ما الذي نركز عليه.. وكيف نستفيد من مناسبة المولد النبوي؟

أما في مجتمعنا الإسلامي، وفي شعوبنا وبلداننا الإسلامية، فنحن أيضاً نعيش الكثير من المشاكل والأزمات، ونواجه- في نفس الوقت- الكثير من التحديات، منشأ كل هذه المشاكل، والسبب الرئيسي لكل هذه المعاناة التي نعيشها في واقعنا الإسلامي: هو بقدر ما ضيعنا من أسس ومبادئ وتعاليم مهمة جدًّا في رسالة الإسلام، نحن- بحمد الله- نحافظ على انتمائنا للإسلام كشعوب إسلامية، نؤمن بالله، نؤمن بكتابه، نؤمن برسوله، كذلك الشعائر الدينية هي حاضرة في واقع حياتنا بشكلٍ كبير، نسبة مهمة من الدين حاضرة في واقع حياتنا، ولكن هناك جوانب، هناك أسس، هناك مبادئ يجب أن نستحضرها في واقع الحياة وأن نعود إليها من جديد، كانت هي من الأساسيات في هذا الإسلام، في حركة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- إنَّ من أهم ما يجب أن نركِّز عليه هو جانبان مهمان:

 

 

 

الأول أن نعرف ماهي النسبة المحرفة مما قُدِّم باسم الدين، وليس من الدين، مما كُذِبَ به على رسول الله، وليس من رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- مما حسب على الإسلام، وليس من الإسلام، ثم كان ضلالاً بما تعنيه الكلمة، وكان لاتباعه والتمسك به آثار سلبية في واقع الحياة، آثار شقاء، وآثار ضياع، وأن نعرف أيضاً وأن نكتشف الجانب المغيب والضائع من هذا الدين، من هذه الرسالة، مما هو من أسسها المهمة التي تصلح الحياة، وتبني الحياة، وتحقق العدل، وتسمو بالإنسان، وتعالج الكثير من المشاكل والأزمات التي نعاني منها في واقع حياتنا، ولذلك يمكن أن تكون هذه المناسبة مناسبةً نستفيد منها ترسيخ هذه المسألة: أن نعود من جديد لمعرفة هذا الهدى، لمعرفة الجوانب التي نحتاج إليها بطبيعة ما نواجهه من تحديات ومشاكل وأزمات، نستطيع أن نفرز وأن نحدد المشاكل التي نعاني منها، والتحديات التي تواجهنا، ثم نعرف من خلال هذا الهدى كيف نتعامل مع هذه المشاكل، وكيف نواجه هذه التحديات، وكيف نعالج هذا الخلل، هذا من أهم ما نستفيده من هذه المناسبة المباركة، ما قبلها وما بعدها.

 

 

 

من أهم ما نركِّز عليه من خلال هذه المناسبة وفي الفعاليات التحضيرية ما قبل هذه المناسبة وما بعدها من برامج تكون امتداداً لها: أن نركز على الحفاظ على الأصالة والهوية الإسلامية، ونحن كشعبٍ يمني روي عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- أنه قال: (الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية)، نحن معنيون أن نركِّز على الحفاظ على أصالة انتمائنا وهويتنا الإسلامية؛ لأننا نواجه اليوم نوعاً من أخطر الحروب، ومن أخطر أشكال الاستهداف، ذلكم- أيها الإخوة والأخوات- هو الحرب الناعمة.

 

 

 

السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي

 

كلمة السيد خلال فعالية للجامعات اليمنية بمناسبة المولد النبوي الشريف 1441هـ

مقالات ذات صلة