من وعي محاضرات السيدالقائد الرمضانية المحاضرة “السابعة عشرة” 

عبدالفتاح حيدرة

في محاضرته الرمضانية السابعة عشرة لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – عن اهم أحداث التاريخ الاسلامي وهي غزة (بدر الكبرى) التي امتد بها حدث فتح مكة ، وغزوة بدر وفتح مكه من أهم أحداث التغيير الاسلامي، وسميت الغزوة في القرآن الكريم بيوم الفرقان، فكان يوما فارقا في حياة المسلمين وفي حياة البشرية كلها، وبداية الرسالة المحمدية واجهت الكثير من الصد عن سبيل الله من قبل قريش، وبعد اكتمال الحجه هيئ الله سبحانه وتعالى للنبي محمد صل الله عليه وعلى آله، بديلا عن مكه وعن قوم قريش، حاضنة أخرى هي يثرب بدلا عن مكه والانصار بدلا عن قريش، ولكن عمل قريش وتحالفاته لمنع انتشار الدين الإسلامي والرسالة السماوية، وكانت مكه تمثل قدسية للعرب ومركز اقتصادي، مما أعطى قريش أحقية امتلاك قريس للامكانيات المادية، وحظوا ايضا بالنفوذ والتأثير السياسي والإجتماعي والاقتصادي في المنطقة العربية، و استخدموا كل هذا النفوذ في حربهم ضد رسول الله، وتنسيق مستمر مع اليهود، و باتفاقيات مع القبائل العربية الأخرى، وهنا أدرك الرسول صل الله عليه وعلى آله لمحاصرة الرسول وأتباعه ومحاصرة الاسلام في الحاضنة الجديدة..

 

وفي ضل استمرارية قريش في الحرب على المسلمين جاء الأمر الإلهي والاذن للرسول وأتباعه بالتصدي للعمل العدواني، وبهذا الأذن الإلهي بحكمته الإلهية تحرك الرسول صل الله عليه وعلى آله وبعض المسلمين، وكان البعض واثق بانتصار الاسلام وان يثبت في هذه المعركة، والبعض متردد، لأن البعض كان موقن ان الدول والامبراطوريات الكبرى لن تسمح بذلك، في ظل محيط رافض لهذه الدعوة، وكان البعض من المسلمين والكثير من العرب ينظرون لانتصار الرسول مستحيلا، والدخول في الإسلام كان محدودا، وكان البعض يتوقع ان اي مواجهه عسكرية سوف تكون القاضية على الإسلام والمسلمين، ولذلك عندما خرج النبي صل الله عليه وعلى آله وسلم من المدينة بأمر من الله وبقضية الحق، لم يخرج البعض من المسلمين معه، وكان امل الكثير هو السيطرة على القافلة، وكانت المواجهة العسكرية واردا منذ البداية، ولهذا كان الكثير متخوفين وكارهين وقلقين، وحاولوا اقناع الرسول بالتراجع، وكانت مخاوفهم هي الدافع الرئيسي لإقناع النبي بعدم التحرك عسكريا، وهكذا تفعل المخاوف دائما تؤثر على التحرك بالحق، وهي تشكل ضغطا كبيرا تفقد الانسان صوابية التفكير والموقف..

 

كانت إرادة الله في احقاق الحق، وان يتحول إلى واقع قائم، وان يتجذر واقعا تقوم على أساسه امة، وكانت مساعي الكافرين و المشركين هي مساعي الباطل ، وكان الرسول صل الله عليه وعلى آله وسلم يبني واقع استقلال عن الطاغوت والعبودية لله وحده لا شريك له، وهذا كان يقض مضاجع الطواغيت، الذين كانوا يستضعفوا ويستغلوا ويستعبدوا الناس، والواقع الاسلامي تبنى على أساس التحرر من كل شئ، والعبودية لله عزوجل فقط، لأن الرسالة السماوية كانت رسالة انقاذية، ولهذا توجه المجرمين و الطواغيت لمواجهة النبي صل الله عليه وعلى آله ، وعندما وصل الرسول المعركة وبدون إمكانيات وامكانات، ولهذا كانت واقعة بدر مصيرية والانتصار فيها له اثرة الكبير حتى قيام الساعة، فيها من التربية الايمانية الكثير من الدروس التي تربى المؤمنين على التوكل على الله والاستعانة و الاستغاثة بالله، وامدهم الله بالملائكة وكان لهذا رفع درجة المعنوية ، ونزول الماء والنعاس ليطمئنوا ويثبتوا في المواجهة..

 

الانتصار في معركة بدر أثر على باقي المسلمين وتعزز الرجاء بالله وأصبح الاطمئنان بالاسلام كبيرا، واصبحت النظرة عند المشركين نظرة مهزوزه، واصبحت النظرة انه يستحيل هزيمة المسلمين بعد ذلك، وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ الاسلام والمسلمين و المعنويات المطمئنة، واستمرت بعد ذلك مسيرة الجهاد، ومعركة بدر كانت أهميتها في استمرار الاسلام والحفاظ على كيان المسلمين ودفع الشر عن المسلمين، امتدت الآثار المباركة في انتصار بدر إلى فتح مكه، وهنا اكيد اسيد القائد على حتمية الإستفادة من معركة بدر وهي ان الصراع والتحدي والجهاد في سبيل الله ضرورة حتمية، والأخذ بأسباب النصر في ضل التحديات التي تواجه الأمه اليوم ، والأمة مستهدفه لها اعدائها ومنع استقلالها وانتمائنا للدين الاسلامي وهذا ما يسعى اليه الامريكيون، بحروب عسكرية واقتصادية والثقافية و الاعلامية، والسعي على استغلال و استعباد وإذلال الأمه، ولا يمكن ان يخلص الأمه من ذلك الا الجهاد، وبالجهاد يمكن تحرير فلسطين، والجهاد هو ما يمثل عامل قوة للأمة..

مقالات ذات صلة