من وعي محاضرات السيدالقائد الرمضانية المحاضرة “العاشرة”

عبدالفتاح حيدرة

في محاضرته الرمضانية العاشرة لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول زيادة الصبر في مختلف المجالات الايمانية والمسئوليات الكبرى، خاصة وان الأمة اليوم تواجه الصعوبات و المخاطر والتحديات التي لابد فيها من الصبر، لذلك لابد من التواصي بالصبر، لكونه من العوامل المهمة والمواصفات الأساسية لمن استثناهم الله من الخسران، وهو من ضمن اهتمام المؤمنين بالصبر، و التواصي بالصبر لابد أن يكون من ضمن الاهتمامات التوعوية و الاعلامية، لأن هناك نشاط معاكس يتجة نحو تثبيط الناس وترسيخ الضعف والتنصل عن الالتزامات الايمانية و الدينية، وعندما تمر الأمة بهذه الصعوبات كحال شعبنا، يتحرك المنافقون والذي في قلوبهم مرض لاستغلال ذلك للدفع بالامة والشعب لردة فعل خاطئة فيها خضوع و استسلام للعدو، وهذه حالة سلبية قائمة على مر التاريخ ويواجهها القرآن الكريم بالتواصي بالصبر، للصبر اهمية وقيمة إيمانية كبيرة بالقرب والعبادة لله والتصدي للطاغوت والوقوف في وجه المعتدين وهذا هو الصبر العملي ، صبر الاحرار والمؤمنين والمجاهدين..

 

يتوجه الأمر بالصبر للجميع للدين آمنوا من الفرد والأسرة والقادة والمجتمعات ، لأن للصبر قيمته و ايجابياته الكبيرة على المستوى الايماني وعلى مستوى الأعمال الكبيرة، وما فيه من مصلحة الانسان في الدنيا والآخرة، صبر الرسول صل الله عليه وعلى آله اوصل الأمة انذاك لدولة عظيمة وكبيرة أصبح لها حضورها الأول في التاريخ، إضافة إلى الانجازات العملية الحقيقة التي اخرج بها المجتمعات في الأمة من ظلمات العقائد والاخلاقيات إلى نور الهداية وسمو الاخلاقيات، ومن جانب اهم ما يتعلق بالصبر غير الجانب الايماني، هو ان الصبر سلاح مهم لمواجهة العدو، لأن العدو يحرص على انهيار الأمة، بجرائمة وحربه وحصاره، وعندما يجد الصبر واستشعار الأمة بمسئولياتها والتصدي للعدو وردة الفعل الواعية لدية ، سوف ييأس العدو، يصل به في نهاية المطاف للاستسلام، ولدينا تجربة تاريخية في انهيار الكفار و المشركين، واليوم لدينا شاهد في حزب – الله، لمواجهة العدو الصهيوني، حتى وصل إلى يأس تام وهزيمة تامة و تاريخية في واقع العدو الصهيوني..

 

عندما نأتي لحالتنا اليمنية، نجد المتغيرات التي حدثت للعدو السعودي الامريكي، الذي وصل للفشل في تحقيق اهدافهم الرئيسية من العدوان على شعبنا، وحقق شعبنا الكثير من الانتصارات، وحول التحدي إلى فرصة، وعندما يكون الصبر سلاحا لمواجهة العدو، على الناس أن يكونوا أكثر صبرا، بالصبر تكون ردة الفعل غير متوقعه لدى العدو، وهناك درس مهم وعظيم في القرآن الكريم (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) وهذا يعني ان الوقوف بالصبر والعزيمة ليس علينا فقط، بل على كل الأمم، وهو موقف الربانيون، وبدلا من الوهن والضعف علينا أن نصبر ، حتى لا تكون هناك أقوال اليأس والتنصل على المسئوليات التي تشجع العدو على الاستمرار في عدوانه، ففي الواقع البشري لا تتحرك الأمم ولا تتخطى التحديات الا بالصبر، وحتى الجيوش تتربى على الصبر، ومن أهم ما يتم الحديث فيه عن عاقبة وخاتمة الصبر هو ان نتيجته الحسنه حتمية، مرتبطه بوعد الله الذي لا يخلف وعده، و البشارات الإلهية من المؤشرات للصابرين دائمة، وتأتي لهم انفراجات، ومع العسر يترافق اليسر، ايجابيات وانفراجات، والغايات عظيمة بالصبر جمعتها عبارة واحده هي (لعلكم تفلحون)..

 

إن البديل عن عدم الصبر، هو خيار الانهيار و الاستسلام والضعف والهوان، ينتج عن ذلك تمكن العدو منهم و العناء والذله والهوان والضيم، والصبر على ذلك لا يفيد الناس ولا يؤجرون عليه، وهذه حاله خطيرة جدا، نتاج وعواقب المتخاذل والمفرط الذي لم يصبر في سبيل الله هو (الخسران) في كل شئ، الدين والدنيا، والبديل عن (لعلكم تفلحون) هو (لعلكم تخسرون)، ومن لم يستجبوا لله سوف يسلط الله اعدائهم عليهم، حتى يصلوا إلى حالة (اصبروا او لا تصبروا سواء عليكم)، لذلك من اهم من ينبغي التواصي بالصبر، يأتي في المقدمة التواصي بالدافع الايماني للصبر و الاستجابة لله، و الدوافع الإنسانية والأخلاقية، و الفطرة السليمة من عزة وكرامة، وكراهية الذل والهوان، و الاندفاع للتصدي للأعداء مباشرة، ودافع الوعي بظروف الحياة، و الصعوبات والتحديات، و الفارق هو ان للصبر هنا أجر عظيم، بما يتناسب مع الكرامة أمام العدو ، والوعي من عواقب التفريط و التهاون والتنصل عن المسئوليه لها عواقب في الدنيا والآخرة..

مقالات ذات صلة