حشودُ ردع التصعيد تومئُ إلى أمريكا

أحمد المتوكل

 

العدوانُ على اليمن جاء بقرارٍ من أمريكا بعد أن طُردت من اليمن مع أحذيتها، وبعد أن فقدت كُـلَّ أساليب الهيمنة والسيطرة على اليمن وشعبِه.

 

أكثر من 300 ألف غارة إجرامية لطيران العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي استُهدفت فيها كُـلُّ مقومات الحياة، وكان للأطفال والنساء النصيبُ الأكبرُ منها، وكل جريمة من جرائم العدوان كان لأمريكا البصمةُ الأبرزُ فيها، فهي من تُزوِّدُ الطائرات السعوديّة والإماراتية بالوقود والصواريخ والإحداثيات وتعملُ على صيانتها، وهي الحاضرةُ في غرفة قيادة العمليات العسكرية، وَوراء كُـلّ تفجير واغتيال وإجرام، ولو أرادت أمريكا إيقافَ العدوان على اليمن لأوقفته فورًا، كما صرح بذلك أحد المسؤولين الأمريكيين.

 

أمريكا تحاصِرُ اليمنيين جواً وبراً وبحراً وتقتلُهم ليلاً نهاراً جهاراً لأكثرَ من 7 سنوات، أمام مرأى ومسمع من العالم ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية! وتتسبب بأسوأ كارثه إنسانية على مر التاريخ، وتنتهك كُـلّ قوانين الحروب والقوانين الدولية.

 

آلاف المرضى يموتون يوميًّا؛ بسَببِ انعدام الأدوية الضرورية لإبقائهم على قيد الحياة؛ لأَنَّ أمريكا تقوم بمنع دخول العلاجات والمستلزمات الطبية، ولا يستطيع المرضى السفر للخارج للعلاج؛ لأَنَّ أمريكا أغلقت في وجوههم مطار صنعاء الدولي، فلا يجدون حولهم إلا الموت المحقّق بأيادٍ أمريكية، فمن لم تقتله طائرات أمريكا يقتله الجوعُ والمرض والحصار!

 

أمريكا قامت بقصف منازل المواطنين، والمؤسّسات الحكومية والخَاصَّة، وقصفت مزارع الدواجن والأبقار والخيول، والمصانع ومخازن الأغذية والأدوية، والمساجد والمدارس والمعاهد ودور المكفوفين والجامعات، والمستشفيات والمراكز الصحية، والبُنى التحتية: طرقات وجسور وسدود وموانئ وآبار وخزانات المياه ومحطات الكهرباء، وقصفت الأسواق وشبكات الاتصالات، والقبور وصالات الأفراح والعزاء، فلم تترك أمريكا شيئاً في اليمن إلا وقصفته، وهذا يكشف مدى خُبثها وإجرامها، ويكشف زيفَ شعاراتها الإنسانية التي تدَّعيها، وأنه ليس للديمقراطية -التي تتشدق بها- وجودٌ في واقعها، وإن كانت مع السلام والديمقراطية كما تدَّعي لما شنت كُـلّ ذلك العدوان، ولتركت الشعب اليمني يقرّر مصيره بعد أن امتلك قراره وسيادته.

 

خرج الشعب اليمني في كُـلّ المحافظات اليمنية وفي كُـلّ الساحات، وبحشودٍ مليونية غفيرَة ليؤكّـدَ للعالم أجمَع أن العدوان على اليمن أمريكي بامتياز، وأن أمريكا هي مَن تقف وراء استمرار العدوان والحصار، وَوراء التصعيد العسكري والاقتصادي، وليؤكّـد أنه هو الشرعية الحقيقية، وأنه وحدَه من يمتلكُ القرارَ، وليصرخ في وجوه كُـلّ الظالمين والطغاة صرخةً تهتز لها الجبال، بأن اللهَ أكبرُ من أمريكا وأذنابها، والموتُ حتماً لأمريكا و”إسرائيل”، واللعنة على اليهود بما عصوا واعتدوا، والنصر للإسلام، سنةً الله في كُـلّ زمان.

مقالات ذات صلة