لنصرة فلسطين فليتنافس المتنافسون واليمن نموذج

زيد الشُريف

الجيش اليمني الذي ينفذ ضربات عسكرية موجعة للكيان الصهيوني هو لم يقصف إسرائيل فحسب، الجيش اليمني قصف ثقافة الصمت والخنوع التي تجثم على هذه الأمة منذ عقود من الزمن وقصف التطبيع والخيانة والعملاء وقصف الهيمنة السياسية الأمريكية على الأمة، القوات المسلحة اليمنية التي قصفت إسرائيل عدة مرات وتوعدت بالمزيد من العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني المحتل مناصرة ودعماً لغزة وشعب فلسطين هي بتلك العلميات وتلك الضربات العسكرية وجهت ضربة قوية للإرهاب الحقيقي المتمثل في الطغيان الأمريكي والصهيوني الذي يفتك بهذه الأمة في فلسطين وغيرها ووجهت ضربة قوية لسياسة الكيل بمكيالين التي يمارسها المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة الذين يقفون في صف أمريكا وإسرائيل ضد هذه الأمة ووجهت ضربة عنيفة لسياسة أنظمة التطبيع والخيانة القائمة على تزييف الحقائق والتآمر على القضية الفلسطينية والخدمة الشاملة المباشرة وغير المباشرة للصهاينة والأمريكان، ونستطيع القول أن القوات المسلحة اليمنية بقصفها لإسرائيل قصفت أكثر من هدف وحققت نتائج كبيرة على اكثر من صعيد وكشفت الكثير من الحقائق وأعلنت بالأفعال والمعطيات عن مرحلة جديدة من الصراع بين الحق والباطل، مرحلة لا مكان فيها للمقاصد السياسية ولا للأهداف الطائفية والمذهبية، فالموقف اليمني بقوته وعنفوانه هو موقف القرآن وموقف الإسلام والإنسانية ولا شيء غير ذلك.

 

بكل المقاييس والاعتبارات يُعد الموقف اليمني المساند لغزة وشعب فلسطين هو الموقف الأقوى مقارنة بمواقف العرب والمسلمين، وهذا ليس فيه انتقاص من حق أحد أو ازدراء لبقية المواقف المساندة والداعمة لغزة من قبل محور الجهاد والمقاومة سواء ما تقوم به المقاومة الإسلامية العراقية من استهداف للقواعد الأمريكية في سوريا والعراق أو ما يقوم به حزب الله اللبناني من استهداف عسكري يومي ومتصاعد للمواقع الصهيونية شمال فلسطين المحتلة، أما بالنسبة للأنظمة العربية والإسلامية الخانعة والذليلة والمطبعة مع إسرائيل فهي لا تمثل العروبة ولا تمثل الإسلام وتوجهها يحسب لصالح إسرائيل ضد فلسطين، ولكن الموقف اليمني هو الأقوى على المستوى الشعبي والعسكري والسياسي والأمني وغير ذلك لأن الموقف اليمني المساند لشعب فلسطين قوي من حيث الضربات العسكرية الصاروخية والجوية بالطيران المسيَّر والأقوى من حيث المسافة الجغرافية والأقوى من حيث الجرأة واتخاذ القرار ومن حيث القوة النفسية والمعنوية والإيمانية القائمة على الصدق والمسؤولية التي تتمتع بها القيادة اليمنية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك الحوثي الذي لا يخشى أمريكا ولا إسرائيل ولا أي طاغية في هذا العالم بقدر ما يخشى الله تعالى ويخشى أن يكون من المتخاذلين عن نصرة الحق والحقيقة.

 

لم يقتصر الموقف اليمني الداعم والمساند لغزة وشعب فلسطين على تنفيذ عمليات صاروخية باليستية وبالطيران المسيّر إلى العمق الصهيوني بل توسع ووصل إلى ما هو أقوى وأبعد من ذلك بإعلان السيد عبدالملك الحوثي والقوات المسلحة اليمنية عن أن القوات البحرية اليمنية ستستهدف جميع أنواع السفن التابعة للكيان الصهيوني في البحر الأحمر وباب المندب بل وفي أماكن أخرى لا يتوقعها العدو الصهيوني وكان بيان القوات المسلحة اليمنية يوم الأحد الموافق 19 نوفمبر 2023م بمثابة إعلان حرب بحرية على السفن الصهيونية بكل أنواعها العسكرية والتجارية وغير ذلك، حيث أكد البيان على أنه سيتم استهداف السفن التي تحمل عَلَمَ الكيان الصهيوني وكذلك استهداف السفن التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية وأيضاً استهداف السفن التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية، وفي يوم الأحد نفسه تمكنت القوات البحرية اليمنية بعون الله من الاستيلاء على سفينة شحن صهيونية في البحر الأحمر فترافق القول مع الفعل وتحقق ما وعد به السيد عبدالملك الحوثي وتحقق ما توعد به الجيش اليمني وتحقق ما يتمناه شعب فلسطين وكل المسلمين وتحقق ما كانت تخشى منه إسرائيل، وهذا الموقف اليمني القوي بحد ذاته يعتبر اقوى موقف عربي وإسلامي ليس على مستوى المرحلة الراهنة بل منذ نشأة الكيان الصهيوني المحتل، وبهذه المواقف اليمنية القوية المساندة لغزة وشعب فلسطين يتصدر اليمن المرتبة الأولى عربياً وإسلامياً بل وعالمياً في الموقف المشرف والقوي المساند لفلسطين بإعلانه الحرب الشاملة على الكيان الصهيوني المحتل.

 

وهنا نتساءل كعرب وكمسلمين، ماذا لو اتخذت بقية الأنظمة العربية والإسلامية غير العميلة المطبعة مع إسرائيل نفس الموقف اليمني؟ وأعلنت الحرب الشاملة المحقة والمشروعة على الكيان الصهيوني المحتل نصرة لغزة وشعب فلسطين من جهة وتحرير للأمة نفسها من الهيمنة الأمريكية والغربية من جهة أخرى لأن مقام التنافس والجهاد هنا مطلوب وواجب على الجميع، لو يتخذ بقية العرب والمسلمين نفس هذا الموقف الذي يريده الله تعالى والذي تفرضه المسؤولية الإيمانية والقومية والإنسانية وتفرضه الظروف والأحداث على كل الأصعدة لتغير الواقع العربي والإسلامي تماماً من الأسوأ الى الأفضل في مختلف المجالات ولتحررت فلسطين وبتحريرها ستتحرر الأمة بكلها ولا يمكن ان تحصل الأمة على الحرية والاستقلال التام الا بزوال إسرائيل وزوالها مسؤولية ايمانية جهادية جماعية وليست مستحيلة بل هي ممكنة فقط تتطلب توجهاً عملياً جاداً بثقة عالية بالله تعالى وتوكل عليه ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره.

 

 

مقالات ذات صلة