مصاديقُ التولي للإمام علي

عبدالقوي السباعي

 

نحن نتولّى الإمام علياً عَلَيْهِ السَّـلَامُ، فماذا يُريد منّا الإمام علي؟، الإمام عليٌّ يريد منّا أن نكونَ دعاةً له ولسيرته ولحياته، لأقواله وأفعاله، ولا يريد منّا أن ندعوَ له بخطاباتنا ولا بكتبنا ولا بألسنتنا فقط، يريد أن ندعوَ له من خلال سلوكنا وتصرفاتنا.

 

عليٌّ كما ورد عنه عَلَيْهِ السَّـلَامُ: “كونوا دعاةً لنا بغير ألسنتكم، كونوا زينًا لنا ولا تكونوا شيناً علينا”، أنا عندما أقول: اللهم إني أتولى الإمامَ علياً يجب أن يبايعَه سلوكي ويتولاهُ قبل أن يتولاهُ ويبايعَه لساني، أنا قبل أن أنطق بهذا يجب أن يشهد بذلك سلوكي وأخلاقياتي قبل أن يشهد بذلك لساني، يجب أن ينعكسَ هذا التولي على عملي وعلى سلوكي وعلى حياتي، لا يجب أن أظهر ولائي للإمام علي (ع) في يوم وعيد الولاية فقط، بل يجب أن يسكُنَ عليٌّ في خلجاتي كُـلَّ يوم كُـلّ ساعة، كُـلّ لحظة، أن ألتزم بأن أكونَ علوياً في سلوكي وتصرفاتي، علوياً في عملي وبيتي، علوياً في منطلقاتي وتوجّـهاتي، يجب أن يعيشَ عليٌّ في قلبي ووجداني، يعيشَ في ضميري وعقلي، يعيشَ في مسلكي وحركاتي، الإمام علي عَلَيْهِ السَّـلَامُ هكذا يريدني.

 

إنّ الشخصَ منّا ما دام تولى الله ورسولَه والإمام علياً، يجب أن يكونَ في القرية، في القبيلة، في الشارع، في الحي، في المدينة، في البيت، في العمل، في كُـلّ مكان، في حِلّهِ وترحاله، أكمل شخص فيها، فيكون أفضلهم أداءً للأمانة، وأقضاهم للحقوق، وأصدقهم في الحديث، وأورعهم في الدين.

 

الشخصُ المتولي لعلي دائماً هو المتميّز، دائماً هو النموذجُ المتفوُّقُ عمّن سواه، فشيعة الإمام علي (ع) دائماً هم المتميّزون، المتميّزون بأخلاقهم، بسلوكهم، المتميزون بإقدامهم وشجاعتهم، باستبسالهم وشهامتهم، المتميّزون أَيْـضاً بنظافة قلوبهم، بطهارة جوانحهم، المتميّزون بصدقهم في المعاملة، يجب أن أكونَ أنا وأنت متميّزاً معروفاً بين الناس بأنّك إنسان صادقٌ، إنسان طاهرٌ، إنسان ملتزمٌ بالصدق والأمانة وقضاء الحقوق، معروفٌ بالوفاء والإخلاص، بالعزم والشجاعة، هذا هو التولي الحقيقيّ، وهذه هي المصاديقُ الحقيقيةُ لتولي الإمام علي ولأعلام الهدى عليهم السلام.

مقالات ذات صلة