من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية ” المحاضرة 17″

عبدالفتاح حيدرة

في المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه)  للعام 1444هـ ، تحدث فيها حول عملية اختبار الله سبحانة وتعالى للإنسان، ومنها اختبار الغنى والفقر وسعة الرزق وتقدير الرزق، ولله حكمة في الاختبار وهو التكامل بين الناس، ونعم ومواهب الله لخلقه واسعة، وسنة الله هي أن يتكامل الناس ويحتاج بعضهم لبعض، فكل هذه النعم مسئوليات ، والجانب الآخر ولأن هو الخبير بعبادة وكان سيترتب على غناء الناس كلهم سوف يفسدوا في الأرض ويبغوا فيها، وفي اطار الظروف الحياتية والمعيشية، فهناك نظام في الإسلام يخفف بؤس الناس، منها الزكاة والصدقة، وحمل الاغنياء مسئوليات تجاه ذلك، وجانب اخر ان الله يعطي الأمل اذا استجابوا له، بالإضافة إلى الانسان الصابر يمنحة الله القناعة ويبعد عنه الطمع، وحالة الطمع حالة رهيبة جدا، والاسلام يرشد للاقتصاد والحذر والترف، والاسلام يرشد إلى أن تكون دوافع الناس باهتماماتهم الماليه من جانب المسئولية في بناء القوة والنهي عن المنكر، والبناء الاقتصادي لتحقيق الذاتي حتى لا يكون قوتهم بيد عدوهم، وتتزكى أنفسهم عن الترف بالشهوات الرغبات، وفي مسألة الاختبار الإلهي في هذه الجزئية فإنها مسئولية كبيرة..

 

ان النظرة الخاطئة هي الاعتقاد ان الله يعطي شخصا ما ويمنع عن الشخص الآخر، والنظرة الحقيقة هي أن هناك اختبار، وركز القرآن على حسابات المسئولية، والله سبحانة ينبهنا كيف تتوجه إرادتنا اليه واستجابة له، وإذا كان اهتمام الانسان هو التوجه نحو زينة الدنيا فقط وعدم الالتفات نحو الآخرة، فهذا حساباته أخرى، ومن كانت كل ارادته نحو شهوات الدنيا وليس له اهتمام بالآخرة فإنه يخسر خسارة فادحة، وكل أعمال الدنيا مرتبطة بالآخرة، والله يقدم للإنسان العرض في الدنيا والآخرة، وإذا اتجهت رغبات الانسان في الدنيا على حساب الآخرة، فهنا مكمن الخطورة، فالآخرة خير وابقى، ففي الدنيا الكثير من المفاسد، ومنها شراء الدين مقابل الدنيا، ومنها الوقوف في صف الباطل والصد عن سبيل الله، مقابل مصالح الدنيا، اعلاميا او ثقافيا او عسكريا، و تزييف الحقائق لدعم الباطل مثل علماء السوء، وتبرير جرائم اهل الباطل مقابل مراكمة مبالغ مالية، آخرها مشكلة أموال السديس في السعودية، ومن الحالات الخطيرة في بيع الدين بالدنيا عندما تكون المصالح المادية هي السقف عند الانسان ، والله سبحانة وتعالى حذر من هذا، من يصد عن سبيل الله مقابل المصالح المادية ويؤيد الباطل، وراء كل هذا جهنم والعياذ بالله..

 

إن الاتجاه نحو الترف والمصالح المادية مقابل بيع الدين وكتمان حق ودعم باطل، خسارته كبيرة، فهؤلاء لا يكلمهم الله ولا يزكيهم، وخسارة رضوان الجنة وشراء النار، وخسارة الشرف والقيمة، ومن المفاسد جرائم القتل من أجل الحصول على شئ من الدنيا، مثلما حال الكثير ممن يتجندون مع الباطل والعدوان، وهي جريمة ومحذرور رهيب، القتل ظلما وعدوانا واخذ مال الحرام جريمة كبيرة وعظيمة ، ومن المفاسد ايظا في الطمع الغناء هو الظلم في الإرث واكل مال اليتيم، وخاصة إرث النساء ونتيجة الطمع، بأسلوب الاحراج وأسلوب التهديد، واسلوب الاحراج لا يبرأ الذمة ابدا، وعندما يكون هناك يتامى لا يجوز استبدال أموالهم وهو استبدال الخبيث بالطيب ، وهو إثم شنيع وقبيح، والوزر فيه مضاعف، والعقاب هنا هي جهنم والعياذ بالله، وعلى الانسان ان يحذر لان المسألة خطيرة جدا..

مقالات ذات صلة