ماذا وراء عودة التفجيرات ودعوة المفاوضات؟

محمد عبدالباري قاضي

 

في البداية أبارك لأجهزتنا الأمنية في تعقب الأدوات الإجرامية الإرهابية التي تريد أن تعيد بلادنا لأيام الاغتيالات والمفخخات والأحزمة الناسفة، لكن بفضل الله ثم بفضل جهود رجال الأمن فقد أغضتم العدوّ من استتباب الوضع الأمني لدينا إذَا ما قورن بالمحافظات المحتلّة، وها نحن نشاهد كثيراً من المحللين في قنوات العدوان يقولون بأن صنعاء لا يجب أن لا تكون آمنة.

 

لكن ما كان يثير تساؤلي أَيَّـام حكم أدوات الوَصاية هو تقييد جميع جرائم التفجيرات والاغتيالات آنذاك ضد مجهول، لكن ثورة 21 سبتمبر أجابت عن هذا السؤال، وهو أن من كان يرأس الأجهزة الأمنية هم من كان يشرف على تنفيذ تلك الجرائم وَتستخدم وَتستغل مقدرات الدولة في التستر عليها.

 

ففي عملية “فأحبط أعمالهم” مثلاً اتّضح أن عمار عفاش وكيل جهاز الأمن القومي وَمحمد القوسي وزير الداخلية هما من كان يشرف على العملية، بينما في السابق اتضح بأنهم من يقف خلف جريمة مستشفى العرضي وميدان السبعين وغيرها، وكانت قيادة الفرقة الأولى ورئاسة جامعة الإيمَان من كانت تقف خلف جرائم اغتيال الشخصيات وَالتظاهرات وتفجير المساجد، بالمختصر كانت تحكمنا داعش ولكن بقالب رسمي يلبس الكرفتات وَعمائم وَلحى حمراء تعتلي منابر مساجد تلك الجماعات.

 

وبالتالي وَمن خلال عودة سيناريو التفجيرات والتي جاءت بالتزامن مع دعوات للحوار والمفاوضات، اعتقد بأن العدوّ يعيد إنتاج نفسه لقاء يأسه من أن يحرز أي تقدم عسكري أَو اقتصادي فعاد لسيرته الأولى عبر محاولة زعزعة الأمن وَالاستقرار للجبهة الداخلية عبر أدواته القذرة داعش الإجرامية.

 

وكلّ هذا الإرباك لتحالف العدوان جاء بفضل الله ثم بفضل صمود شعبنا وَبسالة أبطالنا في الجبهات طيلة كُـلّ هذه السنوات، إضافة إلى ذلك حدوث متغيرات إقليمية ودولية وَرسم ملامح نظام عالمي جديد كشف هشاشة تحالف قوى الاستكبار بقيادة أمريكا، والذي بدأ في مغازلة خصومه في المنطقة وَالعالم.

 

ابتداء برفع بعض العقوبات على فنزويلا مُرورًا بعودة المفاوضات مع إيران في فينا وَانتهاء بدعوات حوار في الملف اليمني عبر مجلس التعاون الخليجي، وكلّ هذه مؤشرات تؤكّـد على بداية أفول الهيمنة الأمريكية وبزوع نظام عالمي جديد سيكون اليمن رقماً صعباً بين تلك الأمم بفضل الله ثم بفضل التضحيات التي قدمت وَالتقدم في كثير من المجالات.

 

ختامًا، أجدد الشكر والعرفان لقيادتنا الثورية والسياسية على قيادتها الحكيمة لمرحلة من أصعب المراحل التي مرّ بها شعبنا اليمني، والتي استطعنا بفضل الله أن نجتاز الكثير من الأزمات وَالمعاناة التي تسبب فيها تحالف العدوان وَها نحن نصل إلى مشارف النصر الكبير بإذن الله، والعاقبة للمتقيين وَلا عدوان إلَّا على الظالمين.

مقالات ذات صلة