الهزيمة الإسرائيلية والهروب للاغتيالات

عبدالفتاح علي البنوس

كيان العدو الإسرائيلي المتغطرس يعاني من أزمة هي الأبلغ ضررا ، والأشد خطرا، الذي يتعرض لها منذ بداية احتلاله للأراضي الفلسطينية وإعلان إقامة دولته المزعومة (إسرائيل) في العام 1948 وحتى اليوم، على إثر عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الفلسطينية حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية المساندة لها في السابع من أكتوبر الماضي، والتداعيات التي خلفتها ، وفي مقدمتها العدوان الغاشم والحصار الجائر على قطاع غزة، والتي خلفت مأساة كبيرة وتسببت في استشهاد وجرح عشرات الآلاف غالبيتهم من النساء والأطفال، علاوة على الدمار الهائل الذي لحق بالمنازل والمنشآت الخدمية والممتلكات العامة والخاصة، والذي قضى على البنية التحتية للقطاع، الذي تحول إلى أكوام من الخراب والدمار، علاوة على ما ترتب على ذلك من خسائر كارثية بالنسبة للكيان الصهيوني لم يكن يتوقعها على الإطلاق، بعد أن ظن أن القضاء على حركة حماس وأبطال المقاومة الفلسطينية وفرض الاحتلال على قطاع غزة مهمة سهلة وميسرة في ظل الدعم والإسناد الأمريكي البريطاني والانحياز والتواطؤ الدولي والأممي، والتآمر والخنوع العربي والإسلامي .

 

نعم هناك خسائر كبيرة تعرض لها قطاع غزة، ولكن ذلك يعد مسألة طبيعية قياسا على حجم القنابل والصواريخ التي استخدمت وما تزال على القطاع وسكانه منذ بدء العدوان وحتى اليوم، هناك هستيريا إسرائيلية في جانب استخدام القوة، هناك صواريخ وقنابل أمريكية الصنع تم تزويد الكيان الصهيوني بها تستخدم لأول مرة في قطاع غزة، ولكن ورغم ذلك لا يزال الوجع الصهيوني الإسرائيلي الذي خلفته وما تزال عملية طوفان الأقصى يتنامى، وخصوصا في ظل استمرار العمليات القتالية البطولية التي يجترحها ويسطرها أبطال المقاومة الفلسطينية والتي تصطاد جنوده يوميا في حرب استنزاف، تكبده خسائر كبيرة جدا في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة .

 

حيث هرب الإسرائيلي من مواجهة الأبطال المغاوير في محاور التقدم في قطاع غزة إلى الذهاب نحو سياسة الاغتيالات واستهداف قادة المقاومة من خلال الاستعانة بجواسيسها في العراق ولبنان وسوريا من قطيع العملاء والخونة، البداية كانت مع جريمة اغتيال الجنرال الشهيد رضي موسوي أحد قادة الحرس الثوري في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ريف العاصمة السورية دمشق، ومن ثم جريمة اغتيال الشيخ الشهيد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وجريمة اغتيال القيادي في قوات الحشد الشعبي العراقي الشهيد طالب السعيدي ومعاونه وعدد من رفاقه في العاصمة العراقية بغداد، وهي جرائم تؤكد على عجز وفشل وإفلاس الكيان الصهيوني، ومحاولاته البائسة للتغطية على هزائمه النكراء في قطاع غزة، والضربات الموجعة التي يتلقاها من قبل دول محور المقاومة من إيران ولبنان والعراق إلى اليمن ، والتي نجحت في تشتيت قوته، وإدخاله في دوامة من الأزمات والصراعات الداخلية والتي بدورها تؤثر سلبا على الجانب العسكري والعدوان الذي يشنه على غزة والحصار الذي يفرضه على سكانها .

 

بالمختصر المفيد الشهادة منحة واصطفاء إلهي يحظى به الخاصة من خلص المجاهدين المؤمنين الذين صدقوا الله عهدا، وهم يدركون ويؤمنون بأنهم مشاريع للشهادة وليست لديهم أي مطامع دنيوية تذكر، نذروا حياتهم لله وفي سبيله، ولا يمكن أن ننظر إلى استشهاد قادة المقاومة إلا مدعاة للفخر والاعتزاز، وسيظل كيان العدو الإسرائيلي هو الخاسر والمتضرر الأكبر من وراء هذه الاغتيالات التي من شأنها تفجير براكين الغضب في أوساط شعوب محور المقاومة والمضي قدما على خطى الشهداء، في مواجهته والثأر بدماء الشهداء والانتصار لغزة ومظلوميتها وعدالة قضيتها، وعلى الإسرائيلي أن يدرك جيدا بأن حركات المقاومة الإسلامية ولادة، وتمتلك من القيادات والعناصر المؤهلة ما يمكنها من مواصلة مسيرة النضال والمقاومة حتى تتحرر الأراضي العربية- كل الأراضي العربية من دنس المحتل الصهيوني وهيمنة القوى الاستعمارية الكبرى .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

مقالات ذات صلة