من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة” الرابعة”

عبدالفتاح حيدرة

في محاضرته الرمضانية الرابعة لعام 1443هـ ، وضح السيد القائد – عليه السلام – ان اهم ما يتصف به المتقين، هو ايقانهم و إيمانهم المطلق بالآخرة، والايمان باليوم الاخر هو من أهم رسالات الأنبياء كمبشرين ومنذرين ، والمتقين يحاسبون أنفسهم على أساس انه هناك عقاب في الآخرة، لذلك فإن حالة استشعارهم المستمر بقربهم من الله سبحانه، لأن اعمالهم ومواقفهم محسوبه، والايمان بالآخرة جزء من إيماننا بالله، يعيش المتقين حالة اليقضة والاستعداد والاهتمام بالدار الآخرة وحالة الحساب والعقاب مستمرة ودائمة لديهم، تجدهم في حالة استنفار لتدارك تقصيرهم او تهاونهم في أمر ما، الاستذاكار الدائم لله والأوامر والتوجيهات الإلهية ويوم الحساب ، اما الآخرون اصحاب الغفلة فإن لديهم حالة استهتار في اعمالهم ومواقفهم، وتغلب عليهم حالة الإعراض عن حدود الله ، تجدهم يخلون بواجباتهم والتزاماتهم و مسئولياتهم، ينصرفون نحو اهوائهم..

 

إن تذكر الآخرة هو لاستقامة الحياة الدنيا، ونحن في هذه الحياة نعيش حياة مؤقته، وهي ميدان مسئولية واختبار وعمل، ونخضع فيها لرقابة دائمة ومستمرة من الله وملائكته، في كل احوالنا، ونهاية هذه الحياة هي الموت، والموت هو إقفال لعمل الانسان في حياته، و الفرصة الوحيدة للانسان هي الأيام والسنوات التي يعيشها، ومن المهم ان يكون الإنسان في جهوزية دائمة ويذكرنا الله بها في كتابة الكريمة بقوله (كل نفس ذائقة الموت) ولا أحد يستطيع أن يحصن نفسه من هذه الحتمية الإلهية، والبعض لا ينفع فيه المواعظ حول الموت، وهي حالة خطيرة جدا، خطير جدا أن لا ينتبه أحد لنفسه إلا بقرب الموت منه، الموت هو تذكير الفرصة الوحيدة في هذه الحياة، للتفاعل مع طريق النجاة، ومحطات التذكر التي تأتي متأخرة لا تجدي الانسان نفعا، بل انها تزيد من عذابة النفسي الشديد، ففي الدنيا تأتي الفرص للانسان وتعرض عليه الأعمال الصالحة فيها الفوز والسلامة من عذاب الله، ولكن تستحكم حالة الغفلة عند البعض..

 

حالة خطيرة وغفلة خطيرة ان لا يتذكر الانسان الا عندما يعرض على جهنم – والعياذ بالله – التذكر الحقيقي للاعمال التي فيها الخير في الدنيا والآخرة هو في الحياة الدنيا، وفي الآخرة سيكون الفوز العظيم، من الاشكيالات الخطيرة انه عندما يأتي التذكير بالحساب والجزاء ويوم الآخرة ان البعض يعرض عنها ويغفل عنها وهي حماقة لا تنفع شيئا يوم القيامة، وكأن الحديث عن الآخرة حديث لم يحن الوقت بعد للاستماع له، بل أن الله يقول كتابة العظيم (اقترب للناس حسابهم) ونحن أمة محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم آخر الأمم، و القيامة ستأتي فجأة و بغته، وهذا ينبهنا إلى الاستعداد والاهتمام، والموت هو الفاصل بين الحياة والبعث، الانسان سوف يرى يوم البعث ويوم الحساب والكل سيحضر غصبا عنه ورغما عنه، الله احصاهم وعدهم عدا، الله سبحانه يمنحنا الفرص دائما ولدينا مثلا شهر رمضان، والجهاد والانفاق في سبيل الله، والاعمال الصالحة، وعواقب الإعراض عن هذه الفرص خطير جدا..

مقالات ذات صلة