عملية “فجر الانتصار” بمأرب.. العدوّ مقطّع الأوصال ومخنوق من كُـلّ الاتّجاهات

عمران نت – صحافة – 7 ربيع الأول 1443هــ

كشف المتحدثُ الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أمس الثلاثاء، في مؤتمر صحفي بالعاصمة صنعاء، عن تفاصيل عملية عسكرية واسعة في محافظة مأرب، حملت اسم “فجر الانتصار”، والتي انتهت بتحرير مساحة تصل إلى 600 كيلو متر مربع، انطلاقاً من نهاية المساحة الجغرافية المحرّرة في عملية البأس الشديد، وُصُـولاً إلى مشارف مدينة مأرب.

 

وقال متحدث القوات المسلحة: بعد نجاح عملية “البأس الشديد” دشّـنت القوات المسلحة عملية “فجر الانتصار” لتحرير مناطق أُخرى في محافظة مأرب، مُضيفاً “بضربات يمانية سددها المجاهدون يحفظهم الله تساقطت العشرات من مواقع العدوّ وفر من نجا من المعركة”.

 

 

 

تفاصيل ميدانية: تنسيق وتزامن يعكس القدرات

 

العميد سريع قال: “بعد إقرار الخطة العملياتية وبمشاركة مختلف الوحدات العسكرية، بدأ المجاهدون في تنفيذ الخطة التي اقتضت الهجوم على العدوّ من عدة مسارات قبل أن تتفرع المسارات الرئيسية إلى عدة مسارات فرعية أُخرى”.

 

وأكّـد العميد سريع أن التوجيهات اقتضت عدمَ إطلاق النار على كُـلِّ مرتزِق وخائن بعد أن يبادرَ إلى ترك القتال ويفر تاركاً موقعه، منوِّهًا إلى أن كُـلَّ مرتزِق يبادر بترك موقعه فَـإنَّ قواتنا المسلحة تمنحه فرصة للنجاة وهذا التوجيه مُستمرّ حتى يومنا هذا.

 

وأشَارَ إلى التكتيكَ القتالي الشاملَ الذي بات منهجاً عسكريًّا مُستمرًّا، ويتمثل في مشاركة كُـلّ الوحدات القتالية البرية والجوية، بتزامن وتنسيق يظهر القدرات العالية التي وصلت إلى القوات المسلحة اليمنية المجاهدة.

 

وأضاف “خلال عملية فجر الانتصار سجلت مختلف وحدات قواتنا المسلحة حضورها النوعي والمتميز من المشاة إلى ضد الدروع والمدفعية والدفاع الجوي والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر والاستطلاع والإمدَاد وكل الوحدات بلا استثناء”.

 

وبيّن أنه وخلال تنفيذ الخطة الميدانية البرية والتي تمثلت في الهجوم المتزامن من عدة مسارات، نفذت القوة الصاروخية بعون الله 68 عملية استهدفت تجمعات ومراكز وقواعد ومعسكرات العدوّ خلال العملية، وهو ما أفرز إرباكات واسعة في صفوف العدوّ أسفر عن تهاوي صفوفه.

 

وأوضح أن العمليات الصاروخية الـ 68 توزعت على الأراضي المحتلّة في مأرب بواقع 49 عملية، فيما اقتضت التكتيكات والخطط تنفيذ 19 عملية صاروخية إلى أراضي العدوّ السعوديّ، وهو ما وسع دائرة الإرباك.

 

سلاح الجو بدوره كان حاضراً وبكثافة عالية، حَيثُ نفذ خلال “فجر الانتصار” 245 عملية استهدفت تحالف العدوان وأدواته في عمقه الجغرافي والداخل اليمني المحتلّ.

 

وبين سريع أن عمليات سلاح الجو “توزعت بين 170 عملية في العمق الجغرافي للعدو، و75 عملية داخل الأراضي المحتلّة في مأرب”، وهو ما خلق رافداً كَبيراً لعمليات تقطيع أوصال العدوّ وخلق حالة الاضطراب في صفوفه القتالية، وهو ما بدا واضحًا من خلال فشله في الإنقاذ الطارئ للمرتزِقة سواء من البر أَو من الجو، ليظهر في الهستيريا المعهودة بشنه 948 غارة جوية، من بينها غارات استهدفت منازل المواطنين والطرقات العامة.

 

وقد أكّـد العميد سريع “أن كثافة الغارات لم تثن الأبطال المجاهدين عن الاستمرار في تنفيذ المهام العملياتية”.

 

 

 

خسائر العدوّ المادية والبشرية

 

وفي خضم العملية، أوضح سريع أن المجاهدين في وحدة الدفاع الجوي حقّقوا نجاحات كثيرة تكللت في تنفيذ أكثرَ من 518 عملية تَصَــدٍّ وإجبارٍ على المغادرة.

 

ونوّه إلى أن “قوات الدفاع الجوي تمكّنت من إسقاط 11 طائرة تجسسية لقوات العدوّ خلال عملية “فجر الانتصار”، منها 6 طائرات تجسسية مقاتلة منها أمريكية الصنع”، مؤكّـداً أن “عمليات الدفاع الجوي ساهمت في إرباك العدوّ وإحباط الكثير من عملياته الجوية”، وهو ما جعل مرتزِقتَه دون غطاء في معظم أوقات العملية، ما تسبب في انهيارات متسارعة لصفوفهم، سقط على إثرها الآلاف بين قتيل وجريح وأسير، في حين أكّـد سريع أن “هذا الطيران لن يستمر في انتهاك الأجواء والسيادة”، وهو ما ينذر بتطورات جديدة وقدرات متصاعدة قادمة بقوة خلال المراحل المقبلة.

 

ومع استمرار التنسيق والتكتيك القتالي للقوات الصاروخية والجوية والبرية، فقد تمكّن المجاهدون خلال العملية من “تدمير وإعطاب وإحراق ما يقارب 300 مدرعة وآلية وناقلة جُنْد، إضافة إلى 850 سلاحاً و4 مخازن أسلحة”.

 

وبشأن الخسائر البشرية أكّـد العميد سريع “وقوع ما يقارب 5650 من مرتزِقة العدوّ ما بين قتيل ومصاب وأسير خلال العملية”، مبينًا بالأرقام أنه “بلغ عددُ القتلى 1300 والمصابون 4320 إضافة لـ30 أسيراً”.

 

وهنا تمكّن المجاهدون من تحرير مساحة جغرافية هامة واستراتيجية على مشارف مدينة مأرب تصل إلى 600 كيلومتر مربع، بينها معسكر كوفل الاستراتيجي، والوصول إلى الجهة الشمالية لسد مأرب، مُرورًا بالمشجح ووادي السحيل ووادي ذنة وقرية الزور والعشرات من المواقع والأودية الهامة.

 

 

 

رسائلُ جديدةٌ للقوات المسلحة: العزم نحو التحرير الكامل

 

وفي المؤتمر، نقل العميد يحيى سريع عدداً من الرسائل الهامة للقوات المسلحة اليمنية، مؤكّـداً استمرار عمليات التحرير حتى نيل الحرية والاستقلال وبتر كُـلّ أذرع الوصاية عن كُـلّ شبر في اليمن.

 

وخاطب العميد سريع تحالف العدوان بقوله “معركتنا ضدكم مُستمرّة ما دمتم تحتلون أجزاء عزيزة من بلدنا”، مُضيفاً في ذات السياق والاتّجاه “معركتنا مُستمرّة بل ومتصاعدة ما دمتم تحاصرون هذا الشعب وتعتدون عليه”.

 

وأردف بالقول: “ماضون مع كُـلّ أحرار الشعب بعون الله نحو تحرير كافة أراضي الجمهورية حتى تحقيق الحرية والاستقلال”.

 

وتوجّـه العميد سريع للشعب اليمني بقوله: “قواتكم المسلحة قد عقدت العزمَ على تحرير كافة أراضي الجمهورية وفرض السيادة الوطنية وتحقيق الحرية والاستقلال”، وهو ما يفتحُ البابَ على مصراعَيه خلال الأيّام المقبلة أمام تغيُّرات مفاجِئة ومعادلات جديدة تفرضها القوات المسلحة اليمنية بدماء وسلاح المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة.

 

ونوّه إلى أنه “لن يحدُثَ الاستقلالُ إلا بطرد قوات الاحتلال الأجنبي وتطهير أراضينا من دنس الغزاة وأتباعهم”.

 

واستطرد “لقد ولّى زمنُ الوَصاية وزمنُ التبعيةِ إلى غير رجعة، وأصبحنا الآن على مشارف زمن اليمن الحُر المستقل بكامل جغرافيته”، مُشيراً إلى أن الشعبَ اليوم أمام مرحلة جديدة نتطلع فيها لأن ينخرطَ كُـلّ أبناء اليمن في معركة تحرير بلدهم وصناعة مستقبلهم.

 

وواصل سريع خطابَه للشعب “قواتكم المسلحة أصبحت اليومَ على مشارفِ مدينة مأرب من عدة جهات، وأصبحت طلائعُ قواتكم الباسلة حَـاليًّا في سد مأرب من جهته الشمالية”.

 

وجدّد العميد سريع باسم القوات المسلحة اليمنية “العهدَ للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بتحرير كُـلّ بلدنا واستعادة كُـلّ المناطق المحتلّة”.

 

 

 

القواتُ المسلحة تنذِرُ العدوانَ وأدواته

 

وفي المؤتمر الصحفي، وجّه متحدث القوات المسلحة عدداً من الرسائل الهامة إلى تحالف العدوان وأدواته، مؤكّـداً لتحالف العدوان أن “مأرب ليست محافظةً سعوديّةً أَو مقاطعةً بريطانية أَو ولاية أمريكية، مأرب يمانيةٌ يمنيةٌ بقبائلها الأصيلة وأبنائها الأحرار”.

 

وخاطب مرتزِقةُ العدوان والخونة والعملاء بقوله: “تتحدثون اليوم عن الجمهورية وأنتم مَن ذبحتم الجمهورية وأهنتم البلدَ بفسادكم وعمالتكم وخيانتكم”، مُضيفاً “إذا كنتم تعتمدون على أعداءِ اليمن فنحن نعتمدُ على الله ونثقُ كُـلَّ الثقة بالشعب اليمني وتطلعه نحو الاستقلال”.

 

وأكّـد للمرتزِقة أنه “لا يوجدُ معركةٌ واحدةٌ في التاريخ انتصر فيها المرتزِقة، لا يوجدُ معركةٌ تمكّن فيها الأجنبي من إعادة مرتزِقته ليحكموا باسمه شعبًا حُــرًّا عزيزًا مستقلًّا”.

 

وَأَضَـافَ في هذا السياق: “ألا تخجلون حين تتحدثون عن الجمهورية وأنتم عملاء لآل سعود؟!”.

 

وأردف قائلاً: “تتحدثون عن الحرية، وأنتم عبيدٌ للسعوديّ والإماراتي وجميعُكم عبيدٌ للأمريكي، إن آخرَ من يتحدث عن الجمهورية وعن اليمن وعن الحرية هو، أنتم ففاقدُ الشيء لا يعطيه”.

 

 

 

القواتُ المسلحة لأبناء مأرب: من ترك العدوّ ولزم داره فهو آمن

 

وتوجّـه العميدُ سريع برسائلَ للمواطنين في مدينة مأرب، قال فيها: “الجيشُ واللجان الشعبيّة إخوانُكم ولن يكونوا إلا معكم وبما يحفظ أمنَكم ويعزز استقراركم”، متبعاً حديثه “العدوان وأذنابه ومرتزِقته يريدون أن يدفعوا بكم إلى موقف لا يتفق مع أخلاق اليمنيين وعاداتهم”.

 

وطمأن متحدث ُالقوات المسلحة أبناءَ مأرب، بقوله: “أنفسُكم وأموالُكم لن يصيبَها أيُّ مكروهٍ، وسيكون إخوانُكم المجاهدون بالمرصاد لكل عابث ولكل خائن”، مُضيفاً “يجبُ أن يكونَ موقفُكم تماماً كموقف قبائل مأرب الأبية التي رفضت أن تتحول إلى أدَاةٍ بيد الأجنبي المحتلّ”.

 

ونوّه إلى القوات المسلحة ستنفذ توجيهات القيادة بالعمل على “تأمين الجميع بما في ذلك المرتزِقة الذين تركوا القتالَ في صفوف العدوّ والتزموا منازلَهم”.

 

وخاطب أبناءَ مأرب وأحفادَ سبأ: “كونوا مع شعبكم وبلدكم، وانتصروا لمبادئكم وأعرافِكم التي ترفُضُ الخوَنةَ والعملاءَ، ولا تنجرُّوا إلى معركة السعوديِّ والإماراتي وأعداء اليمن”.

 

وتابع قوله: “كونوا مع جمهوريتِكم الحقيقية جمهوريةِ الشعب والاستقلال والحرية وليست جمهوريةَ العبودية للعدوان”.

 

ودعا أبناءَ مأربَ إلى المشاركة “في الحفاظ على الأمن والاستقرار وعدمِ الانجرار إلى ما يروِّجُ له إعلامُ العدوان والمرتزِقة”، مهيباً بالجميع إلى ضرورةِ “التعامل بمسؤولية أخلاقية ووطنية مع التطورات القادمة”، وهو ما يؤكّـدُ أن القوات المسلحة بصددِ التحرير الكامل..

 

وواصل خطابَه لأبناء مأرب: “إن العدوانَ وأذنابَه ومرتزِقتَه يريدون أن يدفعوا بكم أنتم وأبناء مأرب الأحرار إلى موقفٍ لا يتفقُ مع أخلاق اليمنيين وعاداتهم، فاحفظوا أنفسَكم واحفظوا أموالَكم فلن يصيبَها أيُّ مكروهٍ، وسيكون إخوانُكم المجاهدون بالمرصاد لكل عابث ولكل خائن”.

 

وحذّر متحدثُ القوات المسلحة كافةَ قادةِ المرتزِقةِ في مدينةِ مأربَ وفي غيرِها من أيةِ محاولاتٍ عبثيةٍ للتحريضِ والتخريبِ.

 

ونوّه إلى أن أبناءَ مأربَ سيكونون “أولَ مَن سيقفُ لإفشالِ أيةِ محاولاتٍ عبثيةٍ وتحريضيةٍ وتخريبية”.

 

 

 

صحيفة المسيرة

مقالات ذات صلة