مـن مـحراب الجهاد: حَيَّ على الشهادة

كـوثر العـزي

مـن مـحراب الجـهاد في سبيل الله، ومـن أصوات الأذان نقول: حيا عـلى خير القتال، إن كنتم أهـلاً للشهادة، مـن أوساط القذائف وزخـات الـرصاص، مـن عمق ضجيج الطائرات وغبار الصواريخ، مـن طبول المـعركة الـتي قـرعـت ونـادت وجمعت الخـصمين الحق والباطل، لـبى رجـال الله توجيهات الله في قوله تعالى: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم” ومـن طيات قوله تعالى: “إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ” ومـن قول أهل الحق: “أعيروا الله جماجمكم”، ومن وعد الله ووعيده سار الشهداء عـلى الوعود التي قد تنجيهم من الخسائر الوخيمة، ساروا وبعدهم مَن ينتظر، قال تعالى: “وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ” ينتظرون ذلك الوسام الإلهي ومـن عمق ما وُجِد من آيات تحـث عـلى الجـهـاد، منطلقين بالتـوكل عـلى الله، جـمعوا كُـلّ ما لديهم مواجهين أمريكا وعتادها، جـمعوا وهم واثقين بالنصر، فلو زحف عليهم كُـلّ مـن على وجـه هذه الأرض ما تراجعوا ولو ميلًا واحداً، ولا مجال لتلاعب الخوف في ربوع قلوبهم المفتونة بـ دار الخـلد، فالله أمدهم بطمأنينة في قلوبهـم وأمدهم بـالصبر وقَبِل تجـارتهم وكساهم بالنصر المـؤزر وثبت أقدامهم كـثبات تلك الأوتاد الشامخة، بينما العدوّ الذل والهـوان مردفه والخـزي والعار حظه، والتراجع صفته وخسائره الفادحة قد عرفتها رمال اليمن.

 

هُنالك ساحـات كثيرة في هذه الحياة تُقام عـليها بنود وتجـارات عديدة، لكـن تتوسط هذه الساحـات ساحة النـور الإلهـي ساحـة خصصت لجند الله المـخلصين، لمـن أرادوا أن يتـاجروا مـع الله بـالأنفس والمـال والعـتاد.

 

قسمان في تلك الساحـة مـنهم من نـالها ومنهم من ينتظر ومـا بدلوا تبديلاً.

 

فالوصف الدقيق الذي وصف فيه الشهداء في القرآن الكـريم، كفيـلٌ جِـدًّا بـأن يحرك الكـثير من القابعين في بيوتهم وتحـت حمـى ذويهم، بأن يتحَرّكوا للجهاد في سبيل الله دون قبول أي عذر دون الأعذار الشرعية التي أسقط فيها الجهاد.

 

عندما وصف الله النعيم الذي يناله الشهـداء والفضل في الدُنيا والآخرة.

 

يجعل الإنسان يصدق الولاء لله بأن يترك مـتاع الدنيا وحُبها الذي يشقي القلب، ويتجه للمحـراب الأقدس محـراب الجـهاد في سبيل الله بعيون راجية وقلب مطمئن وأيادي مـرفوعة ولسان بالدعاء عُبد.

 

فشهداؤنا هـم مـنارات الطرقات المـوحشة، هـم ذاك النـور الذي تحدث الكـثير عـنه، نعـم تـلك الأنـور في آخر الأنفـاق هـم نجـومٌ تـدل التائه عـن طريقه هـم خـارطة لـمن أراد النجـاة وينال الفوز في الآخرة ويبيع المـتاع بقلبٍ مطمئـن.

 

هـم مـن يزرعـون فينا الأمـل ويبقـونا عـلى يقينٍ أن دمائهم طهرت أراضينا وزكـت أنفسنا.

 

فاللهم عـلى العهد أبقينا وعـلى دربهم اجـعل خُطانا.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة