“غروندبرغ” في صنعاء: حرص وطني على إنجاح الهُدنة برغم تعنت العدو

للمرة الأولى منذُ تعيينه، وصل المبعوثُ الأممي، الاثنين، إلى العاصمةِ صنعاءَ في زيارة لم يكن لها أن تتم لولا بدءُ التجاوب مع متطلبات السلام الفعلي وفي مقدمتها إزالة القيود المفروضة على سفن الوقود، وإن بشكل محدود للغاية في إطار الهُدنة التي ما زالت تمثل اختبارًا لجدية تحالف العدوان والأمم المتحدة نفسها في التوجّـه نحو حَـلٍّ حقيقي يمثل “المِلَفُّ الإنساني” المحكَّ الرئيسي فيه.

 

وأفَادت مصادر مطلعة بأن المبعوثَ هانس غروندبرغ وصل إلى صنعاء قادماً من العاصمة العمانية مسقط.

 

ومن المقرّر أن يلتقيَ المبعوث الأممي خلال هذه الزيارة رئيسَ المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، وعدداً من المسؤولين؛ لمناقشة تثبيت الهُدنة الإنسانية وفتح مطار صنعاء وإزالة العوائق أمام السفن.

 

وكان الرئيس المشاط قد أعلن سابقًا أن سبب عدم استقبال المبعوث الأممي في صنعاء طيلة الفترة الماضية هو عجزه عن القيام بمسؤولياته وعلى رأسها إدخَال سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، حَيثُ أخفق غروندبرغ بشكل كامل في الضغط لإدخَال المشتقات النفطية.

 

وتشير هذه الزيارة إلى تمكّن صنعاء من فرض وإثبات واقعية وصوابية معادلتها للسلام، في مقابل انخفاض سقف تعنت تحالف العدوان الذي حاول مراراً فرضَ معادلة بديلة تقتضي استسلام صنعاء، مع أن دول العدوان ما زالت تبدي إصرار كَبيراً وواضحًا على التمسك بالحصار كورقة تفاوض.

 

وحتى الآن لم ينفذْ تحالُفُ العدوان التزامَه بالسماح بتسيير رحلتين تجاريتين من مطار صنعاء الدولي أسبوعيًّا، وفقاً لاتّفاق الهُدنة.

 

وكان رئيسُ الوفد الوطني، ناطق أنصار الله، محمد عبد السلام، أكّـد أنه تمت مناقشة هذا الموضوع إلى جانب خروقات العدوان المُستمرّة للهُدنة خلال اجتماعٍ عُقد مع المبعوث الأممي، أمس الأول في مسقط.

 

وقالت وزارة الخارجية العمانية: إن زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء تأتي بعد عدة لقاءات عقدها مع وزير الخارجية العماني وعدد من المسؤولين في السلطنة، وكذلك مع رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام؛ مِن أجلِ “تثبيت الهُدنة ومتطلبات التسوية الشاملة في اليمن”.

 

وتمثل هذه الهُدنة اختبارًا مهمًّا لجدية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن فيما يخص السلام، حَيثُ أثبتت صنعاءُ انفتاحَها الكاملَ على تحويل الهُدنة إلى فرصة سلام حقيقي، برغم استمرار تحالف العدوان بالمراوغة، وهو ما يحتم على المنظمة الدولية القيام بمسؤوليتها ووضع حَــدٍّ لتعنت دول العدوان.

 

وجدَّد عضو الوفد الوطني، عبد الملك العجري، أمس، التأكيد على أن ترحيب صنعاء بأية “خطوة حقيقية” نحو الحل لكنها “ترفض التعامل مع السلام كملهاة”، في إشارة طريقة تعاطي تحالف العدوان مع متطلبات السلام الفعلي.

 

وَأَضَـافَ العجري أن “المحك الحقيقي للسلام حَـاليًّا هو في مدى الاستجابة للقضايا الإنسانية التي ستُطرح على الطاولة سواء باستكمال إجراءات رفع القيود على المطار والميناء، أَو المتعلقة بالحقوق والخدمات الأَسَاسية وعلى رأسها المرتبات والكهرباء”.

 

وحتى الآن تؤكّـد جميعُ المؤشرات على أن تحالفَ العدوان يحاولُ استغلالَ الهُدنة كفرصةٍ لترتيب صفوفه؛ مِن أجلِ الذهاب نحو جولة جديدة من التصعيد.

 

وكان المجلسُ السياسي الأعلى أكّـد قبل أَيَّـام أنه “لم تظهر حتى الآن مؤشراتٌ واضحةٌ عن وجود نوايا حقيقية للسلام في اليمن من قبل دول العدوان والولايات المتحدة الأمريكية”.

 

 

 

صحيفة المسيرة

مقالات ذات صلة