أهميّة ذكرى المولد النبوي لدى اليمنيين وتحالف العدوان

د. خيري علي السعدي*

 

في كُـلِّ عامٍ تَمُــرُّ علينا ذكرى المولد النبوي الشريف -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- ونقومُ بإحيَائها؛ لِمَا لها من أهميّة في تعزيز وتجديد الولاء للرسول الأعظم؛ ولنستلهمَ الدروسَ والعِبَرَ من سيرته والاقتدَاء والارتباط بنهجه القويم لتعزيز قيم المبادئ الإيمانية والاجتماعية.

 

والمولدُ النبوي الشريف محطةٌ مهمةٌ وعظيمةٌ تولد من رحمها المتغيرات لصالح المؤمنين الصادقين مع الله ورسوله.

 

والشعبُ اليمني تربطُه علاقةٌ متجذرةٌ بالرسول الأعظم منذ البعثة حتى الآن، فاليمنيون الذين يحتفلون كُـلّ عام بمولد خير خلق البشر هم أحفاد أول من خرج لاستقبال الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- والاحتفال به عندما هاجر من مكة إلى المدينة، متحدين أعداء الرسول وأعداء الإسلام في وقتها، وفي هذا العام بدأ اليمنيون بالتهيؤ للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف كعادتهم في كُـلّ عام، وظهرت معالم الفرحة والبهجة والسرور من خلال الزينة الخضراء القماشية والضوئية التي تم تركيبُها في المنازل والشوارع والمباني والأسواق وغيرها من معالم البهجة بهذه المناسبة.

 

ولا يخفى على أحد منا أن تحالُفَ العدوان يهتمُّ برصدِ حركة الناس وتفاعُلِهم في المناسبات الوطنية والدينية؛ ولأن ذكرى المولد النبوي تمثل أهم الفعاليات الدينية عند اليمنيين هي كذلك أهم محطة لدى العدوّ لتقييم المجتمع واتّجاهاته، فبعد أول سنة من العدوان الذي دمّـر فيها البُنية التحتية والخدمية وجميع مقدرات الشعب اليمني، ولا يزال هذا الشعبُ صامداً، بدأ باستخدام الحرب الاقتصادية ونقل البنك المركَزي وقطع المرتبات وأطبق الحصارَ على الموانئ والمنافذ التي تعتبر شريانَ حياة لإمدَاد الشعب اليمني بالغذاء والدواء والمحروقات، وعمل على استهداف القدرة الشرائية للعُملة الوطنية من خلال طبع مئات المليارات بدون غطاء.

 

كل هذه الإجراءات العدوانية عمل عليها تحالُفُ العدوان من خلال رصده ومتابعته لصمود هذا الشعب بعد أن فشل عسكريًّا وَأَيْـضاً خابت ظنونُه وفشل في كُـلّ الإجراءات الذي لجأ إليها وهو يشاهد الزخمَ الجماهيري في ذكرى المولد النبوي وهو يزداد عن كُـلّ عام.

 

كما أن تحالف العدوان يحاولُ كُـلَّ عام التقليلَ من وهج ذكرى المولد النبوي الشريف؛ خدمةً لأعداء الله وأعداء رسوله من اليهود، مستخدِماً ماكينتَه الإعلاميةَ الوهَّـابية والدعائية وخطابه الإعلامي ضد هذه المناسبة العظيمة وإحيَائها فكانت النتائج مخيبةً أَيْـضاً لتحالف العدوان وكلَّ عام يكونُ الزخمُ والتفاعل أكثرَ وأكبر.

 

إن كُـلّ ما يقوم به العدوان لم يثن اليمنيين عن الاحتفال ويظهر الشعبُ اليمني بحضور كبير ومشرف ويثبت للعالم أن إحياء ذكرى المولد النبوي محطة أُخرى من محطات المجد اليمني مقابل الخزي والعار الذي لحق بتحالف العدوان.

 

وهذا العام بإذن الله سيكونُ أكثرَ حشوداً وزخمًا، فقد امتلك الشعب اليمني الوعيَ والإدراكَ بأهميّة التوحد والتلاحم تحت راية ونهج وسيرة الرسول الأعظم -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- وقيادة السيد القائد العَلَم عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-.

 

* الأمين العام المساعد لحزب العمل اليمني

مقالات ذات صلة