فصل الخطاب.. اليمن لن يعود الى مدرجات المتفرجين

علي الدرواني

في خطاباته عن اخر المستجدات في الساحة الفلسطينية، وما يتعلق بها من مواقف عربية وإسلامية رسمية وشعبية، من المشاركة اليمنية الفاعلة شعبيا ورسميا وعسكريا، الى جانب الشعب الفلسطيني وما تحاوله الولايات المتحدة الامريكية لاعاقة وتقييد هذه المشاركة ببناء التحالفات البحرية، يتحدث السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، شارحا للواقع، ومؤكدا للموقف، ومحذرا للعدو، ومحرضا للامة للقيام بواجبها وما تمليه عليها لوازم الاخوة في الدين،  وكاشفا للخونة، ومعريا لانظمة التطبيع والتخذيل، مشيدا بصمود المجاهدين في غزة، الذي (يُعَبِّر عن إرادة إيمانية، عن مجاهدين يعتمدون على الله، يتوكلون على الله، يثقون بالله، يؤمنون حق الإيمان بعدالة قضيتهم، يمتلكون من الأخلاق والقيم ما أَهَّلهم إلى ذلك المستوى من الصمود والتفاني، لهم صلتهم الإيمانية بالله، التي يحضون من خلالها بالمدد الإلهي والسكينة، والعون العظيم من الله).

 

وعندما يتعلق الامر بالمواقف يثنى السيد القائد على شعب الايمان والحكمة، بحضوره المتميز والمستمر، والصادق، والايماني والمبدأي، على كل المستويات، وحملات التبرعات المادية، والحضور الإعلامي ، بالمظاهرات والوقفات، ورفع الصوت بالموقف المعادي لامريكا وإسرائيل، ورفع شعار الصرخة في وجه الاستكبار، كل ذلك (من منطلق المسؤولية الإيمانية، والدينية، والأخلاقية) يؤكد السيد.

 

من جهة أخرى يأتي خطاب السيد القائد مليئا بكثير من الألم المصاحب للاستغراب كما في خطابه الأخير، من مواقف الامة (إذا كان الأمريكي أتى من آخر الدنيا، وأتى الأوروبي، أتى الألماني، والفرنسي، والإيطالي، والبريطاني قبلهم، أتوا ليتعاونوا مع الإسرائيلي الظالم، المجرم، المحتل،… فلماذا لا تقف أمتنا الإسلامية الوقفة المطلوبة، الوقفة المفترضة، الوقفة التي عليها أن تقفها، بحكم انتمائها للإسلام، بحكم مبادئها وقيمها وأخلاقها، بل وبحكم مصالحها، أن تقف مع الشعب الفلسطيني المظلوم، المضطهد، المعذب، في قضيته العادلة، في قضيته التي حقٌّ لا التباس فيها ولا شك فيها، هذه قضية خطيرة).

 

ولما اتى الحديث عن التحركات الامريكية، الداعمة لكيان العدو في جرائمه ووحشيته، لا سيما التحركات البحرية لحماية السفن الإسرائيلية، من استهداف القوات المسلحة اليمنية والقوات البحرية، (الأمريكي كان يتحرك منذ البداية، وسعى منذ البداية إلى حماية السفن الإسرائيلية العابرة والمارة، والسفن المرتبطة بإسرائيل، وكانت بوارجه شيءٌ منها يتقدم، وشيءٌ يتأخر، وشيءٌ يحاذي، محاول من البداية أن يُقَدِّم كل أشكال الحماية للسفن الإسرائيلية، ولكن الذي يسعى له الآن هو توريط الآخرين معه في حماية السفن الإسرائيلية، وحماية السفن المرتبطة بإسرائيل، فالتحرك الأمريكي هو في حقيقته بهذا الشكل، ليس تحركاً لحماية الملاحة الدولية ولا للحركة التجارية)، هنا وضع السيد القائد محاولات الامريكي ومن يقف خلفه أو يصفق له في مواجهة امام الشعب، والقيم والانسانية، موسعا من خيارات التصدي والرد، فشعب اليمن لن يقف مكتوف الايدي عند اي حماقة امريكية، وستمتد اليد الطولى للقوات المسلحة بكل الوسائل الى الاهداف والمصالح الامريكية، وفي ذات الوقت وجه النصح (لكل الدول التي يسعى الأمريكي إلى توريطها، بأن لا تورط نفسها، وألَّا تضحي بمصالحها، وألَّا تخسر أمن ملاحتها البحرية خدمةً للعدو الصهيوني، من أجل ماذا تخدمون العدو الصهيوني؟ من أجل ماذا تساندون جرائمه لقتل آلاف الأطفال والنساء في غزة؟).

 

وفي هذا الاطار وسع السيد القائد من المعادلات القائمة، لتشمل المصالح الامريكية والسفن والملاحة في حال ارتكاب أي حماقة (سنستهدفه هو، سنجعل البارجات الأمريكية، والمصالح الأمريكية، وكذلك الحركة الملاحية الأمريكية، هدفاً لصواريخنا، وطائراتنا المسيرة، وعملياتنا العسكرية، نحن لسنا ممن يقف مكتوف الأيدي والعدو يضربه، نحن شعب نأبى الضيم، نتوكل على الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، نحن لا يمكن أن نخاف من التهديد الأمريكي).

 

بهذا النفس الايماني، والاعتماد على الله سبحانه، والتوكل عليه، التفت السيد الى الأنظمة العربية، ولم يطلب منها ان تكون الى جانب اليمن، بل ان تكون على الحياد، (لنكون في حرب مباشرة مع العدو الإسرائيلي، ومع الأمريكي في طغيانه وعدوانه وإجرامه، وإذا أرادوا أن يرقصوا فليرقصوا، لكن لا يُقَدِّموا الدعم المالي، ولا يشتركوا عسكرياً مع الأمريكي، وليتفرجوا، إذا أرادوا أن يكون جمهوراً يصفق للأمريكي فليصفقوا، وإذا أرادوا أن يرقصوا على أشلاء الضحايا من الأطفال والنساء فليرقصوا).

 

خلاصة المواقف التي تتضمنها خطابات السيد، ان اليمن لن تعود الى مدرجات المتفرجين ولا المشجعين، ولا المصفقين، اليمن تحرر من الوصاية الامريكية والسعودية في الحادي والعشرين من سبتمبر، ليكون فاعلا أساسيا ولاعبا مهما، في المهمة على المستويات كافة ولا سيما السياسي والأمني والعسكري، بما تمليه القيم الدينية، والايمانية، وبما يريد الله لعباده ان يكونوا اعزاء كرماء، يمن الأنصار، يمن السيد القائد عبدالملك الحوثي ليس يمن التبعية، ولا الخضوع.

نقلا عن موقع العهد

 

 

مقالات ذات صلة