منسياتٌ في قوانين الأمم

دينا الرميمة

 

في الوقت الذي تحتفل فيه المرأة في كُـلّ انحاء العالم بيومها العالمي وتستقبل التهاني والهدايا، في اليمن كانت المرأة على موعد مع مآسٍ تدمي عين الإنسانية وتعري كُـلّ من صاغ قوانين الإنسانية والإنسان وأُولئك المخترعين لهذا اليوم الذي لم تجد له أثراً في حياتها.

 

في اليمن هنا امرأة تستقبل جثامين أولادها الذين سقطوا ضحايا إثر غارة جوية على منزلهم أحالته ركاماً على رؤوس ساكنيه تاركة لأم تقف على أطلال المنزل المدمّـر تنعي الراحلين وتبحث بين الركام عما تبقى من أشلائهم وذكرياتهم!!

 

وأُخرى لاحقتها طائرات العدوان واستهدفتها مباشرة فمزقت أشلاءَها، وأُخرى باتت العناية المركزة مقرها الدائم بعد أن استفحل المرض بجسدها في بلد يفتقر للمنشآت الطبية ومنعت عنه الأدوية.

 

وهنا امرأة لم يستقر بها المقام باحثة عن الأمان الذي غالبًا ما يعكر صفوه عربدة الطائرات الباحثة عن فريسة.

 

هذا جزء بسيط من آلاف الحالات المأساوية التي تعانيها المرأة اليمنية التي اتخذت منها هذه الحرب هدفاً مباحاً وجعلتها تحيا حياة لا صوت فيها إلا صوت الرصاص والقنابل والغارات، ومشاهد الدماء، حياة يملأها الفقد وتحفها المخاطر والأوجاع في مخيمات النزوح غير الصالحة للحياة.

 

شواهد لا تحصى عن معاناة المرأة اليمنية خلال سنوات العدوان السبع في ظل صمت من منظمة الأمم المتحدة التي صاغت قوانين وحقوق المرأة ومنذ 1975 حدّدت لها الثامن من شهر مارس كيومٍ عالميٍّ لها تقديراً لما تبذله من جهود للنهوض بمجتمعها، وصاغت لها حقوق تحميها في حالتي السلم والحرب من أبرزها توفير السلم والأمان الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والمعنوي، وضمان العيش الكريم والحد من العنف الممارس ضدها والكثير من الحقوق أكّـدها مؤتمر جنيف وصاغتها كبروتوكولات خَاصَّة بالمرأة.

 

بيد أننا لم نجد لها أثراً على حياة المرأة التي تطحنها ولسبع سنوات رحى حرب ظالمة كان لها النصيب الأكبر منها،

 

فبحسب تقرير لمنظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل أشَارَت فيه أن 6 آلاف امرأة هن ضحايا هذه الحرب ذهبن ما بين قتيلة وجريحة، بينما مئات الآلاف من النساء في اليمن لا تزال تعاني ويلات هذه الحرب تحت وطأة القصف والحصار والتهجير والفقد والخذلان من قوانين لم تر منها إنصاف لمعاناتها بل ربما أن خذلان هذه القوانين ونفاق أربابها كانت سلاحاً أكثر فتكاً من صواريخ العدوان.

 

وعلى الرغم من المعاناة والمأساة التي لا تبرح حياتها وعلى رغم النفاق الممارس بحق المرأة اليمنية إلا أن كُـلّ ذلك لم يضعف من عزيمة المرأة في تمسكها بحقها بالحياة ووضع بصمتها الخَاصَّة في صناعة النصر لوطنها وستسجل اسمها في أنصع صفحات التاريخ شاهدة وشهيدة على نفاق هذه العالم.

مقالات ذات صلة