عملية توازن الردع السابعة.. أهداف بعيدة تكشف القدرات الكبيرة للقوات اليمنية 10 طائرات مسيّرة نوع «صماد 3» و6 صواريخ باليستية نوع «ذو الفقار» و«بدر»

عمران نت – تقارير – 29 محرم 1443هــ

عبد القادر عثمان

أعلنت القوات المسلحة اليمنية في بيان مقتضب أمس الأحد عن «عملية توازن الردع السابعة» التي استهدفت منشآتٍ حيويةٍ وقواعدَ عسكريةٍ تابعة للعدو في العمق السعودي.

في البيان قال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، إن السلاح المستخدم لقصف منشآتٍ تابعةٍ لشركةِ أرامكو في (رأسِ التنورة) بمِنطقةِ الدمامِ شرقيَّ السعوديةِ كان ثمانِ طائراتٍ مسيرة نوع «صماد 3» وصاروخ باليستيٍ نوع (ذو الفقار)، بينما كان السلاح المستخدم لقصف منشآتِ أرامكو في مناطقَ جدةَ وجيزانَ ونجرانَ، خمسة صواريخ باليستية نوع «بدر» وطائرتين مسيرتين نوع «صماد 3».

يضعنا التنوع في اختيار الأسلحة المستخدمة وعددها وتوقيت العملية وتخصيص أهدافها أمام تساؤلات عدّة، لعل أبرزها ما يتعلّق بمقدار ما تمتلكه القوات المسلحة اليمنية من هذه الأسلحة، وتأثيرها على مسار المعركة، إضافة إلى ما يمكن أن تناله تلك الأسلحة في المستقبل من أهداف داخل أراضي البلدان المعتدية، وللإجابة على هذ التساؤلات يمكننا العودة إلى جملة من الحقائق والمعطيات التي رافقت ست سنوات من الصمود.

بتوقيت الحصار

لقد جاءت عملية توازن الردع السابعة في الوقت الذي يستمر فيه تحالف العدوان القرصنة على سفن المشتقات النفطية قبالة السواحل اليمنية واحتجازها لأشهر، فيما تتصاعد الأزمة الإنسانية نتيجة انعدام وجود المشتقات النفطية في الأسواق أو ارتفاع أسعارها في السوق البديلة، وهذا ما جعل من أرامكو هدفا لعملية عسكرية كاملة.

إلى ذلك يستمر الحصار على ميناء الحديدة ومطارات اليمن وتستمر الحرب الاقتصادية المتمثلة برفع سعر التعرفة الجمركية في المناطق المحتلة وتواصل طباعة الأوراق النقدية المزورة وإغراق السوق في المحافظات المحتلة بها وانهيار العملة المحلية واستمرار الغارات الجوية على اليمن، وبناء على معادلة السن بالسن في ظل عدم توفر الخيارات التي يمكن أن ترد الحرب الاقتصادية بمثلها كانت أرامكو هي الحل الأمثل لتوازن الردع، باعتبارها الممول الرئيسي لاستمرار العدوان على اليمن.

لكن اللافت في الأمر هو استهداف منطقة الدمام التي تقع في الأقصى الشرقي للمملكة السعودية وتبعد عن أقرب نقطة لليمن مسافة 1196 كم بينما تبعد عن العاصمة صنعاء 1365 كم، حيث استهدفت بصاروخ يماني بعيد المدى من نوع “ذو الفقار” الذي يصل مداه إلى 2000 كم، وثمان طائرات مسيرة نوع «صماد 3» يصل مداها إلى أكثر من 1600 كم، ما يعني أن القوات اليمنية قادرة على إصابة أي هدف مهما كان بعده في المملكة السعودية، لأن السلاح المستخدم يمكنه إصابة أهداف على الحدود الشمالية مع الأردن.

تطوير مستمر

خلال ست سنوات من العدوان على اليمن عملت القوات المسلحة اليمنية على تطوير قدراتها العسكرية على كافة المستويات، منها القوة الصاروخية ووحدة التصنيع الحربي اللتان شكلتا الركائز الأساسية في معركة الصمود والمواجهة مع العدوان واستطاعتا الوصول إلى مستويات متقدمة من التصنيع العسكري رغم الحصار والحرب وتجاوزتا كل التحديات التي فرضها العدوان لتعملا بجهود كبيرة وخبرات محلية في تطوير القدرات التصنيعية من الصواريخ والأسلحة المناسبة طبقا لاحتياجات المعركة، واستطاعت خلال فترة وجيزة رفد ساحة المعركة بأسماء مختلفة من الأسلحة البرية والبحرية والجوية من المسيرات والباليستيات التي عملت على توازن الردع وغيرت موازين المعركة.

من بين تلك الأسلحة منظومة القوة الصاروخية المتمثلة بـ صاروخ نكال الباليستي المتشظي وصاروخ قاصم1 وصاروخ قدس 2 وصاروخ سعير وصاروخ قاصم 2، وذو الفقار الباليستي والصرخة وبركان غيرها من الأسلحة والمنظومات التي أثبتت كفاءتها وفاعليتها العالية في الميدان، وأمطرت العمق السعودي بمئات العمليات التي استهدفت مناطق عسكرية واقتصادية حساسة منها مطارات جدة وأبها ومنشآت أرامكو في بقيق وخريص والدمام وينبع.

ويضم سلاح الجو عشرات الأسماء من الطائرات المسيرة فائقة الدقة والتي شكلت هاجس قلق لقوى الهيمنة والغطرسة من أمراء آل سعود ومن يقف خلفهم من قوى الشر الكبرى، فعجزوا عن التصدي لها ومواجهتها ومنها طائرة وعيد التي يبلغ طولها 4 أمتار، وعرض جناحها 3 أمتار، وتحمل عدة رؤوس متفجرة حسب نوع الهدف، وتقوم بمهام هجومية دقيقة.

وإلى جانب وعيد، كانت القوات المسلحة اليمنية أزاحت الستار عن 13 طرازاً من الطائرات المسيرة أبرزها صماد 3 وصماد 4 ورجوم وشهاب وخاطف ومرصاد ونبأ وراصد، إلى جانب الأسلحة البحرية والقناصات والمدفعية وضد الدروع والدفاع الجوي التي أثبتت جدارتها في التصدي لمقاتلات العدو بشتى أنواعها.

مستقبل مليء بالمفاجآت

في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد، عليه السلام، وما سبقه من خطابات بمناسبة ذكرى عاشوراء والعام الهجري الجديد، أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي أن اليمنيين ماضون في تحرير أرضهم من المعتدين مهما كلّف ذلك ومهما كانت إمكانيات العدو، مشيدا بالنجاحات العسكرية ومشددا على بذل المزيد من الجهود لتطوير الأداء العسكري والأمني.. وعلى الرغم من أنه لم يمر أسبوع على آخر خطاب للسيد القائد إلا أن توازن الردع السابعة تكشف أن مستقبل الحرب مليء بالمفاجآت، خاصة إذا ما استمر الحصار والعدوان.

ومما لا شك فيه هو أن القوات اليمنية ستستمر في تقديم عمليات توازن الردع بشكل مستمر، خاصة أن لديها مخزون ست سنوات من التصنيع العسكري المتواصل، ولديها بنك أهداف يزيد عن 300 منشأة عسكرية واقتصادية سعودية تشكل رافدا لاستمرار العدوان وهو ما سيكون في مرماها إن استمرت السعودية في عدوانها.

مقالات ذات صلة