تناقض الموقف بشأن اليمن وأوكرانيا..!

زياد السالمي

 

استغرب على الإعلام اتّجاه أنظاره عن أحداث اجتياح روسيا وآخر مستجداته إلى المواقف الدولية منه، وتغطيته لذلك، وهذا خلل مهني معروفٌ؛ لأَنَّ المعركة آنية بينما المواقف متأنية.. وبالتالي التفات الإعلام عن مجريات المواجهة وتقدمات الجيش الروسي وعن آخر مستجداتها وانشغاله بمواقف حلف الناتو يبين تبعيته لأمريكا وبالتالي ينفي الاعتماد عليه كمصدر إخباري نبأي لعدم التزامه بالحياد المهني الحر.. وهو ما لمسناه طيلة سبع سنوات من العدوان على اليمن، فقد كان منحازاً طول الوقت مع دول العدوان التابعة للهيمنة الأمريكية ولم يكن منصفا في التعاطي مع الواقع الإنساني البائس في اليمن الذي قام به عدوان دول التحالف دون إظهار أي مذبحة ووضع مرير لليمنيين.

 

نستغرب أَيْـضاً على عدم التعامل بمعيار واحد والكيل بكيالين من قبل دول العالم بين تشابه العدوان السعو إماراتي على اليمن وبين اجتياح القوات الروسية أوكرانيا مع وجود المبرّر الدولي والقانوني للدب الروسي المتمثل بتأمين وجودها وحدودها من خطر حلف الناتو الذي كان يسير بدون مبالاة لحق روسيا في تقويض أمن روسيا كعدو مقابل للناتو، له اتّفاقيات بحقه بعدم ضم دولة أوكرانيا لحلف الناتو.. ومع هذا فالأمم المتحدة كما نلامسه تقِف موقفَ الداعم والمساند والمتعاطف مع أوكرانيا دون وضع اعتبار لمخاوف روسيا في الحسبان بينما العدوان على اليمن فلم نجد أي تعاطف أَو إدانة أَو تهديد أَو قرار يمنع هذا العدوان العبثي المُستمرّ سبع سنوات ويقف صامتا أمامه وداعما له مع أن اليمن وقواتها الوطنية لا تشكل أي خطر على الهيمنة الإقليمية.

 

وهذا كفيل بعدم التعويل على الأمم المتحدة البتة في القضايا المصيرية للشعوب وأنها أصبحت تمارس عملَها مع مجلس الأمن بالتبعية لأمريكا وللخزينة الأمريكية. إلى ذلك نجد في اجتياح أوكرانيا فيه فائدة للعالم كامل كتغيير تمركز القوى في القطب الواحد وتعدده والذي سيحقّق الخير لدول العالم الثالث مع أن العدوان مرفوضٌ من حَيثُ المبدأ وكذلك الغزو أَو احتلال أية دولة.. ولو لم يسبق غزو روسيا لأوكرانيا الاحتلال الأمريكي لدول العالم ومنها الوطن العربي والعدوان الرُّباعي على اليمن، وكذلك هنالك استقلاليةٌ للدول بدون استثناء واحترام لسيادتها وعدم التدخل واللعب بها وعدم استغلالها ونهب ثرواتها وعدم التهديد لأمن الدول من قبل حلف الأطلسي لكان الجميع مع أوكرانيا وأعتقد أن روسيا لم تكن ستتجرأ على ذلك في ظل سيادة حقيقية لجميع دول العالم.

مقالات ذات صلة