الحج يوم أن بدأ المسلمون يهتفون بالبراءة من المشركين

ما نشاهده اليوم أن هذه الأمة التي كان المطلوب أن تكون هي من تَجُوب البحار طولًا وعرضًا فتقف في سواحل أوروبا وفي سواحل أمريكا، هي الأمة التي تُؤْمَر هي وزعماؤها بالقعود والخنوع، قعود الذلة، قعود الخزي، قعود الخنوع والاستسلام، ونرى أولئك الذين لُعِنوا على لسان الأنبياء هم من يَجُوبون البلاد طولًا وعرضًا، فرقًا عسكرية تمتلك أفتك الأسلحة، أليست هذه من تقليب الموازين؟ أليست هذه من القضايا المقلوبة، والحقائق المعكوسة؟ في البحار الفرنسيون والبريطانيون والأمريكيون والأسبان وغيرهم هم من يتحركون، يحملون الأسلحة، هم من يحركون قطعهم البحرية في داخل وأعماق البلاد الإسلامية، والمسلمون كلهم لا يجوز لأحد أن يتحرك قيد أنملة.

 

إن الله أراد لهذه الأمة هكذا أن تكون أمة تتحرك في العالم كله {أُخرِجَت لِلنّاسِ} لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فها هي تقعد ويتحرك أولئك. ولماذا يتحركون؟ هل ليأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر؟ أم لينشروا الباطل والفساد والقهر والظلم والذلة والخزي لكل أبناء البشرية وللعرب خاصة؟ للعرب خاصة. هذه أشياء مؤسفة، هذه حقائق نحن نشاهدها.

 

في الحج يوم أن بدأ المسلمون يهتفون بالبراءة من المشركين، يوم أن بدءوا يعملون على أن يعود الحج إلى أصالته الإسلامية؛ لأن الحج في أول عملية لإعادته إلى حج إسلامي إنما كان يوم أرسل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ليعلن البراءة من المشركين بتلك العشر الآيات الأولى من سورة براءة؛ ليعلن البراءة من المشركين، بل ليعلن الحرب على المشركين وليس فقط البراءة منهم.

 

كانت تلك هي أول عملية لتحويل الحج إلى حج إسلامي، وصبغه بصبغة توحي بالأهداف المقصودة من وراء تلك العبادة العظيمة التي هي الحج، فعندما بدأ الناس يهتفون بــ[الموت لأمريكا والموت لإسرائيل] في الحج، بأمر من ابن علي الذي هتف ببراءة، فقال سبحانه وتعالى يحكي تلك البراءة {وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ إِلَى النّاسِ يَومَ الحَجِّ الأَكبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَريءٌ مِنَ المُشرِكينَ وَرَسولُهُ} (التوبة: من الآية3) براءة من الله، وبراءة من رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وبراءة من علي، قرأها علي كلها براءة من المشركين.

 

يوم أن تحرك ابن علي الإمام الخميني (رضوان الله عليه) ليعيد الحج إلى أصالته عرف أولئك الذين لا يريدون للعرب أن يتحركوا قيد أنملة لأداء الواجب الملقى على عواتقهم من الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الآية: {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ} (آل عمران: من الآية110) صدر المنع وحدث ما حدث في الحيلولة دون أن يتردد ذلك الشعار.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن

 

إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ 2001

 

اليمن – صعدة

مقالات ذات صلة