(آخرُ مسْمارٍ يمانيٍّ في نعشِ آلِ سُعُود )…للشاعر حسن المرتضى

مجزرة الصالة الكبرى بصنعاء

 

(آخرُ مسْمارٍ يمانيٍّ في نعشِ آلِ سُعُود )

إهداء إلى أرواح شهداء الصالة الكبرى

من ذا بما يجري بصنعا يعرفُ

أو من إذا تجري دماءٌ يأسفُ؟

هل كانَ في وسع الضمائر أن ترى

ما قد جرى ويغيبُ عنها المنصفُ!

نبضُ الضمائر ما تساءل َ لحظة

والقصف في صنعاء لا يتوقف

لو أنها مدّت بصيصَ قلوبها

نبضاً إلى كفّ الضحية يسعفُ

والمشهدُ الدامي يلوّن نفسه

والريشةُ الحمراءُ حزنا تنزف

هي لعنةُ الإرهاب في أوطاننا

وهو الذي من أمننا يتخوف

فقذائفُ الحرمين تلعنُ نفسها

هل فوق صالات ِ العزاءِ ستقصف ُ

رفعت ْ شعارَ الله حين تعمدت

قصف َالعزاءِ ومن أتاهم يسعفُ

فإلههم نفط ٌ وأمريكا التي

من دونها عن قصفِ شعبيَ أضعفُ

ولأن آل سعود َ آخر بيدقٍ

ترمي به لقتالنا لا يرأفُ

حتى وإنْ شَهِدَ الوجودُ جريمةً

القبحُ عن توصيفِها يتأففُ

لا يخجلون وإن رأى الإعلامُ ما

فعلوهُ فاليوتيوبُ حتما ً يحذف ُ

فالقاتلونَ وإنْ أراقوا مهجةً

يمنيةً فهمُ كمن قد أرجفوا

مَنْ برروا قصف البلادِ بكلِها

كانوا لصالاتِ العزا قد وصّفوا

أتُرى على أشلاء منْ سقطوا لهم

دمعٌ إذا كانَ الرّيالُ يُكفكفُ

ماذا تبقى يا رمادُ بموطنٍ

أبناؤه باعوا البلاد لِيُتْرَفوا

وطني الذي أدّى العزاءَ براحلٍ

أضحى لكلِّ الكونِ دمعاً يُذْرفُ

في كلِّ فردٍ كربلا يا موطناً

أفرادهُ من كربلاءَ تألفوا

بدمائهم كيفيةٌ قد سُطّرت

وهي التي بالقمع لا تتكيفُ

وبطيب أنفاس اللذين قضوا بها

ريح التأمرك والتسعود تنسف

فدمُ الشهيدِ إطارُ لوحةِ ثائرٍ

سيزيلُ سقفَ القمعِ حين ُيسقّفُ

لا سقفَ للأحرار إلا عزهم

إذْ سقفُ كل القامعين مزيّفُ

فنُعوشُنا في مستبا أو في المخا

للثّأرِ من أعدائها تتلهفُ

تتناسلُ الأعراسُ حُزنَ مآتمٍ

إذْ كانَ في سنبان ما لا يوصفُ

إن الذي مستهدفا أعراسنا

وعزاءنا لهويتي يستهدفُ

الصالةُ الكُبرى أيا سنبانُ لا

تنسى ضحايانا ولا تتلطّفُ

كانوا أُلوفاً والجثامينُ التي

قد خلّفتها الطائراتُ ستزحفُ

فكتائبُ الغضبِ الذي ما شُوهدت

ستُرى وحلفُ سعودَ منها يَرجفُ

عن كلِّ صيَّادٍ وكلّ ضحيةٍ

من لا مكانَ على العدا تتكثّفُ

مَوْتاً يمانيّاً يواسي صعدةً

ويزيلُ من في قتلِنا قد أسرفوا

إذْ ليسَ نُخطئُ مَنْ أتانا بالردى

ذوقوهُ منّا إنَّ ذلك أشرفُ

فالعارُ في (جاستا) وقد حلّت بكم

في ذُلّ سوقِ نخاسةٍ لا يُصرفُ

موتوا على ميدانِ حربٍ ربّما

تاريخُكم من خزيه يتنظّفُ

جئتمْ بعصْفٍ ما تحزّمَ عن ردى

أو جاءَهُ أملٌ لذا فَلْتُعْصَفُوا

فالصالةُ الكبرى هي المسمار في

نعش التحالفِ وهْوَ ثأرٌ مُكْلِفُ

ما بعدَ هذا اليومِ ليسَ كقبلهِ

فإلى الجحيمِ ليذهب المُتعجرفُ

للشاعر حسن المرتضى

مقالات ذات صلة