ثورةُ 21 سبتمبر.. قراءةٌ استشرافيةٌ في الأهداف (5)

د. حمود عبدالله الأهنومي

 

مر بنا استعراضُ أهداف الثورة أثناء اندلاعها وما صاحبها من خطابات للسيد القائد، والسؤال: هل كانت تلك الخطابات والأهداف مُجَـرّد شعارات رنانة يقود إليها الحماس الثوري؟ وهل كان السيد القائد يُمْتِعُ جماهيره بما يشنِّفُ آذانهم ويلبي حماسهم الثوري الرغبوي؟ أم أنه كان يتكلم بوعي اللحظة التاريخية وينطلق من رؤية ثورية مسبقة؟

 

يعتقد الكاتب أن مستقبل ذلك الواقع التاريخي هو ما يكشف مصداقية الأهداف الثورية وواقعيتها مما سواها، فإذا كانت مُجَـرّد شعارات لاجتلاب الحماس فَـإنَّ دخول متغيرات جديدة كالعدوان على اليمن، ووصول الثوار إلى موقع السلطة والحكم، والحصار، وتداعياته، وغيرها من المتغيرات، تحمل على التنازل عن تلك الشعارات والأهداف الفضفاضة، وإن كانت أهدافا حقيقية ومنطلقة من رؤية مدروسة، فَـإنَّ تلك الأهداف ستظل كما هي بدون تغيير، وهذا ما يتضح من استعراض تلك الأهداف من خطابين أطلقهما السيد بعد قيام الثورة.

 

 

 

أهدافُ الثورة بين خطابَي السيد القائد في الذِّكْرَيَيْنِ الأولى والسابعة للثورة

 

تكمُنُ أهميّةُ خطابات السيد القائد في كونها الوثائق الرسمية المعبرة حقيقة عن الثورة؛ باعتبَاره قائدها الفعلي، ومحرِّكها الأول، وبفضل حنكته القيادية نجحت الثورة في تحقيق كثير من أهدافها؛ وكونه يبقى من أهم الضمانات في تحقيق وإنجاز بقية الأهداف والحفاظ عليها.

 

وهنا سيتم إيراد بعض المقاطع والفقرات من خطابين له، أحدهما ألقاه بمناسبة الذكرى الأولى لثورة 21 سبتمبر، أي في سبتمبر 2015م، أي بعد وقوع العدوان السعوديّ الأمريكي بحوالي 6 شهور فقط، والآخر ألقاه في مناسبة الذكرى السابعة هذا العام 2021م، ومنهما يمكن الوقوف على أهم أهداف الثورة، وملاحظة مدى صدق القيادة مع نفسها في خطاباتها الثورية.

 

 

 

فمما ذكره رضوانُ الله عليه في خطاب الذكرى الأولى:

 

– أن الثورة كانت ضرورة شعبيّة، واستجابة حتمية للأوضاع السيئة التي مر بها الشعب؛ حَيثُ يقول: “فهذه الثورة الشعبيّة لم تأت من فراغ، بل هي تحَرّك مشروعٌ استحقاقي مسئولٌ واعٍ، وهي ضرورة فرضتها تلك الأوضاع الكارثية التي عانى ويعاني منها الشعب اليمني العزيز، وهي نتاجٌ لمعاناة حقيقية لكل أبناء هذا الشعب، وهي نتاج للإحساس بالظلم، ونتاج للشعور بالمسئولية، وهي وعيٌ شعبيٌّ بالطريقة الصحيحة للسعي نحو التغيير، والمشكلة في بلدنا فعلاً مشكلة معقدة وكبيرة استدعت تحَرّكا شعبيًّا واسعا وزخمًا كَبيراً في هذا التحَرّك، من حَيثُ طبيعة الاستهداف، والتركيز الخارجي على هذا البلد، والذي كشفه بوضوح تام العدوان في نهاية المطاف”.

 

– وفيه لخَّص السيد القائد مشكلة المشكلات الكثيرة التي حاقت بالبلد قبل وقوع الثورة في فقدانه للسيادة وللقرار، وأنها مشكلة لم يجز السكوت عنها، حَيثُ يقول: “مشكلات كثيرة تفرعت عن ذلك الطغيان، عن ذلك النفوذ، عن ذلك الاستبداد، في مقدمتها مشكلة رئيسية ومهمة جِـدًّا، لم يكن بالإمْكَان الصبر عليها ولا التغاضي عنها ولا التجاهل لها، تتمثل بفقدان السيادة وفقدان القرار، وذلك خَطَرٌ يتهدّد البلد واستقلاله بالفعل، كان يتجه نحو الفقدان الكامل للاستقلال، ونحو التحكم الكامل في كُـلّ شئونه، في كُـلّ أموره لصالح تلك القوى المعتدية والطاغية والمتجبرة والمستكبرة والظالمة، وعلى مستوى القرار السياسي كانت منظومة الحكم قد تحوَّلت إلى مُجَـرّد أدَاة لا تمتلك بشأنها لا أمراً ولا نهياً، أصبحت مُجَـرّدَ دُمَى تتحَرّك بها قوى الخارج لتفرض كُـلّ ما تشاء وتريد على هذا الشعب”.

 

– من جانب آخر، يذكر السيد القائد أن الأمريكان وقوى الشر مكّنوا القاعدة لتسيطر على مساحات كبيرة لتصل بالبلد إلى حالة الانهيار الأمني والاقتصادي والسياسي وغيرها، ومن ثم يأتون كغزو خارجي يحتل البلد في صورة المنقذين للشعب من هذا الانهيار، فيقول: “إضافة إلى سيطرة كبيرة للقاعدة بما يتيح لها ممارسة أبشع الجرائم، ثم الوصول إلى الهدف الرئيسي الذي تسعى له قوى الشر وثلاثي الشر المتمثل بأمريكا وإسرائيل والنظام السعوديّ مع أذيالهم في المنطقة والذي هو الغزو الخارجي لبلدنا”. ويضيف أنه “كان كُـلّ ما يخططون له هو أن يوصلوا هذا البلد إلى الانهيار التام على كُـلّ المستويات تمهيدا لغزوٍ، ولكن غزو مقبول، كانوا يريدون لعملية الغزو وعملية الاحتلال لهذا البلد أن تكون مقبولة وتحت عناوينَ إنقاذية”.

 

– وعلى هذا الأَسَاس يذكر السيد القائد أهم أهداف الثورة بأنها “أنقذت البلد من الضياع، أنقذت البلد من الاحتلال المقبول المُرَحَّب به، أنقذت البلد من تمكين الغزاة من السيطرة عليه بدون أي ثمن بكل راحة بال، بل وبالنظرة الإيجابية التي كانوا يريدونها، وكانوا يؤمّلونها، وكانوا يسعون إلى كسبها”، ويذكر أن الأمريكان والصهاينة “شياطين، شياطين بكل ما تعنيه الكلمة”، وهو ينطلق هنا من منطلق الآيات القرآنية التي تشير إلى خطورة أهل الكتاب، وإفسادهم في الأرض، ولبسهم الحق بالباطل.

 

– ثم يذكر في ذات الخطاب، وهو خطاب الذكرى الأولى، هدفا آخر من أهداف الثورة، وهو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، فيقول كلاما مهما عن عملية الحوار الوطني؛ إذ يصفها بأنها “أهم عملية سياسية تمت في هذا البلد”؛ حَيثُ “خرجت بجملة من المُخْرَجَات المُتَّفَقِ عليها، تلك المخرجات المتفق عليها كان هناك سعي دؤوب عقب ذلك لتلك القوى ذاتها في الخارج والداخل للانقلاب عليها، وتضييع كلما هو مهم داخل تلك المخرجات، كلما يتناسب أَو يلبي مطالب هذا الشعب أَو يحقّق شيئاً من أهدافه”، ويشرح ماهية ذلك الانقلاب بقوله: إنهم “كانوا يريدون أن يقتصروا من مخرجات الحوار الوطني على ما يحقّق لهم فقط آمالهم وأهدافهم حصريا، أما كلما له صلة أَو علاقة بحقوق هذا الشعب أَو آمال هذا الشعب أَو مطالب هذا الشعب فكانوا يريدون تضييعه نهائيًّا وخططوا لذلك”.

 

– ويوضح السيد في ذات الخطاب بأن الثورة مُستمرّة حتى تحقيق أهدافها الهامة، والتي منها حصول الشعب على حق الوجود، والاستقلال، والكرامة، والحرية، وأنها لا يمكن المساومة عليها، حَيثُ يقول: “نحن ونحن نعيش هذه الذكرى المهمة جِـدًّا يجب أن نعي كشعب يمني أننا لا نزال في ثورتنا، ثورتنا قائمة، وثروتنا مُستمرّة، وتحَرّكنا مُستمرّ؛ لأَنَّه تحَرّك ضروري، ليس هناك مطالب تعتبر هامشية أَو تعتبر عادية، وليس هناك أهداف ثانوية يمكن التغاضي عنها، نحن نتحَرّك كشعب يمني؛ مِن أجلِ ضمان وجودنا في الحياة؛ مِن أجلِ ضمان استقلالنا؛ مِن أجلِ ضمان كرامتنا؛ مِن أجلِ ضمان حريتنا”، وذكر أنها أهداف للثورة لا تقبل المساومة، ولا التنازل، ولا الانحناء للمجرمين مهما كان إجرامهم.

 

– ويذكِّر السيد القائد شعبه بأهداف الثورة العظيمة، ويُطَمْئِنُه أن هذا التحَرّك الثوري “سيستمر حتى يَنْعَمَ هذا البلدُ بالاستقلال والاستقرار، وينعَمَ هذا الشعب بثرواته وخيراته”، ويعيد التذكير بهذه الأهداف التي سيستمر التحَرّك الثوري حتى تحقيقها بقوله: “هذه هي الأهداف التي حينما تتحقّق يمكننا حينها القول بأن أهداف الثورة الشعبيّة قد تحقّقت، استقلال واستقرار على المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي، وأن ينعم الشعب اليمني الذي يعاني البؤس والحرمان والفقر”.

 

ويجد القارئ في خطاب الذكرى السابعة في هذا العام 2021م، ذات المضامين والأهداف التي عبَّر عنها في الذكرى الأولى تماماً، وهي ذاتها التي أطلقها أثناء الثورة، فهو يذكر في هذا الخطاب الأخير مثلا:

 

– أن “ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورةٌ ضروريةٌ، انطلق فيها شعبنا، وتحَرّك من واقع الضرورة، والحاجة الإنسانية والأخلاقية”.

 

– وأن “ما قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي مرحلة الوصاية: الوصاية الخارجية على شعبنا، الوصاية التي من خلالها فرَّطت القوى السياسية آنذاك باستقلال وحرية شعبنا وبلدنا، وهو تفريطٌ كبير، وتفريطٌ كارثي، يترتب عليه النتائج الخطيرة جِـدًّا، والتي كانت ستمتد لتصل بالوضع في بلدنا إلى الانهيار التام من جانب، وإلى الاحتلال الكامل والسيطرة الخارجية الكاملة على هذا البلد وعلى هذا الشعب، وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لبلدنا، وأخطر ما يمكن أن يحدث على شعبنا”.

 

– وأن “السفارة الأمريكية أصبحت هي المقر الرئيسي، الذي يدار منه أمر هذا البلد، وتُعَدُّ فيه الخطط، وتنطلق منه التوجيهات والأوامر لإدارة شؤون هذا البلد، وكان هذا واضحًا وجليًّا ورسمياً”.

 

– وأنه كان هناك أزمات اقتصادية خانقة جِـدًّا، وتتجه بالبلد نحو الانهيار الاقتصادي التام، وكذلك بقية المجالات كانت على شفا الانهيار، وأنه لو استمر الوضع على ما كان عليه، ولم يثر شعبنا، فَـإنَّ البلد كان ذاهبا نحو التفكك، والضعف التام، والاستسلام التام، وأنَّ القواعد الأمريكية التي كانت قد بدأت بما فيها قاعدة في وسط صنعاء للمارينز الأمريكي، وقاعدة في العند، كانت ستُوسَّع في أماكن ومواقع جغرافية ذات أهميّة كبيرة في بلدنا، وأنَّ القاعدة كانت تؤدي دورها بالقدر الذي يريده الأمريكي ليوصله إلى تبرير احتلاله وسيطرته التامة، وأنَّ البلد تحت عنوان الأقلمة كان سيتأقلم، ثم تأتي بعده مرحلة الانفصال، ويمزق إرباً إرباً.

 

– وبناءً على ذلك ذكر السيد في ذات الخطاب أنه “لم يكن القعود، والرضا بتلك الوضعية أَو الاستسلام لها، يمثل حلاً لشعبنا؛ لأَنَّه كان سيوصل شعبنا إلى أن يخسر كُـلّ شيءٍ: أن يخسر حريته، لا يبقى شعباً حراً، يكون شعباً ليس له أي قرار في أمر نفسه”.

 

– ويكشف السيد القائد في هذا الخطاب أمرا مهما، وهو أن قرار الثورة لم يكن قرارا ارتجاليا ولا انفراديا انفرد به، بل كان نتيجة مشاورات مع كثير من أبناء هذا الشعب من العلماء، والنخب، والقبائل، يقول: “فآنذاك كان لنا مشاوراتنا، لقاءاتنا مع الكثير من أبناء هذا الشعب، من العلماء، من النخب، من القبائل، وتوجّـهنا جميعاً كشعبٍ يمني من مختلف مكونات هذا البلد، من مختلف أطيافه، ليس فقط على مستوى مذهب واحد، أَو منطقة واحدة، أَو محافظة واحدة”.

 

– وعلى ذلك الأَسَاس يذكر السيد في ذلك الخطاب أنه تحَرّك جميع أحرار هذا البلد “وهم يستندون إلى مشاعرهم الإنسانية، وضميرهم الحي، وانتمائهم الإيماني، وكرامتهم الإنسانية، ومن واقع الشعور بالمسؤولية، ومن واقع المعاناة الحقيقية، التي كانت معاناة ناتجة عن ذلك العبث، عن ذلك الاستهتار، عن ذلك الاستهداف من السفير الأمريكي وأعوانه من خارج اليمن ومن داخل اليمن”. وهو هنا يكرّر تلك الأهداف الهامة والعظيمة وحيثيتها، ولم يخرج عنها قيد أنملة.

 

– ثم يصف ذلك التحَرّك الثوري بقوله: “تحَرّك الجميع تحَرّكاً ثورياً متميزاً، في ثورة أقل ما نقوله عنها: إنها من أعظم الثورات المتميزة والراقية، التي كان الأداء فيها، الأداء الثوري فيها له مميزات كثيرة”.

 

– وتحدث عن علاقة الشعب بأهداف تلك الثورة بأنها أهداف ومطالب “تعود لمصلحة كُـلّ الشعب اليمني”.

 

– وذكّر فيه بالمشكلة الحقيقية الدافعة والمسببة للثورة بأنها العامل الخارجي، فيقول: “منذ اللحظة الأولى كنا ندرك مشكلة الدور الخارجي، وأنَّ الذي يواجه هذه الثورة الشعبيّة في حقيقة الأمر هو الخارج قبل أُولئك العملاء، وهذا الذي حصل، حصل ممَّا يسمى بالدول العشر- وعلى رأسهم الأمريكي، هو الأَسَاس فيهم- أن وجَّهوا لنا التحذيرات، ووجَّهوا إلينا الإنذارات، وأرسلوا إلينا الرسائل، ووجَّهوا الضغوط، وهدّدوا، وأرعدوا، وأبرقوا، وحاولوا أن يُخِيفونا، وأن يُخِيفوا شعبنا، أن يُوقِفونا عن التحَرّك، لكنهم فشلوا”.

 

– وبيَّن أنَّ من أهداف الثورة تحقيقَ السلم والاستقرار في هذا البلد، والشراكة بين مكوناته، حَيثُ يقول: “ومع ذلك قدَّمت الثورة الشعبيّة أَيْـضاً فرصة للكل، في إطار عنوان مهم جِـدًّا آنذاك، عنوان السلم والشراكة، ويمثل كُـلّ منهما (أي السلم والشراكة) عنواناً منطقياً، جذَّاباً، ومقنعاً، بمعنى: أنَّ الثورة دعت الجميع إلى تحقيق السلم والاستقرار في هذا البلد، والشراكة بين مكونات هذا الشعب، والتحَرّك بناءً على أسس، وبناءً على بعضٍ من البنود المهمة، أَو مجموع تلك البنود التي تضمنتها وثيقة السلم الشراكة”.

 

– وشرح أهميّة أهداف الثورة بأنها ضرورية لإحداث الغاية الكبرى والهدف الأعظم، وهي النهضة الحضارية، فيقول: “يمكن في ظل الحرية والاستقلال أن نبني بلدنا على أَسَاس حضاريٍ راقٍ، أن نبني مؤسّسات الدولة على أَسَاس عادل، والله لا يمكن أن يتحقّق لنا عدلٌ في هذا البلد، ولا كرامة، ولا حضارة، ولا استقرار، ولا رخاء، في ظل الاحتلال الأمريكي، والوصاية الخارجية على هذا البلد”.

 

– ويؤكّـد أن قضية الثورة وأهدافها كانت قضية واضحة وعادلة ومحقة منذ أول يوم في الثورة، فيقول: “شعبنا منذ البداية في ثورة الحادي والعشرين من يومها الأول وإلى اليوم وهو يَتَصَدَّى للعدوان، كان واضحًا في أهدافه، في عناوين ثورته، في أنَّ قضيته قضية عادلة، وأنه على الحق في موقفه، لم يكن عدوانياً، لم يكن له أية عناوين عدوانية، لم نتبن منذ اليوم الأول أي موقفٍ عدائي لمحيطنا العربي والإسلامي، لا على مستوى الجوار، ولا ما وراء الجوار”. ويضيف موضحًا أهداف الثورة من يومها الأول قائلا: “منذ اليوم الأول كنا نقول: إنَّ مطلبنا هو حرية شعبنا، واستقلال بلدنا، ونحن جاهزون في هذا البلد؛ لأَنَّ يكون لنا علاقات أخوية، قائمة على الاحترام المتبادَل، وعلى المصالح المشتركة والمتبادَلة، لكن بما لا تفريط فيه في استقلال بلدنا، ولا كرامة شعبنا، ولا حرية شعبنا”.

 

وبهذا يتضح أن هناك انسجاما وتطابقا في أهداف الثورة في جميع الحالات، قبل وأثناء وبعد الثورة، وقبل العدوان، وأثناءه، وأنها لم تتغير بمرور الوقت، وذهاب الحماس الثوري، ولا بظهور متغيرات جديدة على أرض الميدان، وأنها تدور حول ما تقدم ذكره من الأهداف، وكل هذا يشير إلى أن الثورة كان مخطّطًا لها، وأن القيادة كانت لها رؤيتها الثورية الواضحة، وسعت إلى تحقيقها.

 

وسيتم في الحلقتين القادمتين والأخيرتين ذكر مميزات هذه الأهداف، وما الذي تحقّق منها، وما الذي لم يتحقّق، وسبب ذلك، واستشراف مآلاتها ونتائجها، وضمانات تحقّق تلك الأهداف بإذن الله. 

مقالات ذات صلة