صناعة الموت ” يوم الطفل العالمي” في اليمن

زينب الشهاري

 

أحكموا صناعة الموت و أبدعت أيديهم فنونه هنا ….

هنا ترجموا مخزون عقولهم و مكنون صدورهم و حقيقة نفوسهم…. صنعوا مجدهم على أكوام أجسادنا التي سرقوا نور الحياة منها بعد أن أطعموها خوفاً، اغتالوا فيها حلماً و سلبوا منها لقمة عيش…. صفحات بيضاء لم تتلوث بحبر الدنيا، حلم يتأرجح في أحداق الطفولة، بسمة تسطع من قلب البراءة، هكذا نحن و هكذا أصبحنا شراً أقلق العالم و أرقه فأرسل كل قواته ليقتله، كانوا هم وهم فقط جديرين ليوكل إليهم العالم تنفيذ هذه المهمة التي لا يتجرأ على الإقدام عليها إلا أمثالهم من المغاوير، ساعد هؤلاء وتطوع من تطوع من أفذاذ العالم وصناديده ليسدي صنيعة قتلنا هدية يتفضل و يتكرم بها على الإنسانية، بينما قعد بقية العالم على مقاعد المتفرجين يمتعون نظرهم بمشاهدة موتنا في تهليل و مباركة.

كانت أرواحنا هي القربان الذي قدموه لإنسان اليوم ليصعد في معراج الشرف و يعتمر تاج البطولة و يتبوأ عرش الفضيلة. من عظامنا بنوا دعائم قصورهم و من دمائنا زينوا جدرانها و على صرخاتنا رقصوا و احتفلوا بفتوحاتهم التي حققوها في سحق أبداننا الصغيرة. في اليوم العالمي للطفل أبارك لك أيها العالم هذا التميز في قتلنا و هذا الإبداع في إماتتنا، لكن هل يظن قاتلنا أنه ربح حقا؟!! لا أبدا! لم يفز.

فنحن أطفال اليمن إن قتل منا واحدٌ يولد ألف بطل و بأيدينا نحن الصغار قبل الكبار سيبوء بالخسران و سيذوق شر هزيمة.

في يوم الطفل العالمي في وطني يقدم اليمن فيها للعالم أجساد أطفال جردها العدوان من الحياة.

هنا و في كل يوم يهدي العالم لأطفالنا يوم موت عالمي.

 

مقالات ذات صلة