من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “الرابعة والعشرين”

عبدالفتاح حيدرة

في محاضرته الرمضانية الرابعة و العشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول الثمرة المهمة حول التعامل بالقيم القرآنيه، بالثقة والاعتماد والاطمئنان بين الناس، التي تؤدي للفاعليه لأداء المسئولية، وما يتحقق به في واقع الحياة، لمواجهة أعداء الأمة، والأكثر غبنا وتفريطا في هذا الجانب هم المسلمين، على المسام ان يحذر من الأسباب و العوامل الفرقة، ومن اهم العوائق التي تؤثر على الأخوة هي العوامل النفسية وفي مقدمتها (الكـِبر)، لأن الانسان المتكبر يربط الأمور بجانب الموقع الاعتباري له ، و المعيار عنده هو تكبره ، واستجابته ليست مرتبطه برضوان الله سبحانه وتعالى، اما على مستوى التقبل والنصح والتذكير والنقاش، فإن المتكبر يصر ويعاند على رأية، وكذلك سلبية المتكبر في تعامله، لا يتواضع في تعامله مع الآخرين، وتبرز الغطرسه والتعالي، وهذا منفر جدا في واقع الأمة، وتأثير ذلك سلبي جدا، ومن اهم العوامل في الفرقة هي (النظرة والمقاصد الشخصية)، والسعي للاعتبار الشخصي والمكاسب المادية، وإذا أصبحت المكاسب الشخصية على المستوى المعنوي والمادي للعمل، تتكون لدى الانسان تلك النظرة الشخصية ويؤثر ذلك على علاقته بالناس، وهذه حالة خطيرة، لأن الإخلاص مهم في الوحدة الايمانيه..

 

ومن العوامل المؤثرة على الأخوة الايمانية حالة (العـُجب والغرور بالنفس ) والبحث عن المديح والثناء والتملق و الإشادة المتكررة ، وخاصة في مواقع المسئولية، فينظر لنفسه انه أصبح مهما ويتهم الآخرين انهم لا يعطونه مكانته، وينسى العمل الصالح وينسى ان توجهه هو لله، وبالتالي تكثر نقمته وعلى الواقع من حوله ، لأنه دائم التسبيح بحمد نفسه، وهذه الحالة تتنافى مع الايمان بالله، وقال سبحانه (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) وهذه من الحالات التي تصنع فجوة بين الانسان وبين الآخرين، ويصبح من الصعب التنسيق العملي معه، ومن اهم عوامل الفرقة (الطمع والإنانية) صاحب هذه الصفه يكره الآخرين ولا يتفاهم مع الآخرين، ورضاه عن الناس بمقدار مكاسبه المادية، ومن اسباب الفرقة (الغضب والأنفعال المنفلت) ومن مميزات التقوى ان الانسان في حالة الغضب إلى كظم غيظه، وان تكون ردة فعلة متوازنه، وهذه الحالة تحتاج إلى تقوى لان حظها عظيم، واهتمام صاحبها عظيم بأمر الدين والأمة، والحساسية المفرطه في انفعالات الانسان ، والبعض يتورط بالقتل والكلام السيئ والشتم و التجريح المبالغ فيه، وهذا فيه وزر وآثام كبيرة، وهذا يمزق الصف والوحدة والتفاهم، ويجعل صاحبه يتنصل عن طريق الحق..

 

ومن العوامل السلبية المؤدية للفرقه (سوء الظن) لان العلاقات الأخوة تتفكك في حالات سوء الظن، وخاصة في مواقع المسئولية، والبعض يجعل من مجرد هواجسه دليل قاطع على الآخرين، ويبني عليها تصرفات ومواقف وأفعال، وهذا خطير جدا، لأن هذا ظلم للآخرين، ولذلك يجب التخلص منه والحذر منه واجب ، ومن عوامل الفرقة عامل (الحسد) والبعض يتجه لذم الآخرين، والحسد ليس من الايمان رد فعل نحو الله وليس ضد العبد ، ومن العوامل المؤثرة على الفرقة (الهمز واللمز والارتياب) وهذه يعتمد على اللسان، والكتابة أصبحت لسان في تناول انتقاص الناس والطعن بالاعراض (ويل لكل همزة لمزه) والبعض لديه كل يوم ضحيه، ومواقع التواصل الاجتماعي احد ادوات الإساءة، و (الغيبة) كذلك هي حالة خطيرة جدا، و(السخرية) التي فيها استهزاء لا تجوز، لأي تصنيف ولاي مستوى، وعلى الانسان ان يرعى الاحترام المتبادل، ومن عوامل الفرقة (سوء الخلق والفضاضة والغلظة) بالتعامل بجرأة ووقاحة وقلة ادب وعدم احترام، وهي حالة مذمومه، وتؤدي لمشاكل خطيرة على المستوى الفردي و الجماعي وعلى مستوى المسئولية، وهي ظاهرة سيئة يجب التخلص منها، فالاحترام مطلوب للتعامل ، و التخاطب مع الآخرين باحترام ، والبعض عند الغضب يقلب على موجه أخرى وجرأة بكل قلة الأدب..

 

إن الانسان المتواضع والصبور والحليم يرتاح الناس للعمل معه، وأما من ينفر الناس بسوء الخلق، ويشك بالناس، فإن الناس تبعد عنه، ومن العوامل الخطيرة الفرقة بين الناس عامل (النميمة) وهذا سعي للفرقة بين الناس، و كثيرا ما تحصل هذه الأمور من جانب المتملقين والمتمصلحين والانتهازيين، والأعداء يستغلون هذا الجانب، والشيطان وأولياءة يسعون للفرقة بين الناس، والبعض لديهم طبع في تعقيد الناس والتشجيع لتغذية حالة التذمر، وهو عمل بعيد عن الايمان والتقوى ومن كبائر الذنوب ، والنميمه عامل شيطاني..

مقالات ذات صلة