الأرضيةُ الصُّلبةُ للتغيير الجذري

محمد الضوراني

الكُلُّ ينشُدُ التغييرَ الجذري والكل يبحث عن التغيير الجذري والذي ينقل اليمن بمؤسّساتها وقطاعاتها وبشكل كبير وشامل من حالة الروتين الممل والقوانين والتشريعات والأنظمة التي جزء منها لا يتم تنفيذه والجزء الآخر زاد الطين بلة.

 

ثورة 21 سبتمبر الأرضية الصُّلبة للتغيير الجذري الحقيقي الثورة التي حمت اليمن وحمت الشعب اليمني بكل فئاته في أمنه واستقراره وحريته واستقلاله بعيدًا عن الوصاية والهيمنة للخارج، والتي استمرت هذه الهيمنة لسنوات طويلة، وكانت السبب الرئيسي في ما يعاني منه أبناء الشعب اليمني من فوضى وانفلات أمني وانقسام داخلي وضعف الجيش والأمن وتسلط الأعداء من دول الاحتلال على القرار اليمني، في ظل أنظمة ضعيفة في أهدافها وتوجّـهاتها ومشاريعها وقراراتها، ضعيفة؛ لأَنَّها صنيعة المحتلّ وأدواته واستخدمتها تلك الدول ضد الشعب اليمني والأحرار من أبناء الشعب اليمني، حافظ الشعب اليمني الممثل بالقيادة الثورية وَالرجال الأحرار من أبناء الشعب اليمني على اليمن وأمنه واستقراره ورفض الوصاية والهيمنة عليه وعلى مقدراته وحافظ الرجال الأحرار والشرفاء على المؤسّسات رغم الموروث الثقيل من الأنظمة والتشريعات المتداخلة والتي زادت من حالة عدم الاستقرار المؤسّسي بما أثّر على أبناء الشعب اليمني نتيجة للفوضى المؤسّسية والانفلات المؤسّسي الذي عمل عليه العدوان وأدواته القذرة، ورغم العدوان وهذه حقيقة وعدم توفر الإمْكَانات والقدرات استمرت المؤسّسات في تقديم واجباتها ولو كان فيها اختلالات هي نتيجة لموروث الفوضى والانفلات وعدم الانضباط ونتيجة للعدوان وقطع مرتبات الموظفين ونهب ثروات الشعب اليمني الحر والكريم والطامح لنيل الحرية والاستقلال، وكانت الأولوية الأولى لدى القيادة هي في مواجهة العدوان وحفظ أمن واستقرار اليمن إلَّا أنه من الأولويات الأُخرى والمهمة هو إصلاح وضع مؤسّسات الدولة التي أصبحت من الضروريات ومن الأمور الحتمية، والتي لا بدَّ منها وهو أحداث تغيير جذري في كثير من الأمور التي راكمت حالة الانفلات، لا يمكن أن يكون هنالك تغيير جذري في أرضية هشة مليئة بالمشاكل والتباينات والتناقضات والتشريعات والتنظيمات غير الواضحة والتي راكمت من معاناة المواطن اليمني وسهلت للفاسدين استمرار فسادهم وحاله العبث، لا يمكن أن نبني قواعد قوية إلَّا من خلال أرضية صلبة وقوية وثابتة، من خلال هذه الأرضية يتساقط أصحاب المشاريع الشخصية والفاشلون والمتلاعبون والمقصرون؛ لأَنَّهم لا يستطيعون العيش في مسار إصلاح حقيقي وثابت ومستقر، هم يريدون أن يكون العمل وفق العشوائية والمزاج الشخصي ووفق الانفلات الإداري غير المحدود ووفق الروتين الممل الذي يعتمد على الإيرادات سواء أكانت إيرادات صحيحة أَو ليست صحيحة، المهم أن يحقّقوا الإيرادات، ونظرتهم للعمل الإداري أنه مُجَـرّد إيرادات دون رؤية حقيقية لتنمية الإيرادات الحقيقية والصحيحة وفق مسار إيمَـاني يبني البلاد ويفتح مجالات واسعة للعمل التنموي ويحقّق النجاح المرجو منه والذي يستمر؛ لأَنَّه بُنِيَ على أرضية صُلبة.

 

إن القيادة الثورية وخلال المرحلة القادمة وهي المرحلة الأولى للتغيير الجذري الحقيقي سوف تضع النقاط على الحروف لكل قيادات الدولة وفق مسار صحيح ووفق الهُــوِيَّة الإيمَـانية.

 

 

مقالات ذات صلة