المدارس الصيفية حصنُ الحاضر والمستقبل

توفيق الشرعبي

 

المدارسُ الصيفية تكتسبُ أهميتَها من كونها تعيدُ صياغةَ النشء على القيم الدينية والأخلاقية التي تجسد هُــوِيَّة الشعب اليمني الحضارية الوطنية والإسلامية والتي منها يتبلور وعي جديد يتمخض عنه تطور وتقدم على أسس متينة تلبي متطلبات واحتياجات بناء أوطاننا انطلاقاً من فهم عميق للذات بالمعنى الجمعي.

 

المدارس الصيفية ليست فكرةً جديدةً ولا بدعةً ابتدعها أنصارُ الله بل موجودة من قبل، ويكفي أن نشير إلى المراكز الصيفية التي كان ينظمها حزب الإصلاح «إخوان اليمن» وحتى الأنظمة السابقة.. لكن الاختلاف في ماهية وكيفية هذه الأنشطة والبرامج والهدف منها والتي كانت سابقًا توظف لأهداف تخدم غايات الأحزاب أَو الأطراف أَو القوى التي كانت تنظمها وهي متعددة أخطرها توجيه أطفالنا وشبابنا في اتّجاهات التطرف أَو ضرب الهُــوِيَّة الوطنية والإسلامية لصالح قوى داخلية أَو خارجية تنسجم مع الأجندة التي تحقّق مصالحها.

 

المدارسُ الصيفية اليوم مختلفة تماماً عما كان يجري في الفترات السابقة فهي نشاط مجتمعي ذات طابع شعبي ورسمي يعمل فيها العلماء والمعلمون والنخب الثقافية والفكرية والرياضية والعلمية وفقاً لمنهجية واضحة ترسخ الهُــوِيَّة الإيمَـانية والوطنية لدى النشء والشباب وتحصينهم أمام أية اختراقات وانحرافات من خلال تسليحهم بالوعي والثقة بالنفس وحب الوطن والعمل باتّجاهات كُـلّ ما من شأنه خلق جيل جديد قادر على تحمل مسئولية النهوض باليمن وتطوره بعيدًا عن كُـلّ ما يؤدي إلى تلك الرؤى التي يسعى فيها أعداء الأُمَّــة إلى مسخ أجيالها وسلخها عن هُــوِيَّتها لتكون ألعوبة لتحقيق أهداف تلك القوى الاستعمارية الغربية الصهيونية.

 

وفي هذا السياق لا ينبغي أن نلتفتَ أَو نلقيَ بالاً لكل من يحاول أن يشوه أَو يحرف هذا التوجّـه، مستخدماً عناوين وحملات تحريضية بات الشعب اليمني يدركها ويدرك جو تلك القوى الخيانية التي هي اليوم ليست إلا «دواباً» اعتلى ظهرها تحالف العدوان لتدمير اليمن وضرب سيادته ووحدته واستقلاله!

 

وهنا نقول: إن أكثرَ من سبع سنوات كانت كافية ليعي شعبنا ويستوعب من هم أولئك العملاء وكيف يستخدمهم أعداء اليمن والأمَّة لتحقيق مؤامراتهم ومخطّطاتهم ولكن صمود هذا الشعب خلال هذه السنوات قد أفشل كُـلّ ذلك وأسقط كُـلّ رهانات الأعداء الداخليين والخارجيين..

 

وحتى لا يتكرّر ما حصل تكون المدارس الصيفية اليوم هي تحصين أجيالنا ليصبحوا هم الأَسَاس الذي نبني عليه مجتمع التقوى والقُدوة وبناء الدولة الوطنية اليمنية القادرة والعادلة.

 

 

مقالات ذات صلة