مؤشِّراتُ نهاية “إسرائيل”

محمد يحيى السياني

مجازرُ الإبادة الجماعية التي يرتكبُها جيشُ العدوّ الإسرائيلي اليومَ، بحق أبناء الشعب الفلسطيني، في غزةَ، تكشفُ بوضوحٍ مُتَجَلٍّ حقيقةً ثابتةً، أن النفسيةَ الخبيثةَ والغريزةَ الشيطانية والسلوك الإجرامي، لليهود الصهاينة، هي متأصلةٌ وامتدادُها طويلٌ عبر مراحل تأريخهم الإجرامي، وقد كشفها الله سبحانه وتعالى لنا في القرآن الكريم؛ لذا فَــإنَّ هذا الكيان الطارئ والغدوة السرطانية التي في جسد الأُمَّــة لا يمكن بأية حال الوصولُ معه لأية تفاهمات أَو تسويات أَو سلام، وعلى الأُمَّــة العربية والإسلامية أن تدركَ بأن الجهادَ في سبيل الله هو السبيلُ الأمثلُ والوحيدُ لاستئصال هذا الكيان الخبيث وطرده من فلسطين، وما تقومُ به المقاومةُ الإسلامية في فلسطين اليوم مع محور المقاومة في التصدي لهذا العدوّ المجرم هو التجسيد العملي للجهاد، وهو العنوان الصحيح للوصول إلى النصر.

 

إن مجازرَ الإبادة الجماعية التي يرتكبُها الصهاينةُ في غزةَ، كشفت الكثيرَ عن أقنعة الزيف والنفاق والتواطؤ من قبل الأنظمة والحكام العرب المطبِّعين، الذين تعاطوا مع هذا الصلف والإجرام الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بشكل مُخزٍ وهزيل وتخاذُلٍ عجيب يكشف عن خللٍ كبيرٍ لديهم في الانتماء وفي الدين.

 

وقد عرف الشعبُ الفلسطيني المظلوم أن أيَّ رهان على هؤلاء -المنقادين أمريكيًّا- لا يمكن بأية حال ولن يجدوا حَـلّ قضيتهم أَو إيقاف العدوّ عن إبادتهم، وأن محور الجهاد والمقاومة هو فقط من حملَ قضيتَهم وتضامَنَ وتعاضدَ معهم.

 

واليوم يقف الجميع على مفترَقٍ فارِقٍ في مرحلته، ومصيريٍّ في مستقبله، فَـ “إسرائيل” بعد عملية “طوفان الأقصى” تترنَّحُ، وهي آيلةٌ للسقوط، والعالَمُ قد شاهد جرائمَ هذا العدوّ المجرم ضد أطفال ونساء وشيوخ غزة، وما حمله هذا العدوان من بشاعةٍ إجراميةٍ فاقت كُـلَّ تصوُّرٍن وتجاوزت كُـلَّ خطوطِ الفِطرة الإنسانية، وباتت حالةُ السخط الشعبي لشعوبِ العالَمِ تترسَّخُ في نفوسِهم ضد أمريكا و”إسرائيل”، وهذا يؤشّرُ بوضوح إلى أنَّ “إسرائيل” باتت أيامُها معدودةً ونهايتُها محتومةً.

 

 

مقالات ذات صلة