مَن وقعَ في الكمين؟!

أم الحسن أبوطالب

 

كثيرةٌ هي الصفعات التي تتلقاها قوى العدوان بعد ما يقارب 7 أعوام من حربها على اليمن وحصارها له أرضاً وإنساناً، تتنوع تلك الصفعات بين مسيَّراتٍ وبالستيات وانكسارات وانسحابات وهزائمَ في كُـلّ الجبهات والمحاور، غير أن الحاصل هذه المرة هو صفعة مدوية وفضيحة وخزي وعار كبيرين كان لهما صدًى كبيرٌ ليس في الساحة العسكرية أَو السياسية بطريقة مباشرة بل في الساحة السينمائية التي انعكس تأثيرها على الجانب العسكري والسياسي وحتى النفسي لقوات التحالف ومرتزِقتها وكان لقوات التحالف الإمارتية نصيبُ الأسد منها وانتشر تأثير الفيلم أَيْـضاً بامتداد الساحة السينمائية العربية والعالمية عبر الشعوب.

 

فيلمٌ سينمائي إماراتي كان الأضخم ترويجاً وَالأقوى والأكثر تمويلاً وكلفةً في الإنتاج وكان يمثلُ حقيقةَ بارقة أمل في سماء المقاتل الخليجي أَو لنقل الإماراتي على الأقل الذي فقد الكثيرَ من مقوماتِ الروحِ القتالية وَذاق ويلات الهزائم ومرارةَ الفقد وبكى بحسرةٍ وندمٍ شديدَين على مصرعِ عددٍ من مقاتليه إثر الضربات اليمانية المسدَّدة على تجمعاتٍ لأفرادٍ وضباطٍ إماراتيين جاءوا لاحتلال اليمن، فكان المؤمل من الفيلم إنعاش القوة القتالية للإماراتيين وتغطية ما تعيشه قواتهم من أزماتٍ وصراعات.

 

وبين الواقع والمأمول سقطت هيبةُ الإماراتيين في فيلم الكمين كما هو حال وقوعها المأساوي على أرض الواقع، وعلى خلاف المؤمَّل الذي حُشدت لتحقيقه كُـلّ الطاقات والملايين والشخصيات الكبيرة التي شاركت في الفيلم إخراجاً وكتابة وتمثيلاً، إلا أن الكمينَ كان حقاً الكمينَ الذي وقعت فيه الإماراتُ مرتين، الأولى: كانت عند دخولها إلى اليمن ووقوع قواتها وأسلحتها في محارق الموت، والثانية: في الكمين الفيلم الذي أرادته نقلةً نوعيةً في مستقبلها السينمائي وتحسيناً وتجميلاً لصورة المقاتل الإماراتي أمام نفسه وأمام العالم فكان دونَ أسفٍ نكسةً نوعيةً في فضيحتها العسكرية، خُصُوصاً أن جنودَها لا يجيدون إلا التمثيلَ والهروبَ في أرض المعارك، فبعد نشر قوات الإعلام الحربي اليمني لذات الاسم على فيلم يحكي نفس الحادثة ولكن بطريقتها وَبأحداثها الحقيقية أصبح ضعفُ وجبنُ وذل المقاتل الإماراتي أشهرَ من نارٍ على علم.

 

وبين هذا وذاك نجح الإعلام الحربي أَيْـضاً مرتين، هذه المرة أثبت جدارته وتفوقه على العدوّ في الجانب الإعلامي، فتصويرُه لمشاهدَ عملية الكمين أثناء حدوثها وتصوير فرار الجنود الإماراتيين من أرض المعركة، هذه المشاهدُ البسيطة الحقيقية نسفت مشروعَ فيلم الكمين الإماراتي بكل ضخامته وقوته، هذا من جانب، أما من الجانب الآخر فاختيار وقت الإعلان عن الفيلم الإماراتي والترويج الهائل له بإنزال فيلم الكمين اليمني بذات الوقت وقت عرض الفيلم في دور السينما والضجة عليه يعدُ ضربة أُخرى للفيلم الإماراتي واستغلالاً لكمية الترويج الضخمة له في نشر فضائح قوات التحالف في اليمن وفشل أفرادها وضباطها وجُبنهم وفرارهم من ساحات القتال وضعف الرؤية العسكرية التي يمتلكونها وسوء إدارتهم للمعارك بعكس تلك الصورة التي أرادوا الترويج لها في فيلم الكمين الإماراتي.

 

وكما يفعل أبطال ومجاهدو الجيش في معاركهم وحربهم حين يوقعون العدوَّ في كمائنهم المحكمة فعلت قوات إعلامنا الحربي أَيْـضاً فقد أسقطت العدوّ في كمين محكم وفضحته بإعلامها النابع من صدق الكلمة وواقعية المشاهد، فها هم اليوم يؤكّـدون لنا كما في السابق أنهم جبهة محورية مهمة في صراعنا مع العدوّ، وأن ما يقومون به عملٌ عظيم يحاكي بطولات المجاهدين وصولاتهم وجولاتهم ولا يقل عنها بطولة وأهميّة، فسلام الله على رجال إعلامنا الحربي الذين يخوضون غمار المعارك جنباً إلى جنب مع إخوانهم المجاهدين، ويسطرون بما يقدمونه أروع البطولات ويلحقون بأعدائنا أقوى الهزائم ويقدمون المقاتلَ اليمني بصورة ترتفعُ بها هاماتُ كُـلّ اليمنيين داخل وخارج دائرة الصراع، ويؤكّـدون للغزاة والمحتلّين بتلك المشاهد في ساحات المعارك أن اليمن ستظل مقبرة الغزاة والمحتلّين عبر التاريخ.

مقالات ذات صلة