشبه الواضحة بينهم أنهم مهما بلغت قوتهم فهم كالكلب لا يمثل خطراً حقيقيًّا على الإنسان عند المواجهة الفعلية، بل إن كُـلّ ما يفعلونه مُجَـرّد أذى طفيف ويمكن التغلب عليهم بسهولة ودحرهم كما يدحر الكلب بعصا أَو ما شابه فيعود منكسراً يصدر أصوات الألم والاستغاثة والاسترحام، وهذا ما أثبته الواقع في مواجهة الجيش اليمني في البحر الأحمر، منكسرين يردّدون عبارات الاستغاثة بالأمم الأُخرى، وفوق ذلك يبدو أنهم مثل كلابهم تماماً فهي كلاب ضالة؛ لأَنَّها ليست في موطنها وتتعدى على أرض الآخرين؛ كي تشبع جوعها بنهشهم؛ مِن أجل هذا تجد نفسها محاطة بالأخطار الحقيقية من كُـلّ جانب، خَاصَّة أن هناك من يتربص بها ليردها على أعقابها خاسرة، لا تأخذ ما لا يحق لها ولا تؤذي أحداً، وهم كذلك ضلوا طريقهم ودخلوا بلاداً لا يحق لهم دخولها لينالوا ما ليس لهم بحق، وسيكون الرد عليهم قاسياً ومؤلماً إن لم يكن قاتلاً، خَاصَّة إن لم يعوا الدرس وينجوا بحياتهم ويعودوا إلى بلادهم مدركين أن هناك في العالم من يقف لهم بالمرصاد ويؤدبهم على تعديهم على ما ليس لهم بحق، كذلك لا ننسى أن ما يجمع بينهم هم وكلابهم هو أنهم كائنات رخيصة معتدية تأتي بدافع الكبر والغطرسة ونهب ما لا يحق لها وعند تأديبها أَو حتى قتلها لن تجد من يلوم أَو يستنكر ما يحدث لها.

 

إنهم بأكاذيبهم المكشوفة للعالم كله الذي ألف هذا النوع من الزيف الأمريكي الذي يريدون من خلاله تضليل الرأي العام وَحفظ صورتهم أمام العالم بأنهم ما زالوا أقوياء ومهيمنين على باب المندب وَالبحار، ولا يستطيع أحد ردعهم عما يريدون وهم يسرحون ويمرحون أينما شاءوا دون وجود أية قوة تستطيع اعتراضهم، كما أنهم يريدون إيصال رسالة مفادها أنهم يسخرون من قوة أنصار الله وَلا يأبهون بهم ولا يرون فيهم نداً يستحق العناء والتأهب والقلق والاستعداد، وهذه الرسالة الساخرة ردت عليها عبارة -السيد سلام الله عليه- بسخرية تناظرها وتبطل أثرها، بل تجعلهم أضحوكة أمام العالم وهذا مصداق لقوله تعالى: “إنْ تَسْخَرُوا مِنّا فَإنّا نَسْخَرُ مِنكم كَما تَسْخَرُونَ”، وهذا يمثل ضربة لنفسية العدوّ المتغطرس المستهزئ بالعالم من حوله، الرافض لتقبل واقع جديد تفرضه عليهم اليمن دون غيرها، كما أن السيد -سلام الله عليه- يريد أن يوصل لهم رسالة بالغة الأهميّة وهي أن كُـلّ ما يصدر منهم صغر أَو كبر لن يمر بدون رد مناسب، وهذا ما صرح به ويصرح به دائماً منذ بدء ضرب الحصار البحري على العدوّ الإسرائيلي والتصدي لسفن العدوّ الإسرائيلي ومن ثم سفن الأمريكي والبريطاني، وهذا لفك الحصار والتجويع المفروض على غزة وأهلها الصابرين الصامدين منذ أكثر من خمسة أشهر.

 

السيد عبدالملك -حفظه الله- قائد من طراز خاص فهو قائد رباني يفوق القادة في كُـلّ شيء، فهو حكيم يعلم الحكماء كيف تكون الحكمة، وسياسي يعلم الساسة أصول السياسة ذات الأخلاق القرآنية، ويعلم القادة العسكريين كيف تكون قيادة المعارك الناجحة، ويعلم الخطباء كيف تكون الخطابة مؤثرة، ويعلم علماء الدين كيف تكون الدعوة لدين الله بحق وصدق وجد، ويعلمنا كيف نثق بالله ونعرفه حق المعرفة، وكيف نزكي أنفسنا ونحافظ عليها ونكون على مستوى عال من الذكاء والفطنة والشعور بالمسؤولية، وكيف ننطلق في سبيل الله مجاهدين بكل ما نستطيع بلا خوف ولا كلل ولا ملل، فجزاك الله عنا خير الجزاء سيدي ومولاي.

 

 

مقالات ذات صلة