السيد القائد يهنئ شعبنا العزيز وأمتنا الإسلامية بذكرى المولد النبوي

إرث الرسالة الإلهية يحتم أن يكون للمسلمين دور متميز في التصدي لقوى الشر والطغيان

عمران نت – صنعاء – 12 ربيع الأول 1445هـ

ألقى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له، اليوم الأربعاء ، كلمة أمام  الحشود المليونية التي احتشدت في مختلف المحافظات الحرة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

 

وحيا السيد القائد  المحتفلين بالمولد النبوي قائلاً: هكذا أنتم بإيمانكم ومحبتكم لرسول الله، نفسي لكم الفداء يا أهل الوفاء يا شعب الإيمان والحكمة.

 

وتقدم السيد القائد إلى أبناء شعبنا العزيز وأمتنا الإسلامية بأسمى التهاني والتبريكات بأعظم مناسبة يجتمع بها المجتمع البشري، ذكرى المولد المبارك لرسول الله صلى الله عليه وآله.. موضحا أن مولد رسول الله كان قدومًا للخير والخلاص في وقت كان العالم بأسره في واقعٍ مظلم وجاهلية جهلاء وضلال مبين.

 

ولفت إلى أن رسول الله واجه التحديات والمؤامرات وقدم النموذج المميز للإسلام الذي وضح الفوارق الكبرى عن آثار ظلمات الجاهلية.. مضيفا”: كيف يمكن أن يكون من يحملون عقيدة العبودية لغير الله حملة راية الحرية؟ فهم ومن اتبعهم يستعبدون الناس بينما رسالة الله تحرر الإنسان من كل أشكال العبودية لغير الله.. مؤكداً أن  الرسالة الإلهية تبني مجتمعًا ليس فيه أحدٌ عبدًا لأحد، ويكون فيه الجميع عبادً لله وحده.

 

وقال السيد: كما كان من أبرز مظاهر الجاهلية ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، كان تحرك رسول الله بنور القرآن لتزكية الأنفس وترسيخ قيم الرحمة والخير والعدل والجهاد والتصدي للظالمين. واعادة الاعتبار للإنسان بآيات الله التي بينت دور الإنسان الحقيقي ومدى تكريم الله له.. موضحا أن من التكريم للإنسان أن منّ الله على البشرية بأعظم القادة الهداة من أنبيائه ورسله، وأنزل كتبه إليهم بما فيها من تعليمات وهداية واسعة تسمو بالناس وتفيدهم الرشد والحكمة.

 

وأشار السيد إلى أن التعليمات الإلهية تبني المجتمع البشري على أساس راقٍ من المحبة والرحمة والتعاون والتضامن.. موضحا أن القرآن الكريم أعاد الاعتبار والكرامة للمرأة، بعد أن كانت الجاهلية قد امتهنتها وظلمتها واحتقرتها وحطتها عن قيمتها الإنسانية.. مضيفاً أن التعليمات الإلهية أعادت للمرأة دورها ومسؤوليتها الفطرية، ودورها في المهام المشتركة بين المؤمنين والمؤمنات.

 

وأوضح السيد أن الأطروحات الباطلة الظلامية الجاهلية تفرغ الإنسان من الشعور بكرامته الإنسانية، وتحركه بالغرائز دون ضوابط، وتدفعه للفوضى وتبعده عن تعليمات الله.. لافتا إلى أن اللوبي اليهودي الصهيوني وأتباعه على رأسهم أمريكا و”إسرائيل” يمارسون حربًا على القيم الفطرية ويروجون لجريمة الشذوذ وجعلوا علاقة الإنسان بالكلاب والقطط أكثر من علاقته بأسرته.. مضيفا أن  اللوبي اليهودي وأتباعه يدفعون بالإنسان إلى ممارسة حياته بطريقة الكلاب والقردة في أسفه عبث وأسوأ امتهان للكرامة، وهذا من أكبر الشواهد على أن الاهتداء بالقرآن والرسول هو الكفيل بأن يحفظ للإنسان إنسانيته.

 

وأضاف السيد: القرآن نور الله الذي تحرك به النبي لإخراج الناس من الظلمات، فسعى لإخراجهم من عبادة الأصنام والمفاسد والجرائم، وقد حقق نجاحًا عظيمًا في مدة زمنية يسيرة.. موضحا أن القرآن الكريم رفع العرب من نقطة الصفر إلى المرتبة الأولى عالميًا آنذاك، وحولهم إلى أمة موحدة مستقلة وقوية ومتعاونة وفق المبادئ الإلهية.. مضيفا أن تغييب دور القرآن في أكثر المراحل التاريخية كان من أهم المشاكل التي واجهها العرب منذ رحيل رسول الله حتى اليوم..

 

وأكد  أن من يقف وراء تجزئة علاقة الأمة بالرسول والقرآن في مقام الاهتداء وما ترتب على ذلك من فشل كبير للأمة هم الحكام والسلاطين الجائرون وعلماء السوء الذين أيدوهم ومن بعدهم المعتنقين للأفكار الظلامية.. مشيرا إلى أن القرآن الكريم حمل أرقى الأسس للبناء الحضاري الذي يتجه فيه الإنسان لعمارة الأرض، وسخر الله للإنسان ليستخلف الأرض كل النعم..

 

موضحا أن في القرآن الكريم الأسس والتعليمات البينة والحكيمة والهداية الواسعة التي تنظم إدارة شؤون المجتمع على أساس من المبادئ الإلهية والقيم والضوابط الشرعية ضمن المهام المقدسة لتنفيذ تعليمات الله وبناء الحياة.. مضيفا أنه أتى في القرآن الكريم تنظيم العلاقة والمعاملة مع أبناء المجتمع الإنساني على الأسس الصحيحة.

 

وأكد أن حجم الظلمات والهجمة الظلامية الشيطانية التي يقودها اللوبي اليهودي الصهيوني وأتباعه وصل إلى مستوى خطير من امتهان الكرامة الإنسانية والإفساد في الأرض .. موضحا أن الترويج للشذوذ الجنسي الذي تتبناه الأمم المتحدة وأمريكا وإسرائيل والأنظمة الأوروبية هو محاولة لتفكيك المجتمع البشري وتفريغ الإنسان من كرامته الإنسانية بهدف السيطرة عليه.

 

وأكد السيد أن ما وصلت إليه أميركا و”إسرائيل” من عداء مفضوح للإسلام يحتم على المسلمين التصدي للطغيان فإرث الرسالة الإلهية يحتم أن يكون للمسلمين دور متميز في الحركة بنور الله والاقتداء برسول الله والتصدي بكل الوسائل المشروعة لقوى الشر والطاغوت دول الاستكبار الظلامية.

 

وقال السيد”: بمقدار ما وصل إليه أخطبوط الشر المتمثل باللوبي اليهودي وأمريكا وإسرائيل وأتباعهم من الشر والفساد، فإنها فرصة تحتم المسؤولية اغتنامها لتوعية شعوبنا للقيام بدورها في إيصال نور الله إلى بقية الشعوب.. موضحا أن التفريط في أداء المسؤولية والإعراض عن القرآن والقطيعة عن كتاب الله ورسله عواقبها كارثية ونتائجها وخيمة، فهي تمكين للشر واستدعاء لسخط الله.

 

 

مقالات ذات صلة