المراكزُ الصيفيةُ والهُــوِيَّةُ الإيمانية

نوال أحمد

أمام الحروب العسكرية والفكرية والثقافية التي يشنها أعداء الإسلام على أمتنا الإسلامية عُمُـومًا وعلى بلادنا اليمن خُصُوصاً، وأمام هذه الحروب الخطيرة التي يشنّها أعداء الإسلام على أُمَّـة الإسلام كافة وَعلى شعبنا اليمني المؤمن العزيز خَاصَّة؛ بهَدفِ القضاء على إيمانه ودينه ومبادئه، وضربه في قيمه وأخلاقه، لذلك فقد كان وجود المراكز الصيفية مهم جِـدًّا في هذه المرحلة؛ وذلك حفاظاً على أبنائنا وبناتنا من الهجمات الشيطانية والحروب الإفسادية التي يسوقها الأعداء إلى بلداننا، ولأجلنا وأجل أبنائنا جاءت دعوةُ العَلَم القائم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله بافتتاح هذه المراكز الصيفية المباركة ليلتحقَ بها طلابُ المدارس وقضاء عطلتهم الصيفية واستثمار أوقات فراغهم، بما يعود عليهم بالنفع والفائدة العظيمة، فالمراكز الصيفية لها فوائد مثمرة في نهاية المطاف.

 

وللمراكز الصيفية أهميتها الكبيرة في المواجهة والتصدي لمخطّطات ومؤامرات الأعداء وحربهم الشيطانية على بلادنا، فالمراكز الصيفية وُجدت لإنقاذ أجيالنا من كافة عوامل الاستهداف الإيماني والأخلاقي وكوسيلة وقائية تحمي أبناءَنا وبناتنا من كافة الوسائل والأساليب التجهيلية والإضلالية والإسقاطية التي يستخدمها الأعداء في حربهم الناعمة، وجدت المراكز الصيفية أَيْـضاً لصون أجيالنا وحمايتهم من آفات الضياع التي تتهدّد وجودهم ووعيهم، وتحصيناً لهم من الغزو الفكري والثقافي وتداعيات الحرب الناعمة الشيطانية بكل أشكالها، لأجل بناء جيلٍ قرآني ولبقاء مجتمع متماسكٍ واعٍ يواجه مخطّطات الأعداء ويفشلها بسلاح الإيمان والقرآن.

 

المراكز الصيفية التي يتخرج منها الطالب وهو ملمٌّ بكافة التعاليم الدينية والقرآنية وبالفرائض والصلوات الخمس ويعرف السيرة النبوية الحقة، المراكز الصيفية يتعلم فيها الطالب كيف يكون مهتماً بالدين وقراءة القرآن، يتعلم كيف يكون رسالياً وخطيباً وفصيحاً، يتعلم كيف أن يكون أنموذجاً إيمانياً وقرآنياً بارزاً لكل من تخلو عن ثقافتهم القرآنية وَهُــوِيَّتهم الإيمانية وتخلقوا بأخلاق الغرب أَو تثقفوا بتلك الثقافات المنحطة التي لا تمت لديننا وقرآننا بصلة وإنما غزونا بها؛ بهَدفِ تدميرنا وإفساد أجيالنا وجاءتنا عن طريق الأعداء من اليهود والنصارى، من هذه المراكز الصيفية المباركة يتعلم أبناؤنا كيف يكونوا بارين بآبائهم متصلين بأرحامهم محافظين على إخوانهم محسنين لجيرانهم محترمون لكبارهم يتعلمون كُـلّ ما فيه الخير والسعادة لمجتمعاتهم وأهاليهم، يتخرجون من هذه المراكز وهم متنورون بنور العلم والتقى يمتلكون المهارات العالية ولديهم القدرة على المواجهة وسحق كُـلّ التحديات والصعاب، واثقين بأنفسهم وَبقدراتهم أنه باستطاعتهم الوقوف أمام كُـلّ التحديات والدخول في شتى المجالات والصناعات وَالإسهام في بناء وطنهم وهم محصنين بسلاح الوعي أمام أضاليل الأعداء وأباطيلهم.

 

الدورات الصيفية تعتبر صمام أمان تحصّننا وتحصّن مجتمعنا اليمني المؤمن من الضلال والمضلين، يحصن أجيالنا ويبنيها بناءً قرآنياً تحملُ مبادئ وقيم هذا الإسلام العظيم وتحمل ثقافة القرآن الكريم؛ لأَنَّ هذه الأجيال هي أمانة في أعناقنا ويجب أن نحافظ عليهم ونصونهم ونحميهم من كُـلّ ثقافات أهل الباطل الذين نراهم بكل صنوفهم وأشكالهم وهم في سباق دائم لتجهيل وتضليل وإفساد أبناءنا وبناتنا، ونحن نعلم أن عزتنا وقوتنا هو في هُــوِيَّتنا الإيمانية وفي ثقافتنا القرآنية، نحن لا نمتلك الوسائل والإمْكَانات والأسلحة التي تمتلكها أمريكا وأولياؤها، لكننا نمتلك الثقافة القرآنية ونحمل روحية الإيمان التي ليس بإمْكَان كُـلّ أسلحة الأرض أن تقهرها أَو تكسرها، إذَا لم نحصن أجيالنا بالثقافة القرآنية وبالروحية الإيمانية فسنتركهم لأهل الضلال والمضلين؛ لأَنَّ الإنسان في هذه الحياة عبارة عن جهاز استقبال إذَا لم يكن قلبُه ممتلئاً بهدى الله فَـإنَّه سيمتلئ بالضلال رغم عنه لا يمكن أن يعيشَ الإنسان في فراغ.

 

إن أعداءَ الله يحاربوننا؛ لأَنَّنا نحمِلُ هذا المشروع القرآني الذي هو مشروعُ الله في هذه الأرض يريدون أن يطفئوا نور الله ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، يحاربون هذه المسيرة القرآنية بكل ما أوتوا من قوة، ولكنها مسيرة هدى ونور للعالمين لذلك هي محمية بإرادَة الله وتتمدد وتنتشر وتتوسع بعون وَبركة ورعاية ودعم إلهي، فكلما حاربوها ازدادت توسعاً وانتشاراً وقوة بفضل من الله وهذه آيات وشواهد واضحات للعالمين وبعد هكذا بينات فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون؟!.

مقالات ذات صلة