سلاحُ المقاطعة لنصرة الشعب الفلسطيني

محمد الضوراني

ما يشهده الشعب الفلسطيني في غزة الإباء والشموخ من جرائم تدمي حتى الحجارة الصماء فما بالكم بمن يمتلكون مشاعر وهم من جنس البشر!!

 

إن حجم العدوان الكبير على إخواننا في فلسطين والذين هم جزء منا ومن أبناء هذه الأُمَّــة المسلمة المستهدفة من الكيان الصهيوني ومن ربيبتها أمريكا ومن وقف معهم وفي صفهم وساندهم من المنافقين والخونة والعملاء أصبح جليًّا وواضحًا أمام الجميع ودون استثناء، ومن يريد أن يغطي هذا التعاون والترابط، بين قوى الشر فهو مساهم ويساهم في استمرار قتل الشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه والمدافع عن كرامته وكرامة وعزة وشرف هذه الأُمَّــة المستهدفة.

 

إن حجم التخاذل العربي والإسلامي والممثل بالأنظمة العميلة والأنظمة المُتآمِرة والتي أصبحت عبارة عن مظلة لاستمرار مشروع أمريكا وإسرائيل في المنطقة وأصبحت مُجَـرّد أداة تتبع هذا المشروع وتستهدف الشعوب العربية بالقهر والاضطهاد وتكميم الأفواه، ومنع الشعوب العربية والإسلامية من أن يكون لهم موقف ضد أعداء الله وأعداء دين الله.

 

إن الأنظمة العميلة والتي تتفرج بل وتصمت، بل وتترك مجالًا واسعًا للكيان الصهيوني في استمرار قتله للشعب الفلسطيني المدافع عن الأُمَّــة الإسلامية والذي يخوض معركة عن كُـلّ أبناء هذه الأُمَّــة التي يتربص بها الأعداء، إن موقف الأنظمة العميلة لا يمثل الشعوب الإسلامية الحرة التي تتألم والتي تشعر بالقهر والغبن؛ لأَنَّها تشاهد إخواننا وفلذات أكبادنا من الشعب الفلسطيني من نساء وأطفال ورجال وشباب يقتلون ويذبحون في مذابح جماعية يندى لها جبين الإنسانية، في مظلومية لم يشهد لها التاريخ مثيلًا، وفي مظلومية تعتبر من أطول المظلوميات في التاريخ.

 

إننا اليوم كشعوبٍ حرة وشعوبٍ تشعر بأنها أمام اختبار إلهي وأمام واجب ديني وإنساني لا بدَّ أن تقوم به رغم عمالة الأنظمة وخيانتها، ما يتوجب على الشعوب تفعيل سلاح المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وكذلك للدول التي تقف مع مشروع القتل والاحتلال للشعب الفلسطيني.

 

نحن أمام اختبار إلهي سوف نحاسب أمام الله عليه ومن خلاله إذَا لم نتحَرّك في مواجهة هؤلاء القتلة وأعداء الله وأعداء دينه وقتلة الأطفال والنساء، الجميع أمام الله سوف يحاسب ويعاقب إذَا لم يتحَرّك وينصر هذا الشعب في قضية مصيرية لكل شعوب الأُمَّــة الإسلامية وشعوب العالم بكله في معركة بين الحق والباطل.

 

لنتحَرّك جميعاً في تفعيل سلاح المقاطعة، الجميع يتحَرّك -أفرادًا وجماعاتٍ- ونمنع بضائع تلك الدول التي تقتل الشعب الفلسطيني وشعوب الأُمَّــة الإسلامية بأموال هذه الأُمَّــة.

 

إن سلاح المقاطعة الاقتصادية سوف يجعل من هؤلاء في مواجهة مع إرادَة الشعوب، والشعوب هي من تقرّر المصير وهي من توقف الظالم عند حده وتمنع ذلك الظالم من استمراره في ظلمه، إن سلاح المقاطعة أقل واجب نقوم به إلى جانب التحَرّك الشعبي والتحَرّك الجهادي وإعلان النفير العام والاستعداد للمواجهة العسكرية مع هذا العدوّ التاريخي للأُمَّـة الإسلامية بكلها.

 

إن توحدنا مع القضية الفلسطينية ونصرتها يعتبر من أَسَاسيات وقواعد تحقيق الوحدة الإسلامية وتعتبر شيئًا مهمًّا في إفشال مشروع الصهيونية في المنطقة والذي يستهدف الجميع بدون استثناء.

 

تحَرُّكُ الشعوب سَيُسقِطُ كُـلّ الخطط والمؤامرات للأنظمة العميلة ويجعل منها لا شيء أمام شعوبها، وبالأخص في القضايا المصيرية مثل القضية الفلسطينية الجامعة لكل الأُمَّــة الإسلامية.

 

لا يمكن أن نتفرج ونبكي ونصيح دون تفعيل إمْكَانياتنا في التأثير على الكيان الصهيوني وأدواته، إن تحَرّكنا نحو مقاطعة البضائع والمنتجات للدول المعتدية والقاتلة والمجرمة أمر ديني وأمر إنساني وأمر مهم لإيقاف العدوان على الشعب الفلسطيني، وأمر مهم نحو إسقاط هذا الكيان الظالم والمعتدي والغدة السرطانية الخبيثة في جسد هذه الأُمَّــة المقهورة والمستهدفة، والتي عانت أشد المعاناة من هذا الكيان الغاصب الظالم والمعتدي والمعادي للإسلام والمسلمين.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة