مليشيا “الإصلاح” ترهب بير باشا.. تنكيل وإبادة جماعية لأسرة آل الحرق

عمران نت – تقارير – 2021/٠٨/١٥م

هاني أحمد علي:

 

صُدِمَ أبناءُ الشعب اليمني في الداخل والخارج لهَول الجريمة النكراء التي ارتكبتها مليشيا حزب الإصلاح، يوم الثلاثاء الماضي، بحق أُسرة الحرق بمدينة تعز الواقعة تحت سيطرة هذه المليشيات.

 

وأقدمت كتائبُ عسكريةٌ تابعة لمحور تعز بقيادة ماجد الأعرج على قتل أُسرة بأكملها، في مشهد تراجيدي يعزز القناعة للجميع عن الوجه البشع لمسلحي “الإصلاح” في اليمن وعلاقتهم السيئة بتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا.

 

وأدّت هذه الجريمة إلى مقتل عدد من الأفراد الذكور من آل الحرق ومطاردة كُـلّ من ينتمي للأُسرة وإحراق منازلهم، فيما حكومة الفارّ هادي غائبة عن المشهد كعادتها، متجاهلة قضايا الشعب ومعاناتهم وأوجاعهم.

 

وعلى مدى اليومين الماضيين أظهرت ردود فعل الملايين من اليمنيين في مختلف مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، تنديداً واسعاً للمجزرة، ورفضاً قاطعاً للسلوك الوحشي الذي قامت به عصابات وميليشيا ما يسمى بمحور تعز الخاضع لسيطرة حزب الإصلاح، بعد أن أقدمت على قتل عدد كبير من عائلة الحرق حاولوا الدفاع عن أرض تابعة لهم في بير باشا بمديرية المظفر، حاول أحد القادة العسكريين الموالين للعدوان نهبها بالقوة.

 

 

 

تفاصيل المجزرة

 

وتأتي هذه المجزرة المروعة على خلفية قيام جنود ومسلحين يقودهم قياديٌّ عسكري مرتزِق يدعى ماجد الأعرج، الثلاثاء، الماضي، بنهب أرضية في منطقة عمد – بير باشا، تتبع أُسرة الحرق، وبعد أن خرج إليهم مالك الأرضية مع نجله للتفاهم معهم، أقدموا على قتلهما بدرم بارد، فيما أحد الأبناء خرج من المنزل عقب مقتل والده وشقيقه، وباشر القيادي الإخواني الأعرج ومرافقه بإطلاق النار وأرداهما قتلى على الفور.

 

وعقب مقتل المرتزِق الأعرج احتشد عشرات المسلحون التابعون لحزب الإصلاح، إلى المنطقة وقاموا بقتل ثلاثة إخوة من نفس الأُسرة، وأُصيب رابع بإصابات خطيرة، توفى على إثرها الأربعاء كما قتلوا شخصاً خامساً من نفس الأُسرة؛ بسَببِ لقبه، بالإضافة إلى قيام الميليشيا الإخوانية بإحراق منزل الأُسرة واختطاف أطفال، في حين شردوا النساء بين منازل الجيران هربا من البطش بهن.

 

وقد قُتل وجُرح في المجزرة (عبده محمد الحرق- عصام محمد الحرق- خالد محمد الحرق- وأُصيب أكرم أحمد الحرق قبل أن تقوم العصابة بتصفيته، كما قتل عيسى عبده محمد الحرق وتم رمي جثته أمام مستشفى الكرامة، ومن بين من تم اختطافهم وقتلهم سمير محمد علي الحرق – محمد سمير محمد الحرق – سامح عبده محمد الحرق – سليمان عبده محمد الحرق – ياسين عبده محمد الحرق – موسى أحمد محمد الحرق – يوسف أحمد محمد الحرق، بالإضافة إلى اختطاف الطفلين مدين عصام محمد الحرق وشعيب عصام محمد الحرق.

 

وكانت ابنة القتيل سمير الحرق، وإحدى الضحايا، قد أطلقت نداءَ استغاثة لسكان تعز والمجتمع المحلي والدولي، يوم الأربعاء المنصرم، بشأن المجزرة المروّعة التي تتعرض لها أسرتها، منذ عصر الثلاثاء، على أيدي مليشيا الإخوان التابعة للمرتزِق عبده فرحان سالم المخلافي، بعد قيامها باقتحام منازل آل الحرق في منطقة بير باشا، وتقتل أبناءها ورجالها وتختطف أطفالها وتهجر نسائها، كما تقوم بقتل كُـلّ من له علاقة بأُسرة نائب مدير شرطة بير باشا عصام الحرق.

 

وكشفت ابنة القتيل سمير الحرق، أن الحملة المسلحة لمرتزِقة العدوان بتعز، لم تتوقف عند هذه الحد، بل وصل الأمر لملاحقة بقية أُسرة الحرق بناء على توجيهات من مرشد الإخوان المرتزِق عبده فرحان سالم المخلافي، الذي يعد القتيل المرتزِق ماجد الأعرج أبرز سواعده في المدينة، مبينة أن ميليشيا الإصلاح أعدمت، الأربعاء، عمها عيسى الحرق بعد أن اقتحمت منزله خلف مصنع البلاط، وألقت بجثته خلف مستشفى الكرامة بالمدينة، كما حاصرت تلك العصابات مستشفى البريهي لوجود مصاب فيها من بيت الحرق يدعى أكرم أحمد الحرق، قبل أن تقوم بتصفيته هو الآخر.

 

 

 

انتقادات واسعة

 

وَأثارت مجزرة ميليشيا الإصلاح بحق آل الحرق في تعز، انتقاداتٍ واسعةً من قبل سكان المدنية الوقعة تحت سيطرة تحالف العدوان ومرتزِقته، وسط دعوات المواطنين بوقف فوضى الإخوان التي تتسع فجوتها كُـلَّ يوم مع انتشار كبير لأساليب القتل والتصفيات والانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين الأبرياء على أيدي عصابات الإصلاح التابعة لما يسمى محور تعز.

 

وفي السياق، أكّـد حسين العزي -نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني- أن ‏إبادة تنظيم الإصلاح لأُسرة كاملة في تعز تعد جريمةً يندى لها الجبين وتخدش الضمير الإنساني.

 

ودعا العزي في تغريده على حسابه بتويتر، أمس الجمعة، إلى عدم التعويل على الخارج ولا ينبغي الانتظار لإداناته؛ كون العالم اليوم بلا ضمير ويعيش أسوأ حالات التردي والانحسار القيمي، مبينًا أن المسؤولية الكاملة تقع علينا نحن شباب اليمن وواجبنا محاسبة هذا التنظيم الظلامي المتوحش.

 

أما الإعلامي في قناة المسيرة حميد رزق، فقد ندّد بجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العِرقي التي ارتكبها عصابات حزب الإصلاح في ‎تعز بحق أُسرة الحرق، بعد أن أراد أحدُ لصوص الاخوان السطو على ارضيتهم فدافعوا عنها، فتداعى لصوص ومجرمو الإصلاح من كُـلّ مكان واستباحوا هذه الأُسرة وقتلوا 11 رجلاً وخطفوا طفلين واعتدوا بالضرب على النساء ونهبوا وأحرقوا منازلهم.

 

من جانبه، أشَارَ الناشط الحقوقي فهد سليمان العريقي –أحد أبناء تعز- إلى أن المحافظة المحتلّة تحكمها عصابات تشكلت في إطار ألوية تم تسميتها ووضعها لخدمة أجندة الإخوان، في تجاوز خصومه وكذلك التفرد بالمدينة لتنفيذ مشروعه، مبينًا أن جيش الإصلاح في تعز تضم عصابات ارتكبت معظم الجرائم خلال السنوات الماضية، حَيثُ كانت كُـلّ عملية القتل والنهب والاختطاف، والتعذيب والإخفاء القسري مرتبطة بهذه الميليشيا الإخوانية الموالية للعدوان.

 

بدوره، عبّر الناشط مروان العبسي عن صدمته لما جرى لأُسرة الحرق في تعز، حَيثُ أبيد رجالها واختطف أطفالها، وشردت نسائها بسلاح مليشيا حزب الإصلاح، مبينًا أن الصمت المخزي لأبناء تعز الحرية والثقافة والثورة والفكر والأدب يعد جريمة، موضحًا أن مثلَ هذا الصمت سيطلق العنان للمليشيا؛ مِن أجلِ سبي النساء في الأيّام القادمة، إذَا ما استمر هذا الصمت طويلاً وفي ظل تبرير جرائم المليشيا الإرهابية.

 

إلى ذلك، أوضح الصحفي محمد سعيد الشرعبي، أن أية جريمة تحدث في تعز يتحمل مسؤوليتها تنظيم الإخوان وبقية الأحزاب أولاً والمحافظ المعيَّن من تحالف العدوان ثانياً، والفارّ هادي وحكومته المرتزِقة ثالثاً.

 

وقال الشرعبي: إن اقتحام حرمات المنازل وقتل قاطنيها أطفالاً ونساءً، ثقافة إرهابية داعشية دخيله، نقلها تنظيم الإخوان، من كابول والموصل إلى مدينة تعز المنكوبة، والتي كان الجميع يسميها عاصمة للثقافة والتمدن والسلمية في اليمن، مضيفاً: لو كان الضحية إصلاحي فالكل يتباكى عليه، وَإذَا كان الجاني إخوانياً، فالجميع يلتزم الصمت، وفي الحالتين، نكتشف خساسةَ النخب ونفاقَ المثقفين.

 

 

 

تحَرّك الشارع

 

وإلى جانب ردود الأفعال الشعبيّة الغاضبة، فقد كان للشارع دوره أَيْـضاً، حَيثُ شهدت مدينة تعز، الخاضعةُ لسيطرة ميليشيا الإصلاح، تظاهرات غاضبة، أمس الأول الخميس، جابت عدداً من الشوارع الرئيسية؛ للتنديد بجرائم مليشيات الإخوان في المدينة بحق أُسرة الحرق ومقتل ما يقارب 11 شخصاً منهم وإحراق منازلهم واختطاف النساء والأطفال.

 

وأحرق المشاركون في المسيرة صورَ المسؤولين الموالين لتحالف العدوان وحكومة الفار هادي، مردّدين شعارات وهتافات طالبت برحيل كُـلّ القيادات العسكرية والمدنية المرتزِقة والميليشيا التابعة لحزب الإصلاح.

 

وندّد المتظاهرون بكافة الانتهاكات الانفلات الأمني في المناطق المحتلّة التي يسيطر عليها مرتزِقة العدوان بعد أضحت مسرحاً لجرائم القتل والاختطافات والتعذيب للمدنيين، محملين دول العدوان وأدواته ومرتزِقته مسؤوليةَ استمرار مسلسل قتل المدنيين وتدهور الوضع الإنساني في مناطق تعز.

 

وتأتي هذه التظاهرات بعد الكشف عن تورط قيادات مرتزِقة بشكل مباشر في الجريمة وقيادات أُخرى وفرت الغطاء للمجرمين للقيام بارتكاب المجزرة، ومحاولات قيادات إخوانية إلى تمييع الجريمة بالتزامن مع استنفارِ قبائل الصبيحة التي تنحدر منها أُسرة الحرق؛ للأخذ بثأر الضحايا.

مقالات ذات صلة