الأيادي الخفية لأولياء الشيطان

|د. شعفل علي عمير

 

تتعدَّدُ أساليبُ وأدواتُ أولياء الشيطان وأساليبهم في تغيير صراطِ الأُمَّــة وَحَرْفِ مسارها الإيماني إلى تلك المسارات التي تخدُمُ أهدافَ الشيطان وأوليائه.

 

نهجت القوى الظلامية قبل حقبة التسعينيات أساليبَ استعماريّة تعتمدُ على القوة الخشنة للهيمنة على الأُمَّــة ومقدراتها، ثم أدركت أنها بهذا الأُسلُـوب تدفع ضريبة باهظة من مواردها البشرية والمادية فلجأت بعد ذلك إلى أسلوب أكثر خطورة وأشد فتكاً، لجأت إلى تهيئة بيئية قابلة للتطويع، أوجدت كيانات سياسية ودينية لها في كُـلّ دولة تساعدها على ترويض الشعوب بل إنها ابتدعت ديناً غير دين الله لتواجه به الدين الحق جاءت للأُمَّـة من زاوية المعتقد فغرست علماء باسم الدين لمحاربة الدين الإسلامي الحق.

 

وبعد أن بنت هذه الكيانات الدينية والسياسية توجّـهت إلى أُسلُـوب الترويض التدريجي للشعوب، مستهدفةً بذلك عقولَ الشباب فبثت سمومها في الإعلام المرئي، مول عملاؤها قنوات المجون والانحطاط ورمت شباكها لتصطادهم بالإنترنت والتواصل الاجتماعي، فكانت بوسائلها تلك قد دخلت كُـلّ بيت واستهدفت كُـلّ شاب ولم تخسر شيئاً يُذكر، وغيّرت معتقدات الأُمَّــة بأبواق النفاق الديني وحَرَفَت بذلك مسارَ الأُمَّــة دون أي مقابل تدفعه سوى أنها وجهت كياناتِها التي صنعتها للقيام بهذه المهمة، وكانت قوى الظلام تعمل ليل نهار لإغواء الأُمَّــة وتغيير بُوصلة عدائها إلى الاتّجاه الخاطئ.

 

نفيق بعد فوات الأوان لنجد العدوّ الإسرائيلي حليفاً، نصحو لنسمعَ أن عدوَّنا ليست إسرائيل بل دولة مسلمة أُخرى اسمها إيران، غرسوا في وعي الأُمَّــة بأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة، وأما الاحتفال بقدوم الرئيس الأمريكي شيء من التحضر، بل وصل الأمر بعلمائهم أن قالوا بأن تولي غير المسلمين جائزٌ، في مروق من الدين ومخالفة واضحة عما ينص عليه القرآن الكريم!.

 

جعلوا ممن يقيم شعائر الله كافراً ومن يقيم علاقة مع أعداء الله مسلماً ومسالماً، كان وما زال جُلُّ عدائهم لمن يعادي أمريكا وإسرائيل، فأصبحت حركات المقاومة العدوّ اللدود لهم، قدموا لكل مطبِّع مع إسرائيل كُـلّ الإغراءات!.

 

مرت أجيال ونحن في صراع مع الذات لم نستوعب ما أوصلونا إليه من ضلال في العقيدة وظلام في الطريق الذي ابتدعوه لنا.

 

فاصطفانا اللهُ سبحانَه وتعالى بأن نكونَ الأُمَّــةَ التي تصحو من سُباتِها فسخّر اللهُ لنا قيادةً ربانيةً تهدينا إلى معتقدنا الديني السوي وتنور لنا طريقَ الحق، فاقتدينا بأولياء الله واهتدينا بنورهم، فتبين للأُمَّـة أن تولي أولياء الشيطان إنما هو الخروج عن الملة، وأن تولي أولياء الله هو الحق الذي سطع به الرسول الأعظم عليه وعلى آله الصلاة والسلام.

 

فالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى على نعمة الهداية ونعمةِ القيادة.

مقالات ذات صلة