لماذا يؤلمهم الاحتفالُ بمولد خير الأنام؟

احترام المشرف

 

ما إن يطلّ علينا شهرُ ربيع الأول في كُـلِّ عام، حتى تظهر فيه رؤوسُ الفتنة من علماء البلاط، وتبدأ الفتاوى بتحريمِ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وبأنه بدعةٌ، ولا يجوز الاحتفالُ به، كذلك التحذير للعامة من الحضور أَو الاحتفال به، لا أدري لماذا إلى هذا الحدِّ يؤلمهم ويوجع قلوبهم التي ران عليها باطل الاحتفال بالمولد وتعظيم ما عظم الله؟! فهمنا أنهم يخشون الصرخةَ؛ خوفاً من أسيادهم، فهمنا أنها قد كمّمت أفواهَهم عن كُـلِّ تلك الدماء التي تنزف والأرواح التي تُزهق بغير وجه حَـقٍّ في معظم بلاد المسلمين؛ وذلك لكي يبقوا في بلاط أمرائهم المأمورين، رأيناهم وهم يرون دولةً عربيةً مسلمةً تُقيم أكبرَ احتفال على مستوى العالم في رأس السنة الميلادية، ولم يتجرؤوا أن ينطقوا بكلمةٍ، شاهدناهم وهم يرون المنكرات من خمور ودعارة في بلاد المسلمين ويغضّون عنها الطرفَ، أما إذَا أهلَّ علينا شهر ربيع الأول يبدأون التحريم والتخويف، وكأننا قد خرجنا عن الدين باحتفالنا بمولد سيد الأنام الحبيب محمد عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه المنتجبين الأخيار أفضلُ الصلاة والسَّلام.

 

 

 

لماذا يا أشباه العلماء ما الذي يكدّر صفوَكم في الاحتفال بالمولد؟! ما الذي يزلزلكم ويجعلكم تتخبطون؟! لماذا تريدون أن تمحوا من قلوب المؤمنين محبّةَ الحبيب -روحي له الفداء- ومحبّةَ آل بيته؟! وهيهات هيهات لكم أن تُفلحوا في هذا، فقد سرى حبُّه وحبُّ آل بيته بالوريد ولا ينتهي إلّا بقطع الوتين، فقد استولى حبُّه علـى شغاف قلوبنا وصار حبُّه هو النبض الذي تنبض به قلوبنا، أتدرون لماذا حكامكم يأمرونكم بتحريم الاحتفال بالمولد؟!؛ لأَنَّ الاحتفالَ بمولد النبي الكريم عليه وعلى آله أفضلُ الصلاة والسلام يقيس العدوُّ من خلاله مدى الخطورة عليه ويدرس الأخطار، ويقيس حجمَ تمسّك الأُمَّــة بنبيها؛ لذلك يسعى من خلال أذنابه إلى تشويه هذه المناسبة، ولمعرفته من أين تأكل الكتف يأتون إلى عامّة الناس من خلالكم يا من تقولون إنكم علماء، هذا هو ما يحدث إن كنتم لا تعلمون.

 

 

 

الأمرُ في أيديكم أن تعودوا لنبيكم أَو تظلوا كما أنتم في غيكم تعمهون وفي تيهكم تتخبطون، أما نحن فلن نكونَ إلّا مع الحبيب محمد، ولكم أقولُ يا من تتجرأون في الفتوى بتحريم الاحتفال، أقول لكم كما قال الشاعر: أنا لم أطأ باب الحرام لينبري.. لي كُـلّ وغدٍ دائمِ التسفيه.

 

 

 

وأقول لمن يصغي لكم: لا تصغِ لهم، فقط أرهف سمعك لقلبك وحدّث قلبك وأسأله، هل أنت تحبُّ هذا النبي؟! فإذا أجابك بـ “نعم” فانطلق بقلبك بحبِّه والاحتفاء بمولده، وأجعل لسانك يشدو ويُغرّد بكثرة الصلاة والسلام عليه؛ لتسموا روحك وتتزكى نفسك ويستنيرَ عقلك، ودعهم يحترقون غيظاً ويموتون كمداً وتدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت، فهم محرومون وإن كانوا لا يعرفون، وهم مفلسون وإن كانوا يمتلكون، وهم جاهلون وإن كانوا متعلمين.. لبيك يا رَسُــوْلَ الله.

مقالات ذات صلة